أشرفت الأمينة العامة للحزب الجمهوري، مية الجريبي، مساء أول أمس بمقر جامعة الحزب بسوسة على اجتماع إقليمي للحزب ضم ممثلين عن كل من جهة سوسة والقيروان والمهدية والمنستير إضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي التابعين لهذه الجهات. ووفق معطيات استقتها «التونسية» من مصادر مأذونة حضرت الاجتماع فإن عدد الحاضرين قد تجاوز الأربعين مع تسجيل غياب الأطراف التي سبق وأعلنت استقالتها من الحزب. هذا وقد تناول هذا الاجتماع بالدرس والنقاش آخر التطورات المتعلقة أساسا بالخط السياسي للحزب والحوكمة التنظيمية بعلاقة مع الخلافات الناشئة داخله والتي كانت لها تداعيات تجلت في أكثر من صورة أبرزها موجة الاستقالات وتعدد أشكال الاحتجاجات داخليا وفي المحيط القريب من الحزب وصلت حد كيل التهم لبعض القيادات بالانحراف بالمسار الحزبي من اجل تحقيق مكاسب ذاتية . ودائما وفق مصدرنا، تطرقت الأمينة العامة خلال هذا الاجتماع إلى ضرورة الحفاظ على تماسك الحزب وهياكله وقواعده في مواجهة ما اعتبر «الحملة الأخيرة التي تستهدف قياداته». الأمينة العامة أقرت في سياق كلامها بوجود مشاكل حقيقية داخل الحزب الجمهوري والتي أرجعتها على وجه التدقيق إلى خلل في سياسة التواصل الداخلية والخارجية والتي اعتبرت انها على الوضع التي هي عليه لا توفر المعلومة الكافية والضرورية وفي الوقت المناسب بين مختلف مكونات الهيكل الحزبي قيادة وقواعد. الجريبي أكدت وفق محدثنا على وضوح الخط السياسي للحزب وخياراته المستقبلية والإستراتيجية والتي اعتبرتها محل وفاق داخل الحزب وهياكله حيث أن كل القرارات المهمة والمصيرية وقع اتخاذها بعلم وموافقة الجميع وفي احترام تام للهيكلة الحزبية والأدوار المخولة لكل طرف. الاجتماع كان كذلك مناسبة للإعلان عن بعض القرارات المهمة والتي سيكون لها وقع على مستقبل الحزب حيث كشفت الأمينة العامة عن عدم ممانعتها في وجود تيارات داخل الحزب كشكل من أشكال الممارسة الديمقراطية الداخلية لكن بشرط أن تتوفر هذه التيارات على أرضية سياسية لا تتعارض مع برنامج الحزب وتوجهاته العامة وتوفر الآليات التنظيمية التي تضمن نشاط هذه التيارات دون المساس بهياكل الحزب التقليدية. محدثنا اعتبر من جانبه أن الاجتماع تميز بنقاشات معمقة وحوار مسؤول بين كل الأطراف الحاضرة وكان التوجه العام للاجتماع يوحي بوجود مؤشرات إيجابية على تجاوز الأزمة وإعادة تنظيم الصفوف في اتجاه المحافظة على تماسك الحزب وفق إفادته. هذا وعلمت «التونسية» من مصادر أخرى أن اجتماعا مهمّا انتظم ليلة الجمعة في ضاحية قرطاج من أجل بلورة تشكيل تيار داخل الحزب الجمهوري والذي من المنتظر أن يتزعمه كل من سعيد العايدي وماهر حنين وسليم عزابي والطيب الهويدي ويوسف الشاهد وهو ما يؤكد الخيار الذي اختارته القيادة داخل الجمهوري من اجل تطويق الخلافات الداخلية والتعامل مع واقع التباين في وجهات النظر وإيجاد إطار مناسب لنشاط من وقع تسميتهم ب«الإصلاحيين» الذين لم يبدوا رغبة في مغادرة سفينة «الجمهوري». فهل تكون هذه الخطوة هي الحل الأنجع لوضع حد لسيل الإستقالات والانسحابات وتعيد السكينة لبيت الجمهوري أم تكون مجرد مسكن ظرفي لاغير؟