التونسية (تونس) نفّذ صباح أمس عمّال وأعضاء نقابات مجمع «جال قروب» وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشؤون الاجتماعية بتونس العاصمة تنديدا بتدهور الأوضاع الاجتماعية لقرابة 4 آلاف عامل إثر إغلاق مؤسستهم التي تمثل مصدر دخلهم الوحيد. وطالب المحتجون الذين رابطوا أمام مقر الوزارة بمعرفة آخر مستجدات ملف شركتهم رافعين عديد الشعارات مثل «عمال جال قروب بنزرت يعانون الجوع والحرمان» و«لابدّ من الإعادة الفورية لنشاط المؤسسة» و«من أجل مراجعة قانون الاستثمار وحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية من أجل المحافظة على 4 آلاف موطن شغل». وقد التقى وفد ممثل عن المحتجين يضمّ أعضاء من نقابات المجمع بوزير الشؤون الاجتماعية خليل الزّاوية للتباحث حول آخر مستجدات الوضعية القانونية للشركة ولعرض مطالب المحتجين عليه. وعلى إثر اجتماعهم بالوزير قال أحمد الشرقي كاتب عام النقابة الأساسية بمجمع «جال قروب» ل«التونسية» أنّ أهمّ المطالب التي تمّ تقديمها إلى الوزير هي إعادة فتح المعمل والتعجيل بعودة العمال إلى سالف نشاطهم لما يُعانونه من أوضاع إنسانية واجتماعية كارثية بعد إغلاق مصدر رزقهم الوحيد. وأضاف الشرقي أنّ الهدف من تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية السلميّة هو الوقوف على آخر تطورات ملف «جال قروب» ولتوضيح مصير قرابة الأربعة آلاف عامل. وأوضح الشرقي الأسباب الحقيقية لإغلاق المجمع قائلا: «تعود أسباب الإغلاق الفجئي للمعمل إلى أزمة مالية خارجية تسبّبت في بطالة ما يقارب الأربعة آلاف مواطن لايعرفون إلى اليوم مصيرهم المهني مع العلم أنّ وضعياتهم الاجتماعية تعتبر كارثية وهو ما خلق حالات من الاحتقان والغليان في أوساط العمّال». وبخصوص الاجتماع مع خليل الزّاوية قال الشرقي إنّ المحادثة أسفرت عن تعهّد الوزيربإقرار منحة تقدّر ب170 دينارا لكل عامل يتمّ استلامها نهاية كلّ شهر إلى غاية فتح المعمل. وعبّر الشرقي عن استبشاره بتطمينات الوزير قائلا: «يعتبر هذا الاجتماع إيجابيا لما فيه من تطمينات بالتعجيل بإيجاد حلول للعمّال خصوصا بتعهّد الوزير بالتدخل العاجل لإعادة فتح المجمع والتدخل لفائدة بطاقات العلاج الخاصة بالعمّال وضمان تجديد صلوحيتها لكافة العمّال». وأوضح الشرقي أنّ العديد من العمال قاموا برهن عقاراتهم وآخرون عجزوا عن تسديد ديونهم مع المؤسسات البنكية وهو ما زاد في تردّي أوضاعهم الاجتماعية مشيرا إلى أنّ خليل الزّاوية تعهّد بإيقاف تنفيذ العقل والإجراءات الإدارية والقضائية المتعلقة بملف الرهن والقروض. عمّال يتسوّلون من جانبه عبّر حسون القتميري عن أمله في أن تتجسّد تطمينات الوزارة إلى إجراءات وقوانين على أرض الواقع وبشكل سريع خاصة أنّ جل العمال أصبحوا اليوم عرضة لكوارث اجتماعية تحدق بهم. وأوضح القتميري أنّ عمال «جال قروب» يعيشون الآن حالة من الاحتقان والغليان لتدهور أوضاعهم التي تحوّلت إلى كوارث اجتماعية مشيرا إلى أنّ بعض العمّال اضطروا للتسوّل لتحقيق حاجياتهم فيما اضطر آخرون إلى الانخراط في الجمعيات الخيرية. وتحدث القتميري بكلّ لوعة عن حادثة تتمثل في طرد أحد العمال مع زوجته وأفراد عائلته ليلة العيد من قبل مالك المنزل جرّاء عدم تمكن العامل من تسديد معلوم الكراء بحكم فقدانه لمصدر دخله الوحيد مؤكدا أنّ أغلب العمّال يعيشون عديد المآسي لكثرة ديونهم وارتباطهم بمواعيد قروض وجب تسديدها في الآجال المعنية وإنهم باتوا معرّضين لتتبعات قضائية مضيفا: «ما يحسّ الجمرة كان الّي يعفس عليها وحالنا ما يعلم بيه كان ربّي». وبلقائنا بخليل الزّاوية أكد أنه تقرر مواصلة تقديم منحة بقيمة 170 دينارا تُصرف كل شهر. وفي ما يخص الديون المتراكمة للعاطلين عن العمل بمجمع «جال قروب» قال خليل الزاوية ل«التونسية» «إنه تم الاتفاق على التدقيق في ملفات العمال للنظر فيها مشيرا إلى أنه سيتم التفاوض مع البنوك العمومية التي لها ديون لدى العمّال ليتم إيقاف التتبعات. وأضاف الزاوية أن هناك فريق من رئاسة الجمهورية بصدد متابعة ملف هذه المؤسسة لإيجاد حلول لاسترجاعها مؤكدا على وجود عديد العروض المهمة من قبل مؤسسات بنكية ومالية لإعادة نشاط المجمع وأنها الآن بصدد الدرس.