هي دون شك أهم تسعين دقيقة في المشوار القاري للترجي الرياضي هذه السنة تلك التي يخوضها الليلة انطلاقا من الساعة العاشرة بملعب رادس وبدون حضور الجمهور ضد ممثل الكرة الكاميرونية فريق القطن في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال... أهمية المواجهة تكمن في التأثيرات الكبيرة والمباشرة لنتيجتها النهائية على بقية مشوار وحظوظ الأحمر والأصفر في هذه المسابقة ذلك أن أي نتيجة غير الإنتصار ستبعد فريق باب سويقة عن دائرة التنافس الجدي على المركزين المؤهلين إلى المربع الذهبي وستصعّب من مهمته بشكل كبير في المقابلات الأربع المقبلة وعلى هذا الأساس فإن لا خيار أمام ماهر الكنزاري وأبنائه سوى الإنتصار لتدارك الوضعية الحالية بعد هزيمة الجولة الإفتتاحية واستعادة الحظوظ كاملة قبل الجولات القادمة وخاصة لاستعادة الثقة في النفس والتصالح مع الجماهير... صحيح أن الضغوطات مسلطة قبل هذا اللقاء على الترجيين بشكل خاص وصحيح أيضا أن أبناء باب سويقة سيحرمون الليلة من دعم جماهيرهم الحاسم في مثل هذه المناسبات لكن الثابت كذلك أن العزيمة على التدارك وإمكانيات المجموعة سترجح كفتهم وستفتح أمامهم أبواب انتصار ثمين جدا على مصراعيها. التهديف المبكر السيناريو الأفضل ... لكن لا للتسرع مثل هذه المقابلات التي يستقبل فيها الترجي الرياضي ضيوفه على أرضه يكون السيناريو الأفضل فيها لتحقيق الهدف المنشود هو الوصول إلى شباك المنافس في توقيت مبكر لأن ذلك يعطي الأريحية الكاملة لصاحب الأسبقية مما يؤهله إلى تقديم مستوى لعب رفيع ومزيد تسجيل الأهداف مقابل بعثرة أوراق الفريق الآخر وإدخال الشك في نفوس لاعبيه... من هذا المنطلق فإن الضغط الهجومي من البداية مطلوب وهذا ما سيتبعه الترجيون دون شك مع ضرورة استغلال أولى الفرص السانحة للتهديف وهنا يكمن مفتاح النجاح رقم واحد في هذه المواجهة... هذا التوجه الهجومي الذي تعوّد فريق باب سويقة عليه في كل لقاءاته القارية على أرضه وكان أحد العوامل الأساسية لتحقيق انتصاراته يستوجب الإبتعاد عن التسرع والبحث عن الأسبقية في النتيجة بدون تركيز وهو العنصر الذي يجب تجنبه الليلة لأن الثلاث نقاط تبقى الهدف الرئيسي في هذه المباراة والفارق يمكن أن يحدث حتى في نهاية اللقاء ، لذا لا بد أن يكون الضغط الهجومي مدروسا ومركزا بعيدا عن العشوائية وأكيد أن خبرة الترجيين ستكون حاسمة على هذا المستوى. خطة متوازنة ... مباريات دور المجموعات تحسم بالنقاط وفارق الأهداف يأتي خلالها في المقام الثاني وعلى هذا الأساس فإن الفوز ولو بهدف وحيد يكفي لتحقيق الغاية المنشودة... هذا النظام يضع الترجيين اليوم أمام حتمية التفكير في الناحية الدفاعية إلى جانب لعب الهجوم والبحث عن الأسبقية ويضع الإطار الفني كذلك أمام ضرورة اتباع خطة متوازنة تعطي نفس الأهمية والأولوية للناحيتين الهجومية والدفاعية... وفي هذا الإطار فإن طريقة 4 – 2 – 3 – 1 تبقى المثلى لتحقيق الهدف الذي يتطلع له زملاء أسامة الدراجي العائد في الوقت المناسب إلى التشكيلة