(تونس) تواصل صحيفة «التونسية» متابعتها اليومية للحملة الامنية والعسكرية للقضاء على الإرهابيين المتحصّنين بمغاور جبال الشعانبي والتي بلغت ذروتها خلال الاسابيع القريبة الفارطة بعمليات أمنية وعسكرية توسع نطاقها خلال الأيّام الأخيرة بعد ورود معلومات حول إمكانية تسلل عدد من عناصر المجموعات الارهابية المحاصرة الى الجبال المجاورة للشعانبي وأنّ هذه العمليات قد تتوسع اكثر لتشمل مناطق شهدت بدورها عدة عمليات تمشيط في الاشهر الماضية كسلسلة جبال «ورغى» بالكاف خاصة مع توفر معلومات مؤكدة عن تواصل غياب نحو 25 شابا عن الانظار منذ بداية السنة الجارية ووجود معلومات عن تحركات مشبوهة بالمناطق المحاذية لهذه السلاسل الجبلية الوعرة وبالتالي فان فرضية توسع الحرب على الارهاب الى جبال ورغى بولاية الكاف المجاورة تبقى قائمة اذا دعت الحاجة الى ذلك... هدوء حذر وهدنة إلى حين... عاشت سلسلة جبال «ورغى» من ولاية الكاف والتي تمتد على عشرات الكيلومترات من المرتفعات والغابات ذات الكثافة العالية هدوءا حذرا طوال الايام الفارطة رغم ما ميز الاجواء بسلسلة «الشعانبي» من ولاية القصرين المجاورة من تواجد امني وعسكري كثيف وتنفيذ حملة هي الاضخم منذ انطلاق الحرب على الارهاب في تونس.. وتعتبر هذه السلسلة الجبلية من اكثر المناطق وعورة وامتدادا للغطاء النباتي في تونس خاصة من حيث وجود الاشجار الورقية المعمرة وانتشار اشجار الصنوبر الحلبي الى جانب وفرة الغابات الشعراء والوبرية، كما تتميز هذه المنطقة بوفرة العيون الطبيعية وكثرة الطرائد وقلة حركة المارة بسبب انعدام المسالك وضعف عدد متساكني الغابات بهذه الجهة... وهذه المعطيات الطبيعية الخاصة أخذتها مختلف الاجهزة الامنية بعين الاعتبار في الفترة الأخيرة، لأنّ مكانا بهذه الخاصيات يمكن ان يمثل مخبأ تلجأ اليه العناصر الارهابية المطاردة في «الشعانبي». لذلك عرف نشاط فرق الاستطلاع والاستعلامات التابعة لاقليم الحرس الوطني بالكاف طوال الايام القليلة الفارطة نشاطا مكثفا بهذه المناطق المشبوهة على أن غابات «الحزيم» و«قرقور» و«كاف الضبوعة» ومرتفعات عمادة «جرادو» من معتمدية ساقية سيدي يوسف شهدت 4 عمليات تمشيط متتالية منذ فيفري الفارط في اطار تعقب عناصر خلية ارهابية قالت المصالح المركزية لوزارة الداخلية انها تتركب من 12 فردا وتحوم شكوك حول قيامها بتهريب كمال القضقاضي المتهم باغتيال الشهيد شكري بلعيد من منطقة «واد مليز» المجاورة (مسقط راس المتهم )الى سلسلة جبال «الشعانبي» المجاورة مرورا بغابات جبال «ورغى»... وفي ظل المعطيات المستجدة خاصة مع تضييق الخناق على الخلايا الارهابية المحاصرة بجبال «الشعانبي» و»سمّامة» وورود معلومات حول تسلل بعض العناصر خارج هذه الاماكن والهروب الى سلاسل جبلية مجاورة ستكون هذه المناطق القريبة خلال الساعات القادمة مسرحا لعمليات امنية وعسكرية كبيرة لتطهيرها من جيوب الارهاب والقضاء على دابر الارهابيين... أكثر من 25 متشددا في حالة اختفاء... شكوك حول التحاقهم بخلايا إرهابية.. ومعلومات عن تحركات مشبوهة قرب المناطق الجبلية ... رغم غياب أرقام دقيقة بخصوص هذه المسألة فقد علمت «التونسية» بعد مراجعة الجهات الامنية المختصة ان حوالي 25 شابا من المنتمين الى تيار ديني متشدد