(سوسة) دعا أمس مصطفى بن جعفر الأمين العام لحزب «التكتل من أجل العمل والحريات» ورئيس المجلس الوطني التأسيسي في بيان تلاه في مستهل جلسة المجلس الوطني لحزبه المنعقد بمدينة سوسة وأمام حوالي 160 من إطارات الحزب إلى تشكيل حكومة غير متحزبة تبعث الاطمئنان وفق تعبيره وإلى تحييد الإدارة وتحييد المساجد عن العمل السياسي وحل كل الجمعيات والهيئات التي تتبنى العنف في منهاج عملها وكذلك الكف عن كل الدعوات إلى الفوضى والدفع بالبلاد نحو المجهول ونحو وضع خطير أمام تصاعد التهديدات الارهابية... ومن خلال ما أوضحه لنا محمد بنور الناطق الرسمي باسم «التكتل» فإن بن جعفر نبه إلى خطورة تجييش الشارع لفائدة هذا الطرف أو ذاك ذاكرا الدعوات المتواترة إلى العصيان المدني وما شابهها من الدعوات إلى تجاوز سلطة القانون وإلى العنف وما إلى ذلك... بنور أوضح كذلك أن حزب «التكتل» يقف ضد كل هذه المظاهر التي من شأنها ان تزيد في تكريس الفرقة بين أبناء الشعب التونسي ويدعو إلى وفاق وطني يحلحل الأزمة السياسية مضيفا أنه في إطار هذا التمشي يقود الحزب وأمينه العام سلسلة من المشاورات مع الشخصيات الوطنية والسياسية من أجل بلورة حل مقبول ومعقول ويضمن الوصول بالبلاد إلى برّ الأمان وقال بنور إنه على عكس التصريحات الإعلامية المتناقضة والمتوترة في بعض الأحيان فإن الحوار الوطني الذي يقوده بن جعفر يدور في جو من التعقل والتفهم بين جميع الفرقاء مرجحا في ذات الوقت التوصل إلى حل في غضون الساعات أو الأيام القادمة. لاعودة ل «التأسيسي» قبل الوفاق وأكد الناطق الرسمي باسم حزب «التكتل» أن الأمين العام للحزب حريص على عودة المجلس الوطني التأسيسي لمواصلة أشغاله في أقرب الآجال لكن ذلك لن يتم ما لم يقع التوصل إلى توافقات واضحة حول متطلبات الخروج من الأزمة الراهنة وتحديد آليات العمل في المرحلة القادمة. من يدعو إلى عزل بن جعفر يسعى إلى التصعيد وتعليقا على بعض الدعوات أو التهديدات بعزل مصطفى بن جعفر من رئاسة المجلس التأسيسي قال محمد بنور ان من يتبنى هذا الطرح يسعى إلى مزيد تعميق الأزمة السياسية في البلاد وهو ما من شأنه دفع البلاد إلى أوضاع ووضعيات تدفع نحو المجهول ولا تأخذ بعين الاعتبار المخاطر الاقتصادية والمخاطر الارهابية التي باتت تتهدد البلاد بسبب تفاقم الأزمة السياسية. لسنا حلفاء ل «النهضة» بل شركاء لها في الحكم... وقنوات التواصل لم تنقطع وتعقيبا على سؤالنا عن موقف حزب «التكتل» من حركة «النهضة» وعن وجود قنوات اتصال من عدمها منذ اندلاع الأزمة السياسية في البلاد قال محمد بنور إن التكتل ليس حليفا لحركة «النهضة» ملاحظا ان الحليف يحدد موقفه قبل إجراء الانتخابات وإنما هو شريك لها في الحكم وأضاف ان «التكتل» ليس جناحا من اجنحة «النهضة» بل حزب له استقلالية قراره وانه اتخذ موقفه المعلن بكل ديمقراطية في إطار هياكله وانه ما على حزب «النهضة» أو غيره إلا تعديل مواقفه بما يتناسب مع مصلحة البلاد وما تتطلبه المرحلة من وفاق وطني. ونفى بنور أن يكون هناك انقطاع في قنوات التواصل مع حركة «النهضة» مبينا أن المشاورات والمفاوضات موجودة على أن ذلك لا يعني أن حزب التكتل قد يتنازل عن استقلالية قراره وعن رؤيته الخاصة في ما يتعلق بالمصلحة العليا للبلاد... ناجح بن عافية