الترجية ويبدو حسب الحصص التدريبية لهذا الأسبوع أن ماهر الكنزاري يسير نحو هذا التوجه وينوي اعتماد هذه الخطة الليلة وهذا مؤشر إيجابي قد يشكل عنصر النجاح وجني ثلاث نقاط هامة للغاية في هذا الدور... مهمة كل اللاعبين ومختلف الخطوط هامة لإنجاح هذه الخطة لكن سيكون دور ثنائي الإرتكاز ولاعبي الرواق الهجوميين حاسما جدا في هذا الصدد لسبب بسيط يتمثل في ازدواجية المهمة دفاعا وهجوما سواء من خلال التغطية الدفاعية وعملية تصعيد الكرة بالنسبة للراقد وتراوي من جهة أو من خلال مساندة الظهيرين دفاعيا وفتح الثغرات في الخط الخلفي للمنافس بفضل التوغلات والتسربات بالنسبة لآفول والبلايلي من جهة أخرى فالتمريرات الحاسمة المؤهلة لخلق فرص التهديف ومغالطة الحارس الكاميروني يجب أن تخرج من أقدام الغاني والجزائري بصفة خاصة وهكذا ستكون هذه الطريقة إيجابية. «الكنزاري» يختار التشكيلة المثلى إضافة إلى اتباع طريقة اللعب المناسبة والمتوازنة التي تمهد إلى النجاح دفاعا وهجوما في الآن نفسه وهذا هو المطلوب في مباراة الليلة فإن اختيار التشكيلة المثلى القادرة على تحقيق الهدف المنشود يعد أيضا العامل الضروري الذي يجب أن يتوفر وأن يوفق فيه المدرب ماهر الكنزاري الذي يعي جيدا أهمية اللقاء وحتمية الإنتصار وبالتالي تفادي أي هفوة على هذا المستوى... في هذا الصدد فإن التشكيلة المحتملة التي سيبدأ بها مدرب الأحمر والأصفر اللقاء تعد فعلا الأنسب في انتظار التأكيد على الميدان، فماهر الكنزاري سيجدد ثقته في نفس رباعي الخط الخلفي وكذلك نفس ثنائي الإرتكاز الذي عوّل عليه في المباراة الأولى وهذا طبيعي بل وضروري فيما سيدخل التغييرات والتعديلات المناسبة على المستوى الهجومي سواء بالتعويل على أسامة الدراجي كصانع ألعاب وراء رأس الحربة أحمد العكايشي الذي يأخذ مكان هيثم الجويني المعاقب لجمعه إنذارين أو باستغلال كل من هاريسون آفول ويوسف البلايلي في الرواق الذي يقدر على تقديم الإضافة فيه وبالتالي إحداث الفارق... الإختيارات تبدو مبدئيا مناسبة ليبقى الميدان الحكم الفاصل عليها طبعا طبقا لمردود اللاعبين وما سيقدمونه من مستوى... إذن من المنتظر أن تكون التشكيلة الأساسية للترجيين على النحو التالي : معز بن شريفية – سامح الدربالي – خليل شمام – شمس الدين الذوادي – عنتر يحيى – حسين الراقد – مجدي تراوي – أسامة الدراجي – هاريسون آفول – أحمد العكايشي – يوسف البلايلي. قال : «ماهر الكنزاري» : انتقادات الجمهور مقبولة و«يحيى» من طينة « بن يحيى» عقد مدرب الترجي الرياضي ماهر الكنزاري عشية أمس الأول بقاعة الإجتماعات بحديقة الرياضة «ب» ندوة صحفية خاصة بمباراة اليوم ضد القطن الكاميروني في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية...الكنزاري تطرق خلال هذا اللقاء الإعلامي إلى عدة مواضيع خاصة بهذه المواجهة من تحضيرات وحظوظ فريقه للإنتصار وتحدث كذلك عن المنافس وأيضا الإنتقادات التي طالته رفقة بعض اللاعبين بعد لقاء الجولة الأولى والهزيمة التي تكبدها الترجيون في أنغولا. مباراة حاسمة في بداية حديثه خلال هذه الندوة الصحفية أكد ماهر الكنزاري على أهمية المقابلة معتبرها حاسمة إلى أبعد الحدود على مستوى بقية المشوار والحظوظ في هذه المسابقة بعد الهزيمة في الجولة الأولى التي تجعل فريقه أمام حتمية التدارك بتحقيق الفوز والخروج بالنقاط الثلاث مضيفا بالمناسبة أن الترجي الرياضي قادر على ضمان هدفه هذا ويملك كل الإمكانيات التي تؤهله إلى هزم ممثل الكرة الكاميرونية. جاهزون لهذا الموعد في ما يتعلق باستعدادات الترجي الرياضي لهذا الموعد المصيري ذكر ماهر الكنزاري أنها انقسمت إلى جزئين، الأول بتربص عين دراهم خلال الأسبوع المنقضي والذي اختتمه أبناء باب سويقة بمقابلتين وديتين مفيدتين لاستعادة نسق اللقاءات ، والثاني في العاصمة خلال هذا الأسبوع بتمارين تكتيكية بالأساس... مدرب الأحمر والأصفر أكد أن هذه التحضيرات جعلت الفريق أكثر جاهزية الآن وبالتالي مؤهلا إلى تحقيق هدفه والفوز على القطن. المنافس محترم جدا لكننا قادرون على هزمه في خصوص المنافس ممثل الكاميرون فريق القطن أوضح ماهر الكنزاري أنه شاهد شريطا واحدا لمباراته ضد الملعب المالي في إطار الدور الثاني المؤهل إلى دور المجموعات مؤكدا أنه فريق محترم جدا يملك لاعبين أصحاب فنيات وآخرين طوال القامة ميزتهم بدنية بالأساس ويضم في صفوفه لاعبا مر من حديقة الرياضة «ب» وهو بابيدي فيس... وفي نفس السياق أكد الكنزاري أن الترجي الرياضي له الإمكانيات لهزم هذا المنافس. حول الإنتقادات التي طالته بعد هزيمة الجولة الأولى ضد الفريق الأنغولي أوضح ماهر الكنزاري أن الإنتقادات الصادرة عن الأحباء مقبولة لأنها نابعة عن الحرص على مصلحة الجمعية وعن حسن نية على عكس انتقادات أفراد أخرى الرامية إلى إحداث البلبلة ووضع العصا في العجلة لأن نجاح الترجي الرياضي لا يروق لها وتعمل بكل الوسائل على عرقلته وتستغل كل الفرص لتحقيق هدفها... وأضاف الكنزاري في هذا الصدد أن كل مدرب معرض إلى الشكر والإنتقاد فتلك هي أحكام المهنة والرياضة عامة. «عنتر يحيى» من طينة «بن يحيى» و«بدرة» وعن الإنتقادات التي طالت الجزائري عنتر يحيى أوضح الكنزاري أن هذا اللاعب يعد من طينة خالد بن يحيى وخالد بدرة مضيفا أنه كان يصنف مدافعين محوريين فقط في المستوى الأول في الترجي الرياضي عبر تاريخه وهما مثلما ذكرنا بن يحيى وبدرة وقد أضاف لهما عنتر يحيى هذه السنة للمؤهلات الكبيرة التي يتميّز بها، وأشار الكنزاري في نفس الموضوع إلى أن شمس الدين الذوادي يسير في الطريق السوي ليصبح في المستقبل القريب المدافع المحوري الرابع من المستوى العالي في تاريخ الترجي الرياضي. «الدراجي» سيضيف لنا الكثير في ما يتعلق بجاهزية أسامة الدراجي الذي يخوض هذا السبت أول لقاء رسمي له مع الترجي الرياضي بعد عودته إلى حضيرة الفريق أكد الكنزاري أن صانع ألعابه سيضيف الكثير للمجموعة على المستوى الهجومي وسيحدث نقلة نوعية على الآداء وبناء العمليات منذ هذا اللقاء على الرغم من أنه لم يبلغ بعد مائة بالمائة من إمكانياته البدنية.