أصيلي ولاية الكاف اختفوا عن الانظار منذ بداية السنة الجارية، بعضهم أعلنت عائلاتهم عن اختفائهم والبعض الآخر وصلت بشأنهم معلومات تفيد تغيّبهم عن محل سكناهم منذ اشهر، وتحوم شكوك كبيرة حول امكانية التحاق هؤلاء الشبان بإحدى المجموعات والخلايا الارهابية الناشطة داخل الوطن وخارجه. وفي هذا الاطار علمنا ان عددا من هؤلاء الشبان قد ظهر في اشرطة فيديو مصورة تكشف عن التحاقهم ب«جبهة النصرة» في سوريا وانضمامهم للقتال الى جانب «الجيش السوري الحر». كما علمنا من بعض العائلات أن عددا من أبنائها قد اتصل بها من سوريا في حين لازال عدد آخر مجهول الاقامة حتى الان، وفي هذا الاطار تلقت عائلة تقطن وسط مدينة الكاف منذ اسبوع خبر مفاده مقتل اثنين من أبنائها في سوريا الاول يدعى محمد (21 سنة) والثاني يدعى إبراهيم(19) وهما من بين قائمة ال25 شابا المختفين.كما تناقلت مصادر اعلامية مطلعة خبر مقتل شابين أصيلي ولاية الكاف كانا من بين العناصر التي هاجمت دورية الجيش الوطني في حادثة «هنشير التلة» في العشرين من رمضان الماضي(المصادر الاعلامية اكدت نسبة الى جهة عسكرية مقتل 4 ارهابيين: 2 من تونس أصيلي ولاية الكاف و2: من الجزائر اثناء الواقعة الاليمة التي حصدت أرواح 8 عناصر من جنودنا البواسل). من جهة اخرى وبخصوص اخر الاخبار المتعلقة بالخلية الارهابية والمعروفة بخلية «ورغى» فان تواجد زعيمها بسوريا المدعو «مكرم.م» اصبح مؤكدا وفق مصدر امني بالجهة علما أن وحدات الحرس والامن الوطني بالجهة تمكنت في الفترة الاخيرة من ايقاف عنصر خطير من منتسبيها ويدعى «محمد.ش» كما تم ايقاف شقيقه «علي.ش» الذي اعترف بدوره بتزويده للخلية الارهابية بالمؤونة اثناء تواجدها بجبال ورغى قبل 4 اشهر اي قبل ذهاب عدد من عناصرها الى سوريا والتحاق البقية بخلية «عقبة ابن نافع» بالشعانبي... كما تلقت في الايام الاخيرة مراكز الحرس الوطني التابعة لاقليم الحرس الوطني بالكاف وخاصة منها المراكز الامنية المتواجدة بمنطقة الطويرف من معتمدية نبر ومعتمدية ساقية سيدي يوسف معلومات حول وجود تحركات مشبوهة (وفق تقديرات من قام بالاعلام وهم عادة من متساكني المناطق الريفية المجاورة للجبل) كمشاهدة غرباء (خاصة من الملتحين) يترددون على المناطق المتاخمة لسلسلة جبال ورغى او الاعلام عن مرور سيارات دون لوحات منجمية وأحيانا دون استعمال الاضواء في أوقات متأخرة من الليل أو مشاهدة شخص أو أشخاص يحملون حقائب ظهر خفيفة بصدد الدخول الى الغابات وغيرها من المعطيات والمعلومات التي لم ترتق وفق مصادرنا الامنية الى درجة المعلومة المؤكدة ومع ذلك فان مختلف الوحدات الامنية تعاملت معها بجدية وحاولت بما توفر لديها من امكانيات الوقوف على مدى صدقيتها وجديتها ... هذه الاخبار وغيرها من المعلومات هي من بين المعطيات الرئيسية التي غذت شكوك الاجهزة الامنية والعسكرية التونسية في امكانية لجوء عدد من عناصر كتيبة «عقبة ابن نافع» المحاصرة بجبال «الشعانبي» والجبال المجاورة له الى سلسلة جبال «ورغى»نتيجة بحث هذه العناصر عن ملاجئ اكثر امان وبحكم وجود بعض من افرادها اصيلي الجهة ومن العارفين بخاصياتها الطبيعية والتضاريسية، فهل تنتقل عدوى الشعانبي الى سلسلة جبال «ورغى» بولاية الكاف خلال الايام القادمة..؟ أبو ميسم