التونسية - باجة كلما برزت بذرة تفاؤل في الفريق إلا وعادت الأجواء إلى الخمول والبرود في هذه الفترة الهامة التي تخطت فيها عديد الأندية أشواطا متقدمة من التحضيرات وإعداد العدّة للموسم الجديد في حين لا يزال الأولمبي الباجي يبحث عن خطواته الأولى في إتجاه بناء فريق بإمكانه اللعب في الرابطة المحترفة الأولى بعد أن إهتزت قرارات الهيئة بين إختيار التشبيب والحاجة للإنتدابات وهي معادلة صعبة في ظل الواقع الذي تفرضه الوضعية المالية للنادي... إستنّى يا باجة... لم تعرف وضعية الأولمبي الباجي إلى غاية كتابة هذه الأسطر أي تقدّم في إتجاه وضع الفريق على الطريق الصحيحة بما أن الهيئة المديرة ربطت كل تحركاتها بوصول مبلغ مالي في شكل منحة من وزارة الشباب والرياضة بما جعل كل الأعمال معلّقة بسبب تأخر وصول هذا المبلغ إلى خزينة النادي...فالهيئة إكتفت بالإنتظار على أمل أن تكون منحة الوزارة هي الحل لكل الإنتظارات...والآن وقد بات الفريق في وضعية صعبة بسبب ضغط الوقت والعجز عن تكوين فريق والتحضير بالشكل المطلوب فإن الهيئة إكتفت بالإنتظار عملا بمقولة «إستنّى يا دجاجة...» في وقت كان على إدارة النادي أن تجد حلولا ولو ظرفية لمعضلة المال حتى تتجاوز هذه المرحلة الصعبة...فأي وجود وأي إضافة لمسؤولين لا يقدرون على مساعدة الفريق في الخروج من أزمته؟ فالفريق لا يحتاج أشخاصا يكتفون فقط بملء مواقع المسؤولية دون تقديم ما يفيد قدرتهم على إيجاد الحلول...صراحة المسؤول الذي لا يوفر موارد مالية للفريق لا مكان له في الأولمبي الباجي في هذه المرحلة الصعبة...فالإقتصار على إنتظار موارد المؤسسات الرسمية من جامعة ووزارة لا يفيد بأن الهيئة تقدم إضافة للفريق بما أن الفارق يكمن في توفير موارد إضافية وتنويعها...فما ضر لو وفّر كل عضو مبلغ مالي بعنوان« السلفة» لخزينة النادي يستردها متى توفر المال حتى لا تزداد وضعية النادي تعقيدا وحتى يتأكد للجميع أن الهيئة لا تملأ كراسي التسيير دون تحملها المسؤولية المادية التي هي صميم دورها ومهمتها الأساسية في تسيير الفريق. صفر من العقود إنتظرنا طيلة الأسبوع الماضي أن يتشرف الأولمبي الباجي بالحصول على توقيع أوّل اللاعبين إلا أن ذلك لم يتحقق وإلى غاية الآن في مقابل غلق بعض الفرق الأخرى من حجم الفريق لملف الإنتدابات بعد الإنتفاع بما إحتاجت من عناصر متوفرة على الساحة في حين إكتفت هيئة جلال الغربي بإتفاقات جافة بات أغلبها مهددا بالتبخر بسبب عدم التفعيل وتحويلها إلى تعاقدات...هذا التأخر من شأنه أن يؤثر على مسار التحضيرات وكذلك على نوعية الإنتدابات بما أن بعض الأسماء البارزة باتت قريبة من تحويل الوجهة نحو فرق أخرى على غرار عاطف المازني وأيمن السلطاني بعد أن فقد الفريق كتيبة من أهم عناصره وركائزه للموسم الماضي بداية بيكن ونضال النفزي وحمدي الورهاني وسليم المهذبي وصولا إلى وائل النفزي الذي أمضى عقدا بموسم واحد مع النجم الساحلي...بهذا التباطؤ والتأخير في ترتيب الإنتدابات وضبط الرصيد البشري بات الفريق في خطر قد لا تقدر الهيئة المديرة لاحقا على مواجهته مهما بذلت من جهد لأن عامل الزمن يبقى حاسما في هذه المرحلة. «الزديري» في خطر صحيح أن المدرب ماهر الزديري إستفاد من فرصة تدريب الأولمبي الباجي للمرة الأولى كمدرب أوّل إلا أن هذا التكليف بدا وكأنه قنبلة موقوتة بما في طيات الأجواء المحيطة بالفريق من إضطراب وتخوف وغياب القدرة على التقدم بالنسق المطلوب في إتجاه ترتيب الفريق بالشكل المطلوب...فهذا المدرب الطموح لن يكون قادرا على النجاح وتحقيق حلم بداية متميزة ما لم تتحرك الهيئة وتساعده على توفير ممهدات النجاح من إنتدابات قيّمة وموارد مالية وتربص في ظروف عادية...فالمؤشرات الحالية تؤكد أن المدرب الزديري بات في خطر وما عليه سوى التحرك بكل ثقله للضغط على الهيئة لتوفير ما يحتاجه الفريق والإقدام على تضحيات مالية هامة بما أن الوضع لم يعد يحتمل الإنتظار...