مسرحية الأرامل او العتبات الممنوعة مثل العمل الدراما الاخير للمخرجة المتميزة وفاء الطبوبي نقلة نوعية في تجربتها المسرحية وقد تجاوزت عتبات كثيرة في مستوة الجمالية وقدمت نموذجا لعمل دراما يحدث من ناحية تواصلا شرعيا لمسار التجريب في المسرح التونسي المعاصر ومن ناحية اخري فرادة الاخراج النسوي المرتكز على التواصل مع كينونة اتصالية بين الحضور والغياب حينما كان المتقبل هو البحر او المتماهي مع الجمهور… لقد اثرنا الحديث عن لمسات المخرجة بادواتها الثلاثة نادرتان وفاتن في تلقاءية وكرم ركحي حد المرض والتعب والشقاء وربما كان على الاستاذة وفاء العمل بمبدا الاقتصاد والتدرج…لا يمكن في هذه اللحظات من التجلي بين الاسود والابيض والحضور والغياب ان لا نتعرض الي لعب الضوء من منظور بوب ويلسون حيث يكون الشيء من ظله ونور بهاءه… ان الخرافة التي ظلت تضمر غياب الذكر وعلاقته بالمجتمع الامزوني دفن مل معاني الحب جعل من الارمل الام ومشتقاتها الرمزية تعمد الي الحركة حتي تتنفس داخل قماش اسود مع كفن او بياض للامل او الالم…حركية جنونية تعكس البحث عن اسرة تفككت وبحث عن جسد ذكوري ممزق عن بعد ولو اننا لا نشاطر انجاه النهاية الذي يستغني عن الاخر المختفي بتعويضه باحلام وطنية لان الخاتمة الطوباوية لا تتماشي مع الجوهر الوجودي السارتري الذي يغشي المسرحية…لا نغفل في هذا الاطار عن براعة التمثيل الدرامي لدي الممثلات الثلاثة والتوازن الحركي بين الحركة والخطاب…هنالك كثير من السرد على شاكلة جليلة بكار ورجاء بن عمار وقد كان للانسياب اللغوي الدور الكبير في شحن الصورة النيغاتيف بمعضلة اللون ليد اننا كنا نفضل زيادة في تمييز كل ممثلة في طرائق تمثيل بتنويع اللهجة والاشتغال اكثر على كسر الانساق…لقد وفقت وفاء الطبوبي في سحن صور كلايدسكوبية ضوءية لاستلال محكم للفضاء وكان للوحة الاولى الكورغرافية دور كبير في خلق عتبة درامية تفتح الاثر وليس من الغريب ان تلجا الى اليات مسرحية للكبير الفاضل الجعايبي لتثل الى جو لما بعد الحداثة ولكن تفاثيل عديدة تدعونا الى مزيد التامل في اضافة العمل الي المدومنة الحديثة فهو على تكامله وتماسكه يفتقد المشروع الاستفزازي الذي يحدث القطيعة بالطابوهات الثلاثة الجنس والسياسة والدين..ومما نلمسه في العمل على مستوي اللباس والتلفظ والمضمون هو عفة كبيرة وقوية ونفس فني محافظ وعو محمود ويجذف ضد تيار الصدر المفتوح والافخاذ المفخخة والتي وسمت الاعمال الفنية التونسية الداعية لتحرر الجسد الانثوي ونحن اذ نقدر هذا التوجه فنحت نؤكد على عمق التحليل التفسي في المسرح وكم كنا نود تلمي الشيزفرينيا او الهستيريا لدى الايماغو او صورة الام…نحتقد ان العمل الابداعي لدي وفاء الطبوبي هو الم كلير ومعاناة عميقة للمراة التونسية التي تتقدم اشواطا كبيرة على المستوي العربي ونبارك كل الجواءز التي حصلت عليها في انتظار افاق ارحب مع التاكيد على تميز النادرتين وفاتن في لبوس الدور نحو تمازج خلاق وبناء….