ولكم في شارع بورقيبة بالعاصمة مراتع وملاعب . لكم فيه من الشساعة متّسع لكل الألعاب ، فالعبوا منها ما شئتم بالدود ، أو بالشبيخة ، أو كما عهدناكم بالبف العبوا الغميضة مع قصار البصر والبصيرة ، وأمتعوا الأغبياء فلكم فيهم سند وأنصار . والعبوا " الكاش كاش (...)
لا احب أحدا ولا اكره أحدا . و هل تركت الاوضاع للنفس منفذا للحب وهي التي كرهتني في روحي !؟ و هل أبقت حسا لحواسنا الخمس ؟ إمّا بتنا لا نرى الا مستوى أشفارنا ، وفي أقصى الحالات مستوى انوفنا ، وفي ما عداهما تنعدم الرؤية تماما يا اهل الاستشراف (...)
سعيد بأن يكون لي من القراء مثل سي الهاشمي الكعلي هذا الرجل الذي تخطى عمره الثمانين سنة راكم فيها تجارب عديدة و جمع فيها من الخبرات الكثير . وقدّم ما استطاع للوطن . لا أعرف لهذا الرجل وجها و لا يعرف لي وجها . ولكنه كان يهاتفني باستمرار تفاعلا (...)
في لهجتنا العامية كلمات توائم تغنيك عن وابل الكلام والثرثرة . وهي أسهل من السهل الممتنع في اختصار القول وتبليغ المعنى والمراد . فهل ثمة أخصر وأبلغ إجابة لمن يطلب فهم ما حلّ بنا حالا من القول هوّن عليك . ولا تطلب المستحيل تمهّل : " وحدة وحدة (...)
تركته في الإدارة عونا بسيطا لا يعرف من الكتابة سوى رسم اسمه ، وحتى وإن تطاول على الكتابة أنزل كل الكوارث بالنحو والصرف ورسم الحروف والربط والمعنى والتعبير . كان المسكين حمّال أوراق . وناقل ملفات لحساب زملائه . وهو أقرب إلى الأمية من رواد مراكز تعليم (...)
بحثت عنه طويلا إلى أن التقينا " كف وغرزة " صدفة في " الزنقة " حيث ينتهي الزقاق عند المقهى الواحد والعشرين في " الحومة " . وكان وجهه كوجوه أبناء الحي بنيّا يميل إلى الصفرة كما لو كان حبة قهوة في طريقها إلى الفرن للقلي . و دخلنا ...
التفاصيل تقرؤونها (...)
ما هذا الانحدار الحر في الحرية ؟ ما هذا الانزلاق الشامل في الديمقراطية ؟ ما هذا السقوط المدوي الذي يرد صداه قعر الهاوية في الاخبار؟ ما هذا الغوص العميق في هذا الوحل العفن في المعلومة ؟ ومن اين جاءت كل هذه الحصيلة المخزية. ضمائر قتلى ملقاة على قارعة (...)
الكلام عندي له طعم ، و لون ، و رائحة . تختلف ثلاثتها من فم إلى آخر اختلاف الأفواه . و الأفواه أنواع منها ماهو بستان ثماره لذيذة و ألوانه أزهار و روائحه طيب و عبير . و فيه غذاء للنفوس و العقول و منافع للناس . و منها ما هو صحراء ...
التفاصيل تقرؤونها (...)
اطلب منكم العذر مسبقا اذا خاطبتكم بلغة الاميين في تكنولوجيا المعلومات وما احوجهم إلى مراكز تعليم الكبار ورفع الأمية في الغرض . وأنا واحد منهم . فلا تلوموني اذا بلعت لساني وقد بلع العرب لسانهم قبلي . أحب ابن منظور ام كره . واستبدلوه بلسان أحذية العجم (...)
في أواسط الستينات من القرن الماضي كان أحد أبناء العمومة معلما ، وكان اشهر من نار على علم زمن فقر المعرفة وسطوة الأمية ، واشهر حتى من " كرونيكورات" اليوم في التلفزة في فبركة المعلومة وخروج الإعلام عن السكة . مرضت أمه وكان عليه ان يعرضها على الطبيب (...)
تخلّيت عن الكتابة عن الرياضة منذ أن أصبح كل من هبّ ودب صحافيا رياضيا يكتب برجله ويتحدث بلسان حذائه . و لكن اعود هذه المرة ولن أعود مرة أخرى بالمرة . أنا لست من احباء الترجي الرياضي التونسي ، ولا أكن له كرها ولا عداء . وكل الفرق عندي في سلة واحدة (...)
بت على يقين من أن بعض الوجوه في التلفاز والمنقولة على الشاشات عموما تهرّأت اقنعتها ، و باتت تغطيتها أولى من تغطية عوراتها . مع وجوب غلق هذه المراحيض المفتوحة على الهواء مباشرة في الغطاء الطلق . حيث يتبوّل هؤلاء العراة على الصحافة ،. والإعلام إلى (...)
سادتي القضاة الأجلاء الكرام . أكره ما أكره العنف بكل أشكاله وأمقته وأرفضه. من صراع الديكة إلى تناطح الأكباش . ومن خدش النفوس إلى هتك الأعراض . ومن جلد الذات إلى نديب الوجه . ومن نزع شعرة من جاد قط إلى نزع ريشة من جناح عصفور . ومن عصا المعلم إلى " (...)
