بقلم: د.خالد الطراولي [رئيس حركة اللقاء] يا أهل الشرعية لم يعد خافيا لديكم ولا لدى الكثير من هذا الشعب أن كلمة الحوار مفقودة من المعجم السياسي لبعض المعارضة، وأن ما يظهر من «مشي وجي» ليس الا تعبيرا عن دفع الماء الى «الصعدة» ومحاولة لجر الجميع نحو الرضا بانقلاب ناعم وبقفازات الطهارة وماء الوضوء. يا أهل الشرعية ترددكم وعدم حديثكم على لسان قلب رجل واحد منكم هون من دور مؤسساتكم وجعل خطابكم ضبابيا غير مفهوم لدى الكثير من هذا الشعب... من نصدق الرئيس أم نائبه، الرئيس أم المؤسسة، تبادل الأدوار جميل، وتعدد الرؤى أجمل، وهو يعبر عن الثراء والديمقراطية، ولكن... الحرية ليست فوضى الكلمة والصوت، والديمقراطية جزؤها الأكبر تحمله المؤسسة وليس إذاعة « قالوا» أو «أغنية لكل مستمع» يا أهل الشرعية ان الكثير ممن حولكم جعلتموهم جزءا من الحل وهم في الحقيقة معاول هدم وجزء هام من المشكلة...السياسة خيار...خيار بين المواقف، خيار بين المناهج، خيار بين الأشخاص... فحددوا أجندتكم بكل وضوح، ماذا تريدون، على أي أرض تقفون؟ يا أهل الشرعية اليوم تحتاج البلاد إلى رجل دولة الى رجل أزمة، الى «الضرب على الطاولة» بلغة لطيفة ولكن حازمة «كفى» أو «كفاية» واشرحوا للشعب كل كبيرة وصغيرة، اجعلوا الشعب قاطرة حراككم وليس آخر من يستمع... ان قوة الطرف المقابل ليست في الشارع فالشارع مفقود، وليست في الحجة فالحجة واهية وليست في الوحدة فالوحدة مصطنعة، ولكن في بساطة الخطاب ووضوح المطالب : «حل الحكومة وحل المجلس وتعيين حكومة جديدة» ومن هنا نبدأ... اجعلوا خطابكم مبسطا واحدا، ملفوفا في رداء شعبي صادق وأمين، اجعلوا الشعب صاحب هذا الطلب ولستم الا «صبابين ماء على اليدين» الإنتخابات الفورية ولا غيرها...انتم تريدونها والشعب يريدها والضفة المقابلة ترفضها لأنها ليست في صالحهم. هم يعرفون ذلك وهذه نقطة ضعفهم، وأنتم تغفلون عنها أو تقزمونها، وهي نقطة قوتكم!!! اجعلوا كل جواب : الانتخابات الفورية، كل حوار : الانتخابات الفورية، كل خطاب : الانتخابات الفورية....مطلب شعبي بامتياز، مطلب واضح بامتياز، مطلب منقذ لتونس من هذه الأزمة بامتياز!