(مكتب القيروان) يعتبر حي "سبرولس" بمدينة القيروان أو ما يصطلح على تسميته بعمارات "طريق حفوز" من أكبر التجمعات السكنية وأقدمها في مدينة القيروان. ويعانى سكان شقق كل العمارات من عديد المشاكل ما فتئت تتفاقم يوما بعد يوم خاصة بعد أن فوتت شركة النهوض بالمساكن الاجتماعية في هذا الحي بالبيع والتمليك، ومع غياب مسؤول أو منسق يسهر على صيانة هذه الوحدات السكنية وتملص كل الأطراف من المسؤولية تدهور الوضع البيئي وأصبح كارثيا وينبئ بخطر محدق . فقد تحولت المنطقة الخضراء للمجمع السكني إلى منطقة جرداء قاحلة بعد أن حولها بعض السكان إلى إسطبل لحميرهم وحيواناتهم لتتغير روائح الورود الفواحة إلى روائح فواضل كريهة تخنق الأنفاس و تختلط بعبق روائح مصبات القمامة العشوائية التي حاصرت مداخل هذا الحي لتزيد الطينة بلة ولا يتوقف المشهد عند هذا الحد. وحسبما ما جاء على لسان السكان، فإن قدم شبكة الصرف الصحي أدى إلى تدهورها وتسرب المياه منها حيث تتدفق مباشرة في الأقبية التي أصبحت في وضع كارثي ايضا خصوصا في فصل الشتاء، إذ يضطر المواطنون إلى إخراج المياه منها بوسائل يدوية بسيطة تفاديا لارتفاع منسوبها، حيث أكد السيد محمود الطرابلسي أحد السكان أن تجمع المياه المستعملة في الأقبية تسبب في معانات لهم ولأبنائهم خصوصا العائلات القاطنة في الطوابق السفلية والذين يجدون صعوبة كبيرة في استنشاق هواء نقي في ظل الانتشار الكبير للحشرات وانبعاث روائح كريهة تزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة. وقال السكان أن سبب تسرب المياه وتجمعها في الأقبية راجع إلى حدوث أعطاب بالشبكة والتي – حسب تعبيرهم- تستدعي تدخل المصالح المعنية لإعادة تجديدها قبل أن تهدد قواعد البناء وتعرضه للخطر. هذا وأشار قاطنو الحي إلى التلوث البيئي الذي أصبح يشهده المكان بفعل تراكم النفايات به، مما جلب إليهم الحيوانات مثل الكلاب الضالة والقطط وحتى الجرذان أصبحت تتجول بكل حرية في الحي وتتسلل إلى داخل الشقق مثلما أشار إليه بعض المواطنين ،كما يتعمد البعض رمي نفاياتهم بطريقة عشوائية بمحيط الحي دون مبالاة بالأخطار الصحية الناجمة عن ذلك، هذا إلى جانب عدم انضباط مصالح البلدية في رفع القمامة من الحي باستمرار رغم ارتفاع نسبة الشباب والأطفال به، إلا أنه لا أثر للمرافق الترفيهية والرياضية، التي من شأنها ملء فراغهم، حيث يقضون أغلب أوقاتهم بين التجول في الطرقات والجلوس في المقاهى القريبة منهم، أما الأطفال فالحل الوحيد عندهم هو اللعب في الطريق العمومي معرضين حياتهم للخطر. خالد السقني