التونسية (تونس) بالتزامن مع تصريحات وزير الداخلية «لطفي بن جدو» التي شدد فيها أمس على استعداده ورغبته الشديدين في الاستقالة،مصرحا للمرة الأولى أن الوزارة مخترقة من قبل أطراف وجهات عدة منها، جاءت الندوة الصحفية التي نظمتها أمس نقابة الأمن الجمهوري لتثبت كلام وزير الداخلية ولتزيد عما قاله تأكيدا بالكشف عن قائمة اسمية لعدد من الإطارات الأمنية المشتبه تورطها في أحداث الإرهاب والعنف والاغتيال لفائدة الحزب الحاكم –حسب وليد زروق كاتب عام نقابة السجون والإصلاح- والذي ضرب بدوره واجب التحفظ إزاء الأسرار التي تسنى له الإطلاع عليها بمناسبة المسؤولية التي تولاها عرض الحائط لتصوره ان المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس لم تعد تستوجب قدرا اكبر من الخوف والصمت والتحفظ، قائلا بالحرف الواحد: «سأتكلم وليعتقلني من يعتقل». و من الأسماء التي كشف عنها وليد زروق عضو نقابة الأمن الجمهوري وعضو نقابة السجون والإصلاح خلال هذه الندوة الصحفية متهما إياها بالفساد وبالوقوف وراء أحداث العنف والقتل والاغتيال التي اجتاحت البلاد طيلة فترة حكم حركة «النهضة»،ذكر «وليد» القائمة الاسمية التالية: «رياض بلطيف» المدير العام للتكوين بوزارة الداخلية والذي قيل انه ابن أخت «أبو عياض» زعيم أنصار الشريعة بتونس والمتهم بالضلوع في عدد من أحداث القتل والاغتيال، «محرز الزواري» مدير عام المصالح المختصة والذي وقع اتهامه في قضية اغتيال «شكري بلعيد»، «حمزة بن عويشة» مدير عام المصالح المشتركة وصهر «محرز الزواري» في الآن ذاته، المستشار «طاهر بوبحري» والذي اتهمه «زروق» بالهيمنة على الوزارة واصفا اياه بالوزير الفعلي، «العقيد عمارة العرقوبي» رئيس الإدارة الفرعية للأمن العمومي، «لطفي الصغير» رئيس مكتب حركة «النهضة» ببن عروس والذي تم تعيينه فيما بعد رئيسا لمصلحة الخزينة والخدمات الجزائية ، «لطفي الزرلي»، «عبد الكريم العزيزي»، «أسامة بوثلجة»، «رياض العماري»، «زهير الحاجي»، «العقيد عماد التوزري»، «الزاهي المسعودي»، «حسن الزاهي» ، «حمزة بن عويشة»... و طالب «زروق» وزير الداخلية بفتح تحقيق بخصوص هذه القائمة وبمحاكمة كل من يثبت التحقيق ضده بتهمة الخيانة العظمى للوطن ،كاشفا عن توجه نقابة الامن الجمهوري الى رفع قضايا ضد من سلف ذكرهم في القائمة. عجبي لحكومة لا ترقّي ولا توسّم سوى الذين هتكوا عرض أعضائها واغتصبوا نساءهم ! و اكد وليد تواجد اجهزة الامن الموازية صلب وزارة الداخلية وانها تعمل لصالح الحزب الحاكم الجديد (حركة النهضة)،مضيفا: «من اسهل ما يكون على الحكومة ان تلبس جلباب الفساد،فهاهي اليوم ترقّي وتوسم من هتك عرض اعضائها واغتصب نساءهم،اما من يتقدم بملفات فساد ضد هؤلاء فاما يعزل او يحال على التقاعد الوجوبي او.. «الغنوشي» اتصل بي ليطلب مني الكف عن فضح الفاسدين» ! و صرح «زروق» انه قد تلقى اتصالا من الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» يطالبه فيها بالكف عن فضح «الفاسدين»-حسب قوله-،مخيرا عدم الافصاح عن الرد الذي ناله الشيخ من وليد زروق. «البوليس السياسي» من أكثر الأجهزة فاعلية لانقاذ البلاد؟ و قال «وليد» انه من الخطا حل البوليس السياسي لتصوره ان البوليس السياسي لايقتصر على ادارة أمن الدولة،مؤكدا انها من اكثر الاجهزة فاعلية لانقاذ المؤسسة الامنية والبلاد من بؤر الارهاب التي عششت فيها في فترة ما بعد الثورة وما بعد حل البوليس التاسيسي،مشددا على ان احداث جبل الشعانبي قد وقع رصدها حتى قبل وقوعها من قبل ضباط المخابرات «الا ان المعلومة بفعل الاطارات الامنية الفاسدة لم تعد تنقل الى مكانها الطبيعي حيث يتم تحليلها واتخاذ القرارات الفورية وانما بفعل هؤلاء صارت المعلومة تنقل الى مونبلزير(في اشارة الى مقر حركة النهضة)و لا يصل منها الى وزير الداخلية الا ما تريد له الحركة ان تعرفه»-حسب قول وليد-. الحبيب الراشدي(عضو نقابة الامن الجمهوري) «السجون..مفرخة الارهابيين» ! من جانبه،اكد «الحبيب الراشدي» ان الجمعيات ،التي اتهم بعضها بالوقوف وراء احداث الاغتيال والقتل، تزور السجون بصفة متكررة دون ان تلاقي أي صد وبلا حسيب او رقيب،موضحا ان اكثر عمل من اسماهم بالتكفيريين هي السجون حيث يقومون باستقطاب المساجين والتأثير عليهم واستعمالهم خارج السجن،الامر الذي دفعه الى وصف السجون بالمفرخة التي يفرخ فيها الارهابيون امثالهم. الوزير مستعد للإستقالة قال وزير الداخلية لطفي بن جدو أمس الثلاثاء إنه مستعد للاستقالة مع تزايد الضغوط مشيرا الى انه يرغب بشدة في الاستقالة ومستعد لذلك واكد ضرورة تشكيل حكومة انقاذ أو حكومة وحدة وطنية للخروج بتونس من عنق الزجاجة. كما أكد لاذاعة موزاييك أن الوزارة مخترقة من قبل عدة أطراف وجهات وحتى من المنتمين للتيار السلفي، مشيرا إلى أنه لا علم له بوجود كوادر تابعة لحركة النهضة في وزارة الداخلية. وأضاف الوزير في السياق ذاته أنه قام بعزل بعض الكوادر الأمنية عندما علم بوجود اختراقات مستشهدا في ذلك بفرقة أمن المطار. وفي ما يتعلق بجريمتي اغتيال كل من شكري بلعيد ومحمد البراهمي، شدد على أن المجموعة الإرهابية المتورطة في الجريمتين هي مجموعة خطرة للغاية وهي قادرة على اختراق الوزارة، مؤكدا على أن الفرق الأمنية التي تتابعها هي الأكثر عدة وعتادا من بين الفرق الأمنية التونسية وبأن هناك إرادة كبيرة لإيقاف عناصرها على حد تعبيره.