بمناسبة عيد الاضحى: فرق التفقد الطبي تقوم بزيارات ميدانية غير معلنة لعدد من الأقسام الاستعجالية    تراجع الإنتاج الوطني للنفط الخام في أفريل بنسبة 13 بالمائة    رئيس الجمهورية يتبادل تهاني العيد مع كل من المنفي والدبيبة    هكذا عايدت المقاومة أمة المقاومة: "نذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة"    النجم الساحلي يصدر توضيحًا بخصوص وضعية جاك مبي    بن قردان: ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الحجيج إلى 09 حالات    في ظل انتشار التسممات الغذائية في فصل الصيف، مختصة في التغذية تدعو الى اعتماد سلوك غذائي سليم    بن عروس : المراقبة الصحية البيطرية تتلقى خلال أول أيام عيد الأضحى 18اتصالا حول وضعيات صحية للاضاحي    صفاقس : "البازين بالقلاية".. عادة غذائية مقدسة غير أنها مهددة بالإندثار والعلم ينصح بتفاديها لما تسببه من أضرار صحية.    عيد الاضحى: اعمال منزلية تستنزف جهود المراة يوم العيد في سبيل "لمة العائلة"    فرنسا: تصدعات بتحالف اليسار وبلبلة ببيت اليمين التقليدي والحزب الحاكم يعد بتعزيز القدرة الشرائية    ميلوني: إسرائيل وقعت في فخ حماس    مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين بإطلاق نار خلال احتفال "بيوم الحرية" في تكساس الأمريكية    وزارة التربية تقرر اتباع خطة إستراتيجية وطنية للقطع مع كل أشكال التشغيل الهش    كأس أوروبا 2024 : المنتخب الفرنسي يستهل غدا مشاركته بلقاء النمسا    انس جابر تشارك الاسبوع المقبل في بطولة برلين للتنس    رقم قياسي جديد بالتصفيات الأولمبية الأمريكية للسباحة    بلدية تونس تضع برنامجا لرفع الفضلات في افضل الظروف وباسرع وقت خلال أيام عيد الاضحى    المنستير: محكمة الاستئناف تقرر سجن شخصين من أجل القتل العمد في قضية جدّت سنة 2017 بالجهة    وزير الشّؤون الدّينية يواكب تصعيد الحجيج التونسيين إلى المشاعر المقدّسة    العلاقات الاندونيسية التونسية جسر تواصل من اجل ثقافة هادفة، محور ندوة بتونس العاصمة    في أول أيام عيد الأضحى.. الحجاج يؤدون آخر مناسك الحج    47 درجة مئوية في الظل.. الأرصاد السعودية تسجل أعلى درجة حرارة بالمشاعر المقدسة    اخصائية في التغذية تؤكد انه لا ضرر من استهلاك ماء الحنفية وتحذر من التصفية العشوائية للمياه    صفاقس : الصوناد لم تكن وفيّة لوعودها يوم العيد    ليبيا: 145 إصابة بسبب الاستخدام الخاطئ لأدوات ذبح الأضاحي في العيد    الاحتفاظ بعون ديوانة معزول بحوزته كمية من الكوكايين    يورو2024.. إشتباكات بين الجماهير الصربية والإنقليزية    التلمساني مدربا جديدا لمستقبل سليمان    وزارة الصحة السعودية تصدر بيانا تحذيريا لضيوف الرحمان    الخارجية الأردنية: وفاة 14 حاجا وفقدان 17 آخرين    الصوناد: الرقم الأخضر 80100319 لتلقي التشكيات    بعد ظهر اليوم.. خلايا رعدية مصحوبة بأمطار متفرقة    أول أيام عيد الأضحى.. الحجاج يؤدون طواف الإفاضة    في أول أيام عيد الأضحى.. الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى    أطباء يحذرون من حقن خسارة الوزن    المهدية: الإحتفاظ بمتحيليدلس وثائق للراغبين في الحصول على عقود عمل بالخارج    الرابطة 1 – الترجي الرياضي بطلا للمرة الثالثة والثلاثين في تاريخه    الطقس هذه الليلة..    بعد وقفة عرفة.. الحجاج يتجهون إلى مزدلفة    المرصد التونسي لحُقوق الإنسان: وفاة 5 حجيج في البقاع المقدسة    ماذا في ندوة المديرين الجهويين للحماية المدنيّة التي أشرف عليها وزير الداخلية؟    جندوبة: السيطرة على حريق نشب بغابة سيدي حمادة    أول إطلالة للأميرة كايت منذ بدء علاجها من السرطان    تشكيلة النادي الصفاقسي في مواجهة النجم الساحلي    إقبال ضعيف على الأضاحي رغم تراجع الاسعار الطفيف بهذه الجهة    المهدية: مؤشرات إيجابية للقطاع السياحي    بنزرت : حجز 1380 لترا من الزيت النباتي المدعم    بشرى لمرضى السكري: علماء يبتكرون بديلا للحقن    «لارتيستو»: الفنان محمد السياري ل«الشروق»: الممثل في تونس يعاني ماديا... !    رواق الفنون ببن عروس : «تونس الذاكرة»... في معرض الفنان الفوتوغرافي عمر عبادة حرزالله    المبدعة العربية والمواطنة في ملتقى المبدعات العربيات بسوسة    يحذر منها الأطباء: عادات غذائية سيئة في العيد!    حصيلة منتدى تونس للاستثمار TIF 2024 ...أكثر من 500 مليون أورو لمشاريع البنية التحتية والتربية والمؤسسات الصغرى والمتوسّطة    "عالم العجائب" للفنان التشكيلي حمدة السعيدي : غوص في عالم يمزج بين الواقع والخيال    جامعة تونس المنار ضمن المراتب من 101 الى 200 لأفضل الجامعات في العالم    الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي الدولي : مشاركة أربعة أفلام تونسية منها ثلاثة في المسابقة الرسمية    تعيين ربيعة بالفقيرة مكلّفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر من وحي الثورة التونسية
نشر في أوتار يوم 16 - 03 - 2011


...من ديكتاتوريّة الفرد إلى ديكتاتوريّة الثورة
كانت تعيش البلاد زمن الفرد الواحد ، والحزب الواحد ، وتعوّدت الآذان على صوت واحد ، صوت الحاكم المعصوم من الخطأ ، الحاكم الذي يسأل و لا يسأل ، ومع ثورة 14 جانفي 2011 ، تعدّدت الأصوات ،
وتنوّعت الألوان والاتجاهات ، فخرجت علينا الأدبيّات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، ولكن غلبت على الخطابات صفة الكليانيّة ، والشموليّة ، والحديث باسم الشعب ، وغابت بذلك صفة العقلانيّة ، والخطابات الهادئة ،
فعند الإسلاميين " الشعب يريد تطبيق الشريعة "
وعند القوميين " الشعب يريد الوحدة العربيّة "l
وعند اليسار المتطرّف " الشعب يريد دكتاتوريّة البروليتاريا "
وفي القصبة " الشعب يريد اسقاط الحكومة "
وفي المنزه " الشعب يريد محمّد الغنوشي "
في حين يمكن لتونس أن تعيش الفكر الوسطي ، والتوازن السياسي ، فلا إفراط ولا تفريط ... فهل لدينا رؤية اقتصاديّة ناضجة ، تخرجنا من بؤرة الفقر، والخصاصة ، والبطالة لنطبّق حدّ قطع يد السارق ؟ وهل الشاب التونسي اليوم قادر على فتح مؤسّسة عائليّة يحفظ بها فرجه ، لنطبّق بعد ذلك حدّ الرجم ، أليست روح تعاليم الإسلام غايتها القصوى الحفاظ على الجنس البشري ، والحفاظ على كرامته وإنسانيّته ؟ والعبرة في هذا الباب بالغايات وليست بالنتائج ، فهل وفّرنا مقوّمات الكرامة الإنسانيّة لنقيم في الناس الحدّ؟ وتونس هذا البلد المنتمي للوطن العربي الذي يشترك معه في الأرض والدين واللغة والتاريخ ، قادر على أن يكون ذا هويّة خاصّة تميّزه عن بقيّة الهويّات ؟ وهل من السهولة بمكان أن يرمي الشعب التونسي وراء ظهره بتراثه الثقافي ، والديني الذي ورثه جيلا عن جيل ، واستبطنه على حدّ تعبير علم النفس ، لنطالب اليوم بنظام لائكيّ يقطع مع الفكر الديني ، وحكم الله على الأرض ، وهل في الإسلام ما يفيد بأنّ هذا الدين ينتصر لفكرة ظلّ الله الممدود والحاكميّة لله ؟ أليست حادثة سقيفة بني ساعدة خير دليل على أنّ الحاكم بشر يختاره بشر مثله ، وهل أقيمت محاكم التفتيش على امتداد التاريخ الإسلامي ؟
