الدورة الخامسة لصالون القمر الثقافي بسيدي بوزيد ” الصحافة الهزلية والرسم الكاريكاتوري” …. ناجح باهر للدورة رغم محاولة التