حصري لأوتار المشهد والظل لهيام الفرشيشي قصص (تهدد وتتوعد) القارئ بالشعر أهداني الصديق محمد التومي صاحب دار البراق للنشر بالمنستير اخر اصدارات الدار وهي مجموعة قصصية للقاصة والناقدة هيام الفرشيشي بعنوان ( المشهد والظل ). الغلاف برتقالي اللون محلى بمشهد يصور قدرة الظل على بلوغ الشاعرية ومنذ الوهلة الاولى تجد نفسك منبهرا بالمشهد .الكتاب في أكثر من 150 صفحة في حجم ورقة التوت يحتوي على 12 قصة وهذا غير بعيد عن رقم 13 أقصد ( أحد عشركوكبا والشمس والقمر) فهل تقول هيام تركت رقما ناقصا لقصصها وباعتبار انها هي القمر أو الشمس. ومن خلال قراءتي للقصص اكتشفت ان للعنوان دلالة خفية لا تبدو الا بعد الاطلاع على محتوى الكتاب فالقص عند كاتبتنا ليس سردا والسلام انما هو عبارة عن وجه والقفا هو وجه اخر فبعد قراءة القصة تتوقف وتقول آه هناك حكاية أخرى تطل من بين السطور فللمشهد ظله والظل يروي رواية قد تكون مخالفة للظاهر وهذا ما يذهب اليه الشعر ' فالقصيدة البليغة هي التي تمتد بظلالها خارج معناها المكتوب على الورقة فتخلق أبعادا وايحاءات وتؤدي الى سبل شتى. اذن هيام الفرشيشي مالت في قصصها الى الشعر وبالتالي سلكت سبيلا شاقا يتلخص في الصعب الممتع ' لأن السهل الممتنع لا يقود الى الشعرية عكس ما روجنا له طيلة عقود. فالشعر لا يأتي بالسهل أبدا ' وتقرأ عناوين من المجموعة ( الرسم على الروح) ( موكب صامت) ( رقصة الديكة ) ( ظلال داكنة) ( ركض وراء الذاكرة ) الخ..... ومنذ العنوان تجد رغبة فادحة في قراءة القصة تنفتح شهوتك وتتهيأ وترى أنك امتلكت أجنحة تستطيع بها التحليق فتدخل أو تطير الى فضاء القصص فتسرح كل شيء على أشعر ما يرام انك في بستان علوي مزدحم بالضوء ' حتى اذا أنهيت القراءة شعرت بأنك مازلت تريد المزيد وان الكاتبة شوقتك وذوقتك قليلا فتعيد القراءة رغبة منك في الارتواء المستحيل . ان هيام الفرشيشي تعمدت مع سبق الاصرار والترصد وباضمار بليغ ان تكتب قصصها بشاعرية ' أو تكتب قصائدها مستعينة بالسرد وأن تغري القارئ بأنثوية متسلطة تسلط ما تعسل من كلمات والمعاني داخل أسلوبها الأنثوي البالغ. هذا هو عالم هيام الفرشيشي القصصي ' وربما لأنها ناقدة ومارست القراءة بكثافة وتعرف من أين تدغدغ القارئ فقد أبدعت قصصا مثمرة ومثيرة . ان مجموعة ( المشهد والظل ) هي قصص تحتفي وتدلل القارئ فيشعر وهو يقرأ أنه مدلل ونوع الدلال 6 نجوم.