مسيرة ضخمة تلك التي نظمتها جبهة احرار صفاقس التي تضم احزاب سياسية وجمعيات مدنية ورابطة مجالس حماية الثورة بصفاقس تحت شعار «جمعة الغضب» حيث انطلقت بمشاركة عدة الاف من امام جامع اللخمي بصفاقس اثر صلاة عصر الجمعة 16 اوت 2013 وسلكت شارع الشهداء ثم شارع الحرية فشارع مجيدة بوليلة لتصل امام مقر اذاعة صفاقس. وقد شارك في المسيرة عدد من أئمة وخطباء صفاقس وممثلون لأحزاب سياسية وعضو المجلس الوطني التأسيسي كمال عمار. وكان هدف المسيرة اعلان التضامن مع الشعب المصري الشقيق بعد المجازر الفظيعة التي تعرض لها شباب الثورة والمعتصمون اثر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة المفرطة من طرف الجيش والأمن المصريين وسقط خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى وقد ارتفعت اعلام مصر وتونس وصور الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وصور شهداء مصر كما ارتفعت عديد الشعارات التي اعتبرت ما جرى مذابح وحربا ضد الانسانية مع توجيه انتقادات كثيرة للسيسي ووصفه بمجرم حرب الى جانب شعارات تقول بعضها «يسقط يسقط حكم العسكر» واخرى تقول «الشرعية للتأسيسي وتونس ما فيهاش السيسي» وحضر الشأن الوطني في مسيرة جمعة الغضب من خلال اظهار التمسك بالشرعية التي افرزتها صناديق الاقتراع وتوجيه التحية الى قوى الأمن والجيش الوطني التي لم تقتل التونسيين كما فعل عبد الفتاح السيسي وانما طال الجنود القتل وسفك الدم عقابا لهم من قوى اجرامية لعدم انخراطهم في الانقلاب على الشرعية. كما طالبت الشعارات بالإسراع بتمرير قانون تحصين الثورة وبمحاسبة الانقلابيين في تونس الذين انقلبوا على ارادة التونسيين وأرادوا ادخال البلاد في دوامة الأزمات والفتن. وفي هذا الاطار اشاد الحبيب ادريس الكاتب العام للمكتب الجهوي لحركة النهضة بصفاقس بأداء الجيش والأمن التونسي وقال في رسالة واضحة انه ان كانت هذه المسيرة الحاشدة اليوم لمساندة الشعب المصري الشقيق فإن المسيرة الحاشدة القادمة ستكون صوب المجلس الوطني التأسيسي لمطالبته بحل الحكومة واسقاطها اذا لم تقم بمحاسبة الانقلابيين وقال إن الحكومة لا تسقط في الشارع ولا يسقطها الانقلابيون ولا يسقطها اي طرف وانما وحدة المجلس التأسيسي هو الذي بيده القدرة القانونية على حلها. وقد ارتفعت خطابات اخرى لأئمة وناشطين وسياسيين تستهجن محاولات البعض استنساخ النموذج الانقلابي المصري وترفض الدعوات الى الفوضى والفتن وادخال البلاد في دوامة الازمة كما انتقدت بعض الخطابات اداء الاعلام وتمت المناداة بتطهيره حتى يصبح اعلاما محايدا يقدم الصورة الحقيقية كما هي ولا يخدم جهة على حساب اخرى كما تم توجيه نقد لاذع لإذاعة صفاقس التي لم تقم بتغطية هذه المسيرة وقال عديد المحتجين «فلترحل اذاعة صفاقس... فلترحل فلترحل» وقد حاول عديد المحتجين اقتحام مقر الاذاعة وتجاوز الاسلاك الشائكة لكن المنظمين وقوات الأمن واعوان وحدات التدخل نجحوا في منعهم من ذلك بأسلوب سلس واضطرت الاذاعة الى ان تستضيف بعضا من المشاركين في المسيرة ومنهم أئمة وشيوخ وسياسيين لإبداء ارائهم وهو ما خفف من حدة الاحتقان علما بأن كثيرا من الأصوات استهجنت موقف اذاعة صفاقس ونعتها بالمنحازة وغير المهنية لانها لم تكلف نفسها عناء تغطية هذه المسيرة الحاشدة في حين انها والكلام للمحتجين تتنقل الى وسط المدينة ومقرات الاحزاب المعارضة والجمعيات لتغطية انشطتها وندواتها حتى وان كانت اجتماعات صغيرة كما انتقد المحتجون وحدة الانتاج التلفزي بالجهة لعدم تصوريها المسيرة والوقفة الاحتجاجية التي كانت امام مقر الاذاعة الجهوية بصفاقس حيث مقر وحدة الانتاج التلفزي كذلك وارتفعت عديد الشعارات المنادية برحيل مدير الإذاعة «ديقاج» وطالب بعضهم بالاعتصام هناك الى حين تعدل الإذاعة خطها التحريري لتعطي كل ذي حق حقه. وأمام احتقان المشاركين في المسيرة تدخل الأئمة ومنهم الشيخ عبد العزيز الوكيل رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم والاخلاق الفاضلة للتهدئة واعلمهم الوكيل بأن الإذاعة قامت بقبول فتح المصدح امام بعض الناشطين للتعبير عن صوتهم وهنا خفت الغضب في نفوس المحتجين وقالوا ان التغيير في موقف الاذاعة بفتح المصدح لم يكن من اجل المهنية وانما جاء موقفها ذلك تحت الضغط فقط وقد دعا المنظمون اثر انتهاء المداخلات الى الانصراف السلمي وهذا ما حصل دون اي اشكاليات رغم تواجد تعزيزات من سيارات وحدات التدخل بل لاحظنا ان بعض المشاركين في المسيرة والوقفة قاموا بتحية الجيش والأمن وتقبيل احد اعوان وحدات التدخل الذي كان مسؤولا عن حماية مدخل الإذاعة.