التونسية (سيدي بوزيد) مع شروق شمس السابع عشر من شهر الصيام المعظم دبت الحركة في مدينة سيدي بوزيد حيث امتلأت الشوارع بالمارة والسيارات غير أن أغلب المحلات التجارية وكل المؤسسات الحكومية والخاصة بدت أبوابها مغلقة وذلك استجابة لدعوات المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والجبهة الشعبية وجبهة الحسم بسيدي بوزيد وغيرها القاضية بالدخول في عصيان مدني مفتوح حتى سقوط النظام. وفي حدود الثامنة صباحا تحولت مجموعات غفيرة إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد أين تتالت الخطب والمداخلات المنددة باغتيال الشهيد براهمي وادانة هذه الجريمة النكراء وتحميل حكومة الترويكا والمجلس التأسيسي مسؤولية هذا الاغتيال وكيفية الدخول في العصيان المدني وأهدافه ثم وحوالي التاسعة والنصف صباحا انتظمت مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل وجابت جزءا كبيرا من الشارع الرئيسي للمدينة وعديد الانهج والشوارع الأخرى بمشاركة أغلب الحساسيات السياسية والمنظمات والجمعيات وبعض الحقوقيين والشباب من الجنسين. وردد المحتجون عديد الشعارات المناوئة للحكومة والمجلس التأسيسي والداعية لاسقاط النظام والترحم على شهداء الثورة وشهداء الاغتيال السياسي ما بعد الثورة التونسية وبعد مضي أكثر من ساعة ونصف عادت المسيرة إلى مكان الانطلاق وهناك أوصى المشرفون كل الحضور بالدخول في عصيان مدني مفتوح في الشوارع وفي ساحة البوعزيزي بعد الافطار من اليوم الثاني على اغتيال البراهمي. حزن في البيوت وغضب في الشارع عاشت مدينة سيدي بوزيد وعدد من معتمدياتها في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الماضيين حالة من التوتر والاحتقان الشديدين على خلفية فاجعة اغتيال شهيدها وشهيد تونس المناضل محمد ابراهمي ممثل ولاية سيدي بوزيد في المجلس الوطني التأسيسي ومنسق التيار الشعبي حيث انطلقت مسيرات ليلية حاشدة في مدينة سيدي بوزيد ومعتمدياتها : منزل بوزيان والمكناسي والسوق الجديد والرقاب والمزونة ضمت مختلف مكونات المجتمع المدني من مستقلين وأحزاب وجمعيات ومنظمات من الجنسين ومن مختلف الأعمار وجابت هذه المسيرات الشوارع الرئيسية والأنهج المتاخمة لها . سلطة بديلة وقد تزامنت هذه المسيرات مع التئام جلسات في الاتحاد الجهوي والاتحادات المحلية للشغل في مدينة سيدي بوزيد ومعتمدياتها المذكورة ضمت أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل وممثلين عن الجمعيات والأحزاب والمنظمات الأخرى ورابطة الحقوقيين وعددا من المستقلين للنظر في امكانية تسليم السلطة للقوى الشعبية والديمقراطية انطلاقا من سيدي بوزيد لأنه وفي نظر المجتمعين قد حل المجلس التأسيسي بصفة أوتوماتيكية والحكومة (التي تدعي الشرعية) الصادرة عن المجلس التأسيسي قد حلت أيضا. وتشرع هذه السلطة البديلة الجهوية في عملها الظرفي وبعد التفاوض مع قيادات الجيش الممثلة في عقيدها وقيادة الأمن الممثلة نقاباته وبعد أن يتم تقديم قائمة في المعينين والمشروع المتاح لتسيير سيدي بوزيد مع الالتزام بالمحافظة على الأمن واستقرار الجهة والارواح البشرية والممتلكات العامة والخاصة. غير أن هذه الجلسات لم تتواصل خاصة في مدينة سيدي بوزيد أمام تسجيل ايقافات عديدة في صفوف الشباب المحتجين من قبل القوات الأمنية مما أجبر المجتمعين بقاعة الاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد إلى التحول إلى منطقة الأمن في محاولة سلمية لاطلاق سراح الموقوفين درءا لاحتداد الاحتجاجات في الشارع وبعد نقاشات طويلة مع القادة الأمنيين تم الاتفاق على سراح الموقوفين. وذكر شهود عيان أن دورية أمنية قد عمدت إلى الاعتداء بدنيا ولفظيا بعد ذلك على عضوي المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالجهة بلقاسم الغانمي والناصر الظاهري وأحد المواطنين ما أجبر هؤلاء المتضررين على تقديم شكاية في الغرض بمنطقة الأمن الوطني.