أنا لا أفقه شيئا في السياسة . لا في العضوية ، ولا في الكتابة العامة ، ولا في الرئاسة . ولم يعتل ردفاي كرسيا من كراسيها لا في بيت السلطة ، ولا في المنصات العالية ، ولا في الصفوف الأولى ، ولا في م0دب الولائم الفاخرة . ولا كرسي ...
التفاصيل تقرؤونها في (...)
اذا ر0ني أحدكم أتحدث وحدي فلا ترموني بفقدان مداركي العقلية . ولا بالجنون . و لا تطلبوا من اولاد الحلال الموازي . و لا من الكوازي أن يضمنوا لي إقامة في الرازي . فأنا احدث نفسي لإقناع نفسي بأنني على يقين من أن هذه البلاد لم يعد فيها لا صوت مسموع (...)
أي نعم والله . مادامت هنالك دراويش فلا صوت يعلو على صوت البنادير. و ما دامت هنالك بنادير فلا يكون قارعوها إلا من زمرة أصحاب المعالي في العلالي . و إذا كانت عليسة اتخذت رقعة من أرض هذه البلاد مقياسها جلد ثور ثم تمددت و أصبحت لها امبراطورية بحالها ، (...)
وا حسرتاه على ذاك الزمان الذي كانت فيه " الناس بوجوهها " أغلب الوجوه التي اعرفها تغيرت . تبدلت. وانقلبت تماما شتى الوجوه التي اعرفها . تفسخت . انمحت . واندثرت وبقيت أقنعة متعددة القياسات . ولكل موضع قياسه ما اكثر الوجوه التي اعرفها وسرعان ما استنسخت (...)
من وطّن هذا العار في " معرض الكتاب " باسم الدين والعروبة والعرب ؟ عرب ليسوا كالعرب فمن اين جيء لهم بهذا النسب ؟ تاريخهم مذبحة ساعاتهم "مندبة ". ايامهم "منوحة " واعوامهم اضرحة . وعقولهم حشو من خشب . ادبهم نصفي ، تحتي ، سفلي ، سروالي ، سريالي ، و فيه (...)
ليس السكران وحده ، على رأي أبي نواس من يطمح إلى رؤية الديك حمارا في قمة نشوته. فكم من شارب للغباء يرى الجربوع حصانا و الحصان نعجة. و"يبعبع " وكم من محتس للذل يرى القط عند انتفاخه أسدا ، والأسد جديا في " قرة العنز " ويرى كل بني ...
التفاصيل تقرؤونها (...)
لم أزر معرض الكتاب هذه الدورة . لست ادري ان كنت سيّئ الحظ أم محظوظا ؟ كل ما أدريه اني لم أكن من " العافسين " في بهوه . و لكن تمخّض عقلي فولد عقيدة خيالية في شأنه . قد تكون عاقلة ، وقد تكون مجنونة . مفادها باختصار : إما أن الكل ...
التفاصيل تقرؤونها (...)
"وفي عز الكلام سكت الكلام ". إنها أروع حرية تعبير عندي على الإطلاق أن يسكت الكلام في عز الكلام حتى لا يفقد الكلام عزّه وتبقى "حواجبنا تقضي الحوائج بيننا نحن سكوت والهوى يتكلم " : "بالهمس بالنظرات بال0هات باللفتات بالصمت الرهيب" وتلك لغة الحواس التي (...)
يحدث أن يبلع الإنسان لسانه . وممكن أن يبلع الدفاع لسانه وجائز أن يبلع الحال لسانه ولكن في جميع الحالات تبقى هذه الاحداث الثلاثة اهون من ان يبتلع القلم الحر لسانه فتلك كارثة الطامة والعامة . ولكن ليست كل الأقلام اقلاما . لست من عشاق الألسنة الطويلة (...)
المخيال الشعبي يرسم للكلب سبعة أرواح. ومن هنا جاءت مقولتهم عن الكلب " اقتل الكلب يصبح حي" . وفي مخيالي رسم لنفس العدد من الأرواح عند السياسي الكلب ، لا اقول اقتله وإنما ادفنه في الصندوق الانتخابي يصبح حيا حياة الكلب طبعا ، والاثنان يتقاسمان نفس (...)
لكل مرحلة من مراحل انتقال الحكم عند العرب _ والعودة على التاريخ يا طويل العمر طبعا _ حمير وبغال ناطقة باسمه أكثر من رسمية . فلا لوم على هذه الدواب الناطقة باسم السلطان ما دام العلف _ حتى ولو كان قشا _ يثير حفيظة نطقها شهيقا ونهيقا . و أخرى لا تنطق (...)
أعرف أن صاحب باتيندة القناة لا يهمه الشأن العام اطلاقا فما بالك بأمري ولا أمرك . وأعرف أن أمره متروك لصاحب الأمر . ولا مفر له إلا بالانخراط في صندوق التأمين على الإفلاس في منظومة « امرك يا سيدي امرك « . أو منظومة « حبك انت شكل تاني « لاسترجاع (...)