التونسية (صفاقس) شهدت الساحة الخارجية لجامع اللخمي بصفاقس مساء الثلاثاء اقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء جيشنا الوطني وقد كانت الجموع تعد بالآلاف مع تسجيل حضور اعداد من الصحفيين وممثلين عن احزاب سياسية وجمعيات ونشطاء بالمجتمع المدني وعند انطلاق صلاة العشاء تحدث خطيب جامع اللخمي الشيخ رضا الجوادي محددا اطار هذه التظاهرة وهي مساندة الجيش الوطني والتضامن معه ومع قوات الامن وايضا مساندة مؤسسات الدولة والتنديد بالمحاولات «الانقلابية» الهادفة الى الانقضاض على السلطة وتدمير البلاد والافساد في الارض وكذلك الدفاع عن الشرعية التي لا تعني الانحياز الى أي حزب سياسي على الساحة ثم قدم الشيخ رضا الجوادي البرنامج وهو اداء صلاة العشاء ثم اداء صلاة الغائب ترحما على ارواح المغدورين من ابناء جيشنا الوطني الباسل ثم اداء صلاة التراويح فالقاء مداخلات موجزة بخمس دقائق لممثلين عن احزاب سياسية وجمعيات مدنية وخلال هذه الاحتفالية تم رفع بعض الشعارات الداعية الى الوحدة الوطنية ورفض الخيانة والانقلاب وايضا دعم الشرعية والتاكيد على ان الشعب مسلم ولن يستسلم وانتقدت بعض الشعارات مواقف الاتحاد العام التونسي للشغل مطالبة بتطهيره. وقد تحدث الشيخ عبد العزيز الوكيل رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم والاخلاق الفاضلة في البداية وقال إن تونس ستنتصر بحول الله ودعا الى الوقوف الى جانب الجيش والامن وشدد على ان المؤامرات الانقلابية لن تمر. ثم تتالت المداخلات لنعمان حمزة عن حركة النهضة والقشوري ممثل «حركة وفاء» وياسر الرحماني الكاتب العام للمكتب الجهوي لحزب المؤتمر بصفاقس داعين الى ضرورة مساندة المؤسسة العسكرية وقوات الأمن واحترام الشرعية التي لابديل عنها في هذه الفترة. ثم تحدث الشيخ رضا الجوادي ممثلا عن جمعية الخطابة والعلوم الشرعية فقال ان المساجد للجميع وانه ينبغي تحييد المساجد عن التجاذبات السياسية لانها محايدة وغير منحازة الى أي طرف او جهة ولكنها لن تكون غير محايدة اذا تعلق الامر بمصلحة البلاد وامنها واستقرارها وقال ان تونس تضم الجميع من يصلي ومن لا يصلي وقال ان عددا كبيرا ممن حضروا هذه التظاهرة الليلية هم من غير المتحزبين ومنهم غير المصلين وقال ايضا ان الائمة لا يمثلون اسما معينا ولا حزبا معينا وان المسجد للجميع مصدقا لقوله تعالى : «وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا» وقال ان كل حزب لا يتحامل على ديننا وهويتنا وتونسنا وجيشنا سيجد من الائمة الترحيب وانهم لا يقصون احدا ولو كان له دين مخالف او ايديولوجيا مغايرة وان من لا يصلي هو اخ لهم في الاسلام وقال ان الائمة لا يكفرون الشعب وانهم يدعون الى الحق والى الله بالكلمة الطيبة وان بعض المنحرفين الذين يوظفهم البعض للبلطجة انما هم ضحايا لمن يوظفونهم وضحايا لظروف اجتماعية او عائلية صعبة وان معدن العديد منهم طيب بدليل ان بعض من كانوا منحرفين هم الان من رواد المسجد وانتقد الانحدار الاخلاقي للسجالات السياسية ومنابر التحليل التلفزي التي لا تغلب المصلحة الوطنية وتهدم ولا تبني وترحم مجددا على شهداء الجيش حامي الشرعية ونصير الشعب وقال انه ينبغي ان نحافظ على حيادية هذه المؤسسة التي وقفت الى جانب الشعب وحيّى مجهودات اعوان الامن الذين يبذلون جهودا منظمة وشاقة من اجل حماية المنشآت العمومية ومنها مرفق الولاية رغم الاتعاب والصيام والاصابات في صفوفهم وقال ايضا انه كان بمقدور الائمة الدعوة الى مسيرات شعبية تشكل استفتاء لراي الشعب في وجه المسيرات المنادية باسقاط الشرعية ولكن من اجل الجفاظ على مصالح التجار الذين تعتبر هذه الفترة مهمة لنشاطهم التجاري و«ميسرة» صرفوا النظر عنها متمنيا لهؤلاء التجار واصحاب المحلات الرزق الكريم والحسن. وفي مداخلته تحدث حمادي معمر رئيس رابطة مجالس حماية الثورة قائلا ان المؤامرات والانقلابات لن تمر وانه لا بد من احترام الشرعية باعتبار انها جاءت عبر صناديق اقتراع في انتخابات ديمقراطية حرة وان اسقاط الشرعية لا يكون ايضا الا عبر صناديق الاقتراع من جديد تفاديا للفوضى والمجهول. وكانت خاتمة المداخلات مع فتحي الرباعي الذي ركز على اهمية احترام الشرعية كخيار ديمقراطي واهمية الاجتماع والاتحاد الوطني لاجل مصلحة البلاد ووجه دعاء بأن يحفظ الله شعب تونس من كل سوء وان يبعد عنه المؤامرات والفتن والانقسامات .