" إنّك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ألم تكن هذه هي سياسة الإسلام التي اختزلتها الآية آنفة الذكر ؟ فلم ننتصر اليوم في تونس إلى اللائكيّة ، في حين لا شيء يوحي بما يزرع فينا الخوف من الشريعة الإسلاميّة ؟ إنّ ثورة تونس اليوم تعيش متأرجحة بين يمين الفكر ويساره ، كلّ يغنّي على ليلاه ، وقد كبر فينا الفكر" الديقاجي " نسبة إلى الفعل الفرنسي " ديقاج" ، فبتنا نعيش على الفكر الإقصائي و الإلغائي ، ففريق يقصي فريقا باسم الثورة والشعب ، حتّى أصبحت الثورة مقصلة ، نرفعها في وجوه خصومنا السياسيّين ، ولو نعمل بمقولة " ديقاج " ، فسننهض ذات صباح فنجد تونس أرضا بلا سكّان ، مادام الإسلاميّ يكفّر الشيوعيّ وينادي بإلغائه وقد نسي ما أقدم عليه الخميني باسم الثورة الإسلاميّة ، وتقتيله لآلاف العراقيين إبّان الحرب الإيرانيّة العراقيّة ، والشيوعيّ ينادي بالتصدّي للفكر الظلامي والقروسطيّ وقد خانته الذاكرة ونسي مظالم ستالين ومشانقه ، والقوميّ ينادي بالتصدّي للفكر القطريّ والمنتصر للهويّة القطريّة ، ولم يتمثّل صدام حسين الذي قتّل آلاف الأكراد والشيعة ، ولكن ما آلمني هو انخراط كتّاب تونس ، في الثقافة" الديقاجيّة " ، والحال أنّ من ناشد كمن كان صامتا ، فالجميع يعيش في زنزانة كبيرة ، يحكمها الفرد بالحديد والنار، في شخص زين العابدين بن علي ، ولم يتجرّأ أحد قول "لا " باستثناء شخصيّات وطنيّة على غرار احمد نجيب الشابي ، وحمّة الهمّامي ، وأحمد إبراهيم ، ومصطفى بن جعفر ، ومحمّد عبّو ، وراضية النصراوي، وبعض القاضيات الفضليات مثل كلثوم كنّو، وبعض الإعلاميين ، مثل زكية الضيفاوي ، والفاهم بوكدّوس ، أمّا البقيّة الباقية ، فكانت بين مناشد ، أو صامت ، أو مستقيل من الشأن العام ، وللخروج اليوم بتونس من عنق الزجاجة يجب أن نقلع عن ثقافة التشفّي ، وثقافة التجريح ، وثقافة نصب المحاكم في الساحات العامة ، فالجميع لتونس ، وتونس للجميع ، إلاّ من تلطّخت يداه بدم الشهداء ، أو المال العمومي ، أمّا أن يحاسب تونسي لانتمائه لحزب دون آخر ، أو لمناشدة ، أو لمقال كتبه ، فهذا من قبيل العنتريّات التي ستحيد بالثورة عن أهدافها ... فأين كانوا من تكلّموا اليوم باسم الثورة ، يوم وقع الإعتداء على الحوض المنجمي ، وهل لديهم مواقف يذكرها التاريخ يوم وقع الاعتداء على الصخيرة وبني قردان ، ولم لم يعارضوا بن علي يوم أعلن عن ترشّحه لفترة رئاسيّة خامسة ، لقد قاد الثورة شباب تونس بعيدا عن المثقفين والسياسيين ، واليوم تونس أمانة في أيدي أبنائها كلهم : إسلاميين وشيوعيين وقوميين ولائكيين وليبراليين ومستقّلين ومستقيلين وتجمعّيين لم يتورّطوا في الفساد والقتل والتعذيب ، علينا أن نؤمن بالتعدّد ، والنسبيّة ، ونقطع مع الإطلاقيّة ، لكي لا نكون سفسطائيين في مدن الفلاسفة ...
