اجتاز الترجي الرياضي واحدة من أصعب عقبات دور المجموعات بفوزه أمس الأول على القطن الكامروني بهدفين نظيفين، صعوبة العقبة لا تكمن أساسا في قوة وقيمة المنافس وإنما في أهمية النتيجة وتأثيرها الكبير على المستقبل القاري للفريق في مشوار كأس رابطة الأبطال ذلك أن أي نتيجة أخرى غير الإنتصار كانت ستقلص بصفة كبيرة من حظوظ الترجيين في التأهل إلى المربع الذهبي... الفوز على ممثل الكرة الكامرونية أعاد توزيع الأوراق في المجموعة الثانية في ظل انهزام ليبولو الأنغولي في أبيدجان أمام سيوي سبور الإيفواري لكن الأهم من ذلك هو أنه سيخلص أبناء باب سويقة من الضغوطات الثقيلة التي كانت مسلطة عليهم بعد هزيمة الجولة الأولى وسيرفع كذلك من معنوياتهم قبل المقابلات القادمة التي ستحسم نتيجتها مصير الترشح بداية من اللقاء المقبل ضد الفريق الإيفواري في أبيدجان بعد أسبوعين... انتصار الترجي الرياضي تحقق في الفترة الثانية بعد شوط أول تميّز بالفرص السهلة الضائعة عن طريق الدراجي في مناسبتين وآفول والعكايشي حيث أهدر فريق باب سويقة فرصة حسم نتيجة اللقاء لفائدته مبكرا... في الشوط الثاني وبعد بداية صعبة طوال الربع ساعة الأول نجح البلايلي بعد مجهود فردي في افتتاح النتيجة في الدقيقة 61 قبل أن يضيف إيهاب المساكني الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع. المدرب ماهر الكنزاري عوّل خلال هذه المباراة المصيرية على التشكيلة التالية: معز بن شريفية – سامح الدربالي ( إيهاب المباركي )– خليل شمام – شمس الدين الذوادي – عنتر يحيى – حسين الراقد – مجدي تراوي – أسامة الدراجي ( كريم العواضي ) – هاريسون آفول – أحمد العكايشي ( إيهاب المساكني ) – يوسف البلايلي. البلايلي حاسم ... الدراجي أفضل مما كان متوقعا ... والعكايشي تنقصه اللمسة الأخيرة فقط كان الجزائري يوسف البلايلي صانع انتصار الترجي الرياضي الثمين على القطن الكامروني حيث كان حاسما بشكل كبير في إحداث الفارق بتسجيل الهدف الأول إثر مجهود فردي ممتاز وتسديدة رائعة تحت العارضة ثم بتمهيد طريق الشباك أمام إيهاب المساكني لتحقيق الهدف الثاني الذي قضى على أحلام الكامرونيين... ومن جهته ورغم إهداره فرصتين ثمينتين في الشوط الأول كان آداء أسامة الدراجي أفضل مما كان متوقعا باعتباره قد خاض أول مباراة رسمية له في هذا الموسم مؤكدا بالمناسبة جاهزيته البدنية، إضافة صانع ألعاب الأحمر والأصفر ستكون اكبر في المقابلات القادمة دون أدنى شك... أما أحمد العكايشي فقد كان دون منازع أحد أفضل لاعبي الترجي الرياضي في مباراة أمس الأول من خلال تحركاته المستمرة في دفاع المنافس وتوغلاته التي أحدثت الخطر على المرمى الكامروني ومهدت فرصا سانحة للتهديف لزملائه ولم تكن تنقص العكايشي سوى اللمسة الأخيرة أمام الشباك وهو العنصر الذي يجب أن يركز عليه في التمارين حتى يرتقي مردوده مستقبلا إلى المستوى المطلوب. الراقد وآفول يغيبان عن لقاء أبيدجان ككل مرة لن يتسنى للمدرب ماهر الكنزاري خلال اللقاء القادم ضد ممثل كرة القدم الإيفوارية المندرج في إطار الجولة الثالثة لدور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية التعويل على تركيبته المثالية لأسباب تأديبية حيث يغيب عن هذه المباراة الصعبة كل من حسين الراقد وهاريسون آفول ليجد الكنزاري نفسه مجددا مجبرا على إدخال تغييرات اضطرارية على التشكيلة الأساسية نتمنى ألا تؤثر على مستوى الفريق وبالتالي على النتيجة التي ستنتهي عليها هذه المواجهة.