التونسية تشير آخر الأخبار القادمة إلينا من مركب النادي الإفريقي إلى عودة محتملة لقيدوم الفريق خالد المليتي الذي يتواجد منذ فترة مع مجموعة الفنّي الهولندي «كوستر» ويخضع لسلسلة من الاختبارات بمباركة من رئيس النادي نفسه سليم الرياحي الذي منحه ترخيصا ساري المفعول إلى حين انتهاء آجال الميركاتو... ظاهريا المعلومة تبدو عادية للغاية خاصة وان مركّب الحديقة «أ» كثيرا ما شهد حالات مماثلة كلّما فتح الميركاتو ذراعيه لكن ما يحتويه الجوهر يتعارض تماما مع ما ذهبنا إليه في بادئ الأمر وهذا الاستنتاج ليس تأويلا خاصا أو عموميات يلوكها القاصي والداني...وحتى تكون الصورة مكتملة خالد المليتي قريب جدّا من الإفريقي ليس لإمكانياته أو لقيمته الكروية الكبيرة فالرجل شارف على عتبة سنّ اليأس الكروي وقد عاد من تجربة احترافية فاشلة بكل المقاييس ما يجعل اهتمام الإفريقي به ضربا من ضروب المستحيل لكن الحقيقة في كلّ هذا هو أن الملّيتي جاء إلى القلعة الحمراء بنصيحة من صديق الغرف الموصدة وسمسار الدار الذي جعل باب الاختبار في الإفريقي وربمّا الفوز بعقد سمين لا يخضع في كلّ الأحوال لمنطق الكرة وعطاء القدمين بقدر ما يخضع لسياسات الولاء والانتماء واسطوانة السماسرة التي مازالت تدور وتدور... هيئة سليم الرياحي أو لنقل هيئة الإفريقي بما أن الرياحي والإفريقي لا يسيران في نفس الاتجاه لها رجالاتها ولها حساباتها الضيقة كما أنّ الهيئة الحالية تسيّر عن بعد وتحرّك خيوطها أصابع تعوّدت طبخ الصفقات بعقلية الغنيمة...خالد المليتي غادر الإفريقي ذات يوم متمسّكا بوهم الاحتراف وجنّة الدوريات الأوروبية ورفض تمديد إقامته في فريق باب الجديد في وقت كان فيه الفريق في أمس الحاجة إليه رغم أنّ المطالبة ببقائه في ذلك الوقت كانت من بين الأسباب المباشرة التي عكرت صفو العلاقة بين الجماهير ورئيس الفريق السابق جمال العتروس وهاهو المليتي يعود اليوم وكأنّ شيئا لم يكن بل الأغرب من ذلك أن المليتي قد يحجز مكان لاعب آخر يفوقه على جميع المستويات فنيّا وبدنيا لا لشيء إلاّ لانّ وكيله له اليد العليا التي يبطش بها رجلّ الظلّ ومركز الثقل وصاحب القرار في الفريق... الدقائق التي لعبها خالد المليتي في البطولة الفرنسية وتحديدا في الدرجة الثانية مجتمعة لا تتجاوز مباراة كرة مضرب بين الكبيرين «نادال» و»فيدرير» لكن مسؤولي الافريقي على ما يبدو لهم رأي مغاير فهم يرون بنصيحة من «كوستر» أن المليتي أفضل من ماهر الحدّاد وكذلك من البينيني «جودال» و من يدري قد يفوز المليتي قريبا وفي صورة التوقيع بمقعد الذوادي فكلاهما يشغل نفس الرواق... الزيجة تطبخ على مهل ليس تمهيدا لنجاحها بل لاعتبارات أخرى فعناوينها كانت مبرمجة مسبقا حتى لا يفاجأ جمهور الافريقي فيكون السيناريو طيّعا كالآتي... المليتي يتدرّب مع الفريق للمحافظة على لياقته البدنية...ثمّ يكون التحوّل إلى المرحلة الثانية... كوستر منبهر بجاهزية المليتي...ثم تكتمل الصورة بالعنوان الشهير هل يعود المليتي الى الإفريقي»...وتبتلع الجماهير الطعم بلا ضوضاء ودون خسائر تذكر...لماذا كلّ هذه التضحيات وهذه المجازفة؟؟؟ الإجابة معلومة لمن خبر كواليس الفريق فوكيل أعمال خالد المليتي ونعني معزّ الشابي هو نفسه من كان وراء استقدام المدرّب الهولندي «كوستر» لذلك وجب أن تكون المعاملة بالمثل وان يكون «كوستر» سخيّا وفيّا يعامل بالمثل وأولى التنازلات كانت خالد المليتي... لاعبان فقط خضعا للاختبار في مركب الحديقة «أ» خلال الميركاتو الحالي وهما الحاج سعيّد وخالد المليتي وكلاهما جاءا بتوصية من معزّ الشابي و الهولندي كوستر وافق على اختبارهما دون غيرهما...هي ليست صدفة والاكيد ان الرسالة وصلت... سليم الرياحي منشغل هذه الايام بتنقية الاجواء بين «الشيخين» راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي ومجرّد ترويض هذين الاسمين يتطلب اجتهادا كبيرا وتضحيات أكبر من رئيس الاتحاد الوطني الحرّ والذّي من حقّه ان يبجّل مصلحة الوطن على حساب مصلحة الافريقي لكن على الاقل من ينشد المدينة الفاضلة عليه ان ينقّي بيته من الدنس قبل ان ينشغل بطرقات وأرصفة الآخرين...تهمنا تونس لكن حال الافريقي يشغلنا كثيرا...