اختلفت مواقف نواب كتلة النهضة وتباينت فيما يتعلق بتصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي أدلى به أول أمس على قناة نسمة، بين مبارك لهذا الخطاب وبين منتقد له. فقد وصف نائب رئيس كتلة النهضة وليد البناني تصريح رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي أدلى به على قناة نسمة بالخطاب الإيجابي الذي يضعه في موقع المسؤول، مشيرا إلى أن تونس في حاجة إلى خطاب يجمع ولا يفرّق. ويأتي تصريح البناني على اثر اجتماع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بنواب كتلة النهضة اليوم بمقر المجلس الوطني التأسيسي، بعد أن دعوه للحضور قصد التفاعل مع تصريحه الذي أدلى به على قناة نسمة أول أمس والتعبير عن آرائهم فيما يتعلق بالنقاط التي أتى على ذكرها على غرار قانون تحصين الثورة. وأكد البناني أن نواب كتلة النهضة أبدوا حرصهم الشديد على أن يستأنف المجلس الوطني التأسيسي أشغاله وسألوا الغنوشي عن موقف الاتحاد العام التونسي للشغل وبقية الأطراف من عودة أشغال المجلس، مطالبين اياه بأن يدفع ويحسم المسألة نهائيا. كما أفاد أن النواب المجتمعين طرحوا مسألة تمرير مشروع قانون تحصين الثورة، مؤكدا أن راشد الغنوشي لم يصرح بأن هذا المشروع قد انتهى وانما أكد بأن الوقت غير مناسب لتمرير هذا المشروع حسب البناني. وفيما يتعلق بحكومة انتخابات، قال البناني إن الكتلة تطرقت إلى مفهوم مصطلح حكومة الانتخابات وأجمع النواب على أنها تعود بالنظر إلى المجلس الوطني التأسيسي لأن المجلس هو الذي سيزكيها وسيصادق على تركيبتها ومهامها والاجندة التي ستعمل بها. وأضاف أن هذه الحكومة ستتكون قبل شهرين من الانتخابات وستستمر حتى بعد الانتخابات، كما طالبت الكتلة بضرورة أن تتواصل صلاحيات المجلس إلى حين انتخاب مجلس شعب جدد. وردا على تصريح الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات محمد بنور الذي أكد أن الترويكا قد انتهت، قال البناني لا نريد أن تنتهي الترويكا بهذه الدراماتيكية بل نريد أن نوسع هذا التحالف، مشيرا أنه لا يوافق أن يكون معنى الانتهاء هو الفشل. فيما أكد نائب كتلة النهضة الحبيب اللوز أن أغلب العناصر التي تكلم عنها الغنوشي تسير وفق السياسات المعهودة، مشيرا إلى أن الذهاب الى حكومة انتخابية امر مقبول لكنه شدّد على ألاّيتم ذلك إلاّ بعد ان ينهي المجلس مهامه باعتباره المؤسسة الشرعية الوحيدةعلى حد تعبيره. وأضاف أنه لا يوافق دعوة الغنوشي إلى أن يقدم رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي استقالته قبل الانتخابات لان هذا في نظره امر كان يجب ان يجرى في حوار مع حزب المؤتمر ومع رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن المرزوقي بوغت بهذه التصريحات واعتبرها خطأ. كما أشار إلى أن هذا القرار لم يتم اتخاذه داخل المؤسسات مؤكدا ضرورة الحرص على الترويكا، وأضاف "يمكن ان تكون فكرة تحييد الرئاسات بعد حوار وداخل المجلس والكتل"وأبدى خشيته من ان يفهم من تصريح راشد الغنوشي كونه استقطاب ثنائي جديد في تونس بين النهضة ونداء تونس، وأضاف قائلا"لا نؤمن بهذا الاستقطاب بين طرفين سياسيين ولا ارى نداء تونس يمثل قطبا كبيرا اعتبر ان تونس فيه اكبر قطب وهو قطب استكمال المسار الانتقالي وقطب الثورة ولا يحق لأي حزب بما في ذلك حزب النهضة ورئيسها ان يقول ان قانون تحصين الثورة تأجّل" وقال إن مسألة الغاء أو تأجيل النظر في مشروع قانون تحصين الثورةتترك للمجلس التأسيسي، مشيرا إلى أن الامر يحتاج شيء من الواقعية. كما أضاف "نحن في مجلس الشورى قررنا ألاّنتعامل مع نداء تونس" داعيا حركة النهضة إلى أن تراجع هذا الخيار باعتبار أن النهضةلا تتقاسم مع نداء تونس نفس المشروع.