-------------------
ثورة الكرامة التونسيّة بين الوعد والوعيد
تعيش البلاد اليوم في مستوى مشهدها السياسي تجاذبات ، وتحالفات جديدة ، هذه التحالفات انقسمت بين مؤيّد للحكومة المؤقّتة على غرار حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدّمي ، ومطالب برحيلها مثل حركة النهضة الإسلاميّة وحزب العمّال الشيوعي والهيئة الوطنيّة للمحامين والإتحاد العام التونسي للشغل وغيرها من الأحزاب والهيئات المنتظمة في " مجلس حماية الثورة " ، وللفريقين رؤى مختلفة وأحيانا متباينة في كيفيّة التعاطي مع هذه المرحلة الانتقالية والقادمة ، في ظلّ مؤسّسات قانونيّة ودستوريّة ونيابيّة في صلة بمرحلة ما قبل الرابع عشر من يناير ( 14 جانفي ) ، ولكن هناك من القوى المتحرّكة من خارج المسرح السياسي المعلن في إطار الدفاع على امتيازاتها ومصالحها وتطبق أجندات سياسيّة لبثّ البلبلة في البلاد ، وتشويه صورة الثورة .
والمتتبّع للأحداث المتعاقبة في تونس خيطا بعد خيط ، وفي محاولة للربط بينها ، يقف على حقيقة سيناريوهات قتل الثورة في المهد ، ففي تونس ليست لنا مراقد مثل العراق ليتمّ تفجيرها لإثارة الفتنة الطائفيّة ، وليست لنا أقليّات عرقيّة ليقاتل بعضها البعض الآخر لتكون ورقة للمناورة السياسيّة للقضاء على الثورة ، ولكن لدينا ثقافة إقطاعية سياسيّة واقتصاديّة تحاول من خلال مسرحيات الفوضى عن طريق المال السياسي ( غلق المواخير –المطالبة بالزيادات في بعض القطاعات- التظاهر ضدّ المؤسّسات الدينية مثل الكنيس اليهودي ... ) للمحافظة على امتيازاتها وامتيازات أمريكا وفرنسا في منطقة شمال إفريقيا ، وذلك ببثّ الفوضى والبلبلة في صفوف المواطنين، واختلاق المشاكل التي فشلت كلّها بفضل يقظة الشعب التونسي الذكيّ والصبور والديمقراطي والمتسامح ، ولم يقع على امتداد سنوات التعدّي من قبل الشعب التونسي على بيوت العبادة المسيحيّة أواليهوديّة ، وحتّى أيام الثورة لم تخطر ببال أيّ تونسي فكرة الاعتداء على مثل هذه الأماكن ، فلماذا اليوم بالذات تمّ الاعتداء عليها ، أليس من وراء ذلك مقصد هدفه تشويه سمعة الثورة التونسية وإحداث بؤر توتّر بيننا وبين الدول التي تدين بهذه الأديان ؟ ولم لم يقع إغلاق المواخير سنة 1987 يوم كان الصراع على أشدّه بين حركة النهضة الإسلاميّة والنظام ووقع الاعتداء عليها اليوم في حركة توحي بتورّط الإسلاميين في أعمال الشغب والتعدّي على علويّة القانون ، أليست غاية ذلك تحويل نظر الرأي العام ؟ واختزال هذه التصرفات في التيارات الإسلاميّة لتبعد الشبهات عمّن تربّوا في الميليشيات على ثقافة الانتهازية وسرقة المال العمومي دون حسيب أو رقيب ؟ ، فكلّ السيناريوهات مكشوفة ، ورسائلها واضحة وكذلك مضامينها التي تحمل بين ثناياها إرادة عرقلة مسار الثورة في تونس التي عزمت كلّ قواها السياسيّة على اختلاف مشاربه الفكريّة ، وتنوّع مدارسها السياسيّة ، السير على درب القطع مع الحكم الكلياني والانخراط في نوع من الحكم يقطع الطريق على الرئاسة مدة الحياة
--------------
الثورة التونسية بين مطرقة الحكومة وسندان الإعلام
لننطلق من خلال رصد أهمّ المحطات التي مرت بها تونس بعد الإطاحة ببن علي ، لنقف على ضبابيّة المشهد وقتامته ، ونقف كلك على ملابسات تغذية الشكّ لدى الشعب التونسي في التعامل مع الحكومة المؤقّتة وقاراتها
* يوم سقط الطاغية خرج علينا السيد محمد الغنوشي ليعلن فينا تولّيه لرئاسة الجمهوريّة طبقا للفصل 56 من الدستور التونسي ، بحضور السيدين رئيس مجلس النواب ، ورئيس مجلس المستشارين ، ومن الغد خرجوا علينا لتغيير منصب الرئاسة من السيد الغنوشي للسيد رئيس مجلس النواب فؤاد المبزّع طبقا للفصل 57
* الحكومة المؤقّتة في صيغتها الأولى ضمّت عديد الوجوه من النظام القديم مع تطعيمعا ببعض وجوه المعارضة التونسيّة وجاء اعتصام شباب تونس في ساحة الحكومة بالقصبة ليكشف عن مؤامرات كانت بإمضاء الحزب الحاكم وتمّ من بعد ذلك إسقاط الحكومة المؤقّتة الأولى وتمّ تكوين حكومة ثانية
*عمّ البلاد من شمالها إلى جنوبها الانفلات الأمني والسرقة والنهب والترويع والترهيب فاستحالت تونس أرضا مفتوحة على خطاب العنف وقد قادته ميليشيات الحزب الحاكم في عديد المدن
* تمّ تجميد الحزب الحاكم ولكن بقيت الرؤوس بلا محاسبة على غرار كوادره الوطنيّة وكوادره الوسطى وكوادره القاعديّة وتمّ تعيين ولاّة فيهم من عل على عهد الرئيس المخلوع وتحت إدارته ولكن تمّ طردهم من قبل الأهالي في الجهات
* الصلوحيّات التي منحت للسيد رئيس الجمهوريّة المؤقّت والتي صادق عليها مجلس النوّاب اللاشرعيّ مع غياب ملحوظ لعديد نواب الشعب ، وكذلك مجلس المستشارين المنصّب من قبل الرئيس المخلوع قبل الثورة ، كانت هذه المصادقة مسألة خلافيّة بامتياز في الأوساط السياسيّة والقانونيّة .
ومن هنا تبدأ رحلة الأسئلة الحارقة ، من قال أنّ ثورة تونس أتت على أهدافها ؟ ونحن نحتكم لمجلس نواب غير شرعي ، ولا يمثل الشعب التونسي ، و نحتكم لمجلس دستوري فرضه الرئيس المخلوع ، لقد رحل بن علي ، وبقيت ماكينته الاستبدادية ، فأداء الحكومة المضطرب والمتلعثم والذي رصدنا ملامحه في بداية الورقة ، قلّص من الثقة المتبادلة بين المواطن والحكومة التي أثبتت في عديد المناسبات عدم قدرة على المسك بزمام الأمور ، والخروج على الناس بقرارات سليمة ونهائيّة ،ومحلّ إجماع .
حتّى الإعلام بكلّ أصنافه والمطالب بالقطع من خطاب التهريج ، والتحلّي بخطاب تأسيسيّ يقطع مع المرحلة السابقة ، وذلك بالكشف عن الحقائق ، والانفتاح على كل الحساسيات الثقافية والسياسية والحقوقية والجمعياتيّة ، لم يقطع مع الخطاب الدعائي و الخطاب الاختزالي للقضايا الوطنية الحارقة ، حيث جانب الصواب المهني ، وانخرط في دعم الخطاب المطلبي الشعبي الذي يكشف عن تغلّب النزعة الذاتيّة عن النزعة الوطنيّة ( التشغيل – الزيادة في الأجور – الترسيم – تسوية وضعيّات اجتماعيّة ) ، وتغلّب الفردي على الجماعي ، وتغلّب المؤجّل على الآني الملحّ .
من قال أنّ ثورة تونس أتت على أهدافها ؟ لقد انخرط الناس في حرب المطالب ليحيدوا بذلك عن أهداف الثورة التي بشّرت بالحريّة والكرامة والسيادة للشعب والقطع مع النظام البائد ورموزه ، وطرق تصريفه للحياة ، إذ الثورة قطع مع الأمس بكلّ ركائزه ومؤسّساته التي انحدرت بالبلد إلى أقصى دركات الدكتاتوريّة وعنف الدولة المكبّل للحريات ، ولكن ما نلحظه اليوم في تونس انفلات قيمي من خلال إشاعة خطاب الفوضى في إحداث موارد الرزق ( الباعة المتجوّلون أنموذجا ) وإشاعة سلوك الجشع في التعاطي مع ملفات اجتماعية ( الإضرابات القطاعيّة المعطّلة للمؤسّسات وبالتالي المعرقلة للسير الطبيعي للاقتصاد الوطني واعتماد طرق لصيقة بالفوضى في طرد رموز العهد البائد من الإدارة التونسية دون الرجوع إلى المؤسّسات صاحبة القرار ) وهنا يكمن دور النخب السياسيّة والثقافيّة والنقابيّة والحقوقيّة والقضائيّة لترشيد الناس وتوعيتهم والأخذ بأيديهم للحفاظ على استقرار الوطن واقتصاده إن رمنا من وراء ذلك تحقيق أهداف ثورتنا وفاء للشهداء وحرصا على صورة تونس الناصعة ، ولكي لا تنقلب ثورتنا أضحوكة العصر
--------------
تونس إلى أين؟؟؟
هل انتهت الثورة التونسيّة وحقّقت أهدافها لينخرط شعبنا في حرب مطلبيّة ؟
خدّمني ...
رسمني ...
وكّلني ...
عرّسلي ...
ابنيلي ...
هل طهرّنا البلاد من بقايا النظام الفاسد وماكينته ؟ وهل لعبت الأحزاب السياسية والتنظيمات الإيديولوجيّة دورها جنبا إلى جنب مع الجمعيّات للمحافظة على مكاسب الثورة وتجسيد أهدافها المتمثّلة في الكرامة والحريّة والقطع مع كلّ ما من شأنه أن يعيد للبلد ثقافة الرشوة والمحسوبيّة والجهويّات والمحليّات والعروشيّة والفكر الفاشي الذي عشناه مع التجمع لسنوات عديدة ، أنا أتفهّم مطالب شعبي الحياتيّة وأحسّ بظروف بعض الجهات ، ولكن هذه مطالب مؤجّلة أراها إلى حين أمام ما نشهده اليوم من محاولة من بعض ميليشيات المصالح في التجمع من أعمال تخريب في المدن والجهات وذلك لتلهية الشعب عن قضاياه الحقيقيّة مثل اللجان الثلاث وخاصة لجنة الشؤون السياسيّة التي تعدّ لمستقبل البلاد ، فما نشهده اليوم قضايا جانبيّة مثل حذف "الإسلام دينها " من الدستور ... خروج بعض الباندية علينا من هنا وهناك لبثّ الفوضى في صفوف الناس وعملية حرق مراكز الأمن والحرس الوطني ومناطق الأمن الوطني دون غيرها من المؤسّسات .... تحرّكات مشبوهة لبعض التجمعيين ممن تربّوا على ثقافة السرقة ونهب المال العام باسم الجمع لصندوق 26-26 أوالاحتفالات بمناسبة محطات وطنيّة ، فهؤلاء لم يستسيغوا ثورة الشعب بل يحاولون من وراء حجاب بثّ الفتن الأهلية والجهويّة لينّموا صفوفهم بعيدا عن الأعين ليعودوا للساحة السياسيّة تحت لافتة جديدة في التسمية وقديمة في المحتوى ، وهناك من تحرّكت فيهم النزعة الدينيّة لتطهير البلاد من المواخير والعاهرات في حين أنّ البلاد فيها مواخير سياسيّة وفكريّة أخطر على مستقبلنا السياسي والثقافي من المواخير الحقيقيّة ،وهنا يكمن دور الخطاب الديني الذي هو في حاجة إلى تعديل وإصلاح ، وعليه أن يعلّم الناس مفاهيم مثل حقّ الاختلاف والحريّة والاحتكام إلى المؤسّسات في التعبير وأخذ القرارات ... اليوم تونس في حاجة إلى اليقظة من قبل كلّ الأطياف السياسيّة والفكريّة لكي لا يقع الالتفاف ... ولاحظوا أنّ مسرحيات الميليشيات كلها معروفة لاتسامها بالعنف وإحداث الفوضى والإضرار بالأملاك العمومية والخاصة غايتها في ذلك إحداث البلبلة في صفوف الشعب للحفاظ على مصالح أسيادها ممن تعودوا على ثقافة نهب المال العمومي والرشوة والمحسوبية ... ثمّ انظروا السيناريوهات التي تمّت في تونس من بعد زيارة المسؤول الأمركي لتونس إذ تعيش مصر اليوم نفس السيناريوهات التي عاشتها تونس وتعيشها : ما شهده المعتصمون في القصبة هو نفسه في ميدان التحرير ... تسريح المساجين هنا وهناك ... أعمال ميليشيات الحزب الحاكم التخرييبة للقضاء على الثورة ... محاولة جرّ البلاد لحرب أهلية على أسس جهويّة في تونس وأسس عرقيّة ودينيّة في مصر ...هل هذا التشابه بالصدفة أم وراءه مهندس واحد طرق ألاعيبه مكشوفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبعد كلّ هذا سنكون مثلنا كمثل الصحابة في غزوة احد انطلقوا نحو الغنائم فخسروا الغنائم والمعركة فاعتبروا يا أولي الألباب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.