التونسية (تونس) لم تحظ الكلمة التي توجه بها مساء أول أمس رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى الشعب بقبول أغلب النواب غير المنسحبين من المجلس التأسيسي وجوبهت كلمته بموجة من الانتقادات تراوحت بين الحدة والتأويل مثلما جاء ذلك في محاولة رصد «التونسية» لردود أفعالهم. أكد نائب «حركة وفاء» أزاد بادي أن خطاب بن جعفر كان شعبويا أراد من خلاله أن يضمن له موطئ قدم في المشهد السياسي القادم، وأنه تحدث باعتباره رئيس حزب «التكتل» وليس باعتباره رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مشيرا إلى أن النواب غير المنسحبين سيمضون قدما في تحرير لائحة لوم لسحب الثقة منه لأنه في نظرهم أصبح بامتياز رجل الوعود الزائفة، داعيا إلى أن يصدر اجتماع ممثلي الكتل المنعقد اليوم قرارا بعقد الجلسة العامة الرسمية المقررة عقدها اليوم الجمعة. مبروك الحريزي(عن «حركة وفاء»): بن جعفر لم يتحمل مسؤوليته قال مبروك الحريزي النائب عن «حركة وفاء» إن بن جعفر لم يتحمل مسؤوليته كرئيس للمجلس الوطني التأسيسي، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن يلتزم بإرادة أكثر من 150 نائبا في العمل لاسراع الانتهاء من المرحلة الانتقالية وأمعن في «اللعب على حبلين» بساق في ما يسمّى «الترويكا» وأخرى عند «الانقلابيين» على حد تعبيره. واضاف أن قرار بن جعفر هو فسحة أخرى لمحاولات الانقلاب، مؤكدا أنه كان أولى بأي أحد في موقعه أن يستقيل إذا رأى انه لا يذهب في خيارات الثلاثي الحاكم، لكنه «يستغل دعما أجنبيا لكي يفرض نفسه على خيارات جزء كبير من الشعب التونسي» بحسب تعبير الحريزي. الحبيب خضر (المقرر العام للدستور): بن جعفر أعلن عودة أشغال المجلس اعتبر الحبيب خضر المقرر العام للدستور أن الكلمة التي ألقاها بن جعفر وان لم تعط حيّزا أكبر لمسألة عودة المجلس، فإنها في نظره قد تضمنت عودة المجلس باعتبار أنه لا يمكن تصور حديث عن اجتماع للمكتب في وضعية مجلس معلّق. جمال بوعجاجة (نائب عن حركة «النهضة»): خطاب تضمن دعوة لاستئناف اشغال المجلس اعتبر بوعجاجة أن الخطاب تضمن دعوة لاستئناف اشغال المجلس ومن ذلك اعلان عودة رئاسة المجلس لممارسة صلاحياتها، مشيرا إلى أن الأمر يعد ايجابيا لكنه يحتاج إلى التدقيق بتحديد موعد لجلسة عامة قريبة يتم اقرارها من رئيس المجلس وليس من مكتب المجلس لأن بن جعفر هو من قرر تعليق أشغال المجلس على حد تعبير بوعجاجة. وأضاف بوعجاجة أن النواب غير المنسحبين سيكتفون اليوم بالقيام بوقفة احتجاجية أو بعقد ندوة صحفية أمام قاعة الجلسات العامة لمعاينة اغلاقها وتقديم الموقف الداعي إلى التسريع باستئناف النشاط في اطار قانوني وتوافقي. ولم يسلم خطاب بن جعفر من انتقادات بوعجاجة ورغم وصفه بالايجابي فقد اعتبره خطابا متعاليا وفوقيا تجلى فيه في بعض الأحيان انحياز بن جعفر إلى طرف دون آخر بحسب بوعجاجة. إقبال مصدع (نائبة عن «المؤتمر»): خطاب إيجابي اعتبرت إقبال مصدع النائبة عن كتلة «المؤتمر»أنّ لِمَا ورد في كلمة بن جعفر علاقة باستئناف اشغال المجلس، الأمر الذي جعلها تصف كلمته بالإيجابية لأن النواب غير المنسحبين انتظروا قرار الاستئناف لمدة أشهر. وأضافت أن المهم هو التسريع بالنظر في عديد المسائل التي تنتظر الحسم على غرار النقاط الخلافية في الدستور ورزنامة عمل المجلس والقانون الانتخابي وقانون العدالة الانتقالية بالإضافة إلى جملة المشاريع والقوانين المعطلة. كما أكدت أنه لا داعي لعقد جلسة عامة ما دام بن جعفر عبّر عن نيته في استئناف أشغال المجلس. هاجر عزيز (نائبة عن كتلة «النهضة»): خطاب غامض لم يحل الأزمة اعتبرت هاجر عزيز كلمة مصطفى بن جعفر غامضة لم تحل الأزمة ولم تُرض المعارضة كما لم ترضها هي شخصيا لأنّها في نظرها لم تضع النقاط على الحروف. وأضافت أنها كانت تنتظر من بن جعفر أن يصرح عن موعد اجتماع مكتب المجلس لأن الشعب ينتظر عودة أشغال المجلس ليطمئن قلبه. وتابعت قائلة «أنتظر من بن جعفر خطابا واضحا»، رغم أنها أكدت تمسكها بوجوده في الترويكا وبالموقف الذي اتخذه لحل المشكل. سعيد الخرشوفي (نائب عن «تيار المحبة»): بن جعفر ظهر بثوب الدكتاتور قال النائب عن «تيار المحبة» سعيد الخرشوفي إن بن جعفر ظهر أول أمس في ثوب الدكتاتور «ولسان حاله يقول لا أريكم إلا ما أرى»، مشيرا إلى ان هذا الأمر مرفوض في تونس بعد الثورة. وأضاف أن رئيس المجلس الوطني التأسيسي قال إنه لا يخاف أحدا ولا يقرر الا ما يراه صالحا ولن يفتح المجلس الا متى شاء وهو ما اعتبره الخرشوفي تعديا صارخا على إرادة الشعب وعلى من يمثلونه، معتبرا أن بن جعفر أصبح مصدر خوف ولذا فإنّه (الخرشوفي) يرى ضرورة معاقبته قانونيا. كما أكد الخرشوفي تشبثه بعودة أشغال المجلس وعقد جلسة عامة اليوم الجمعة مهما كانت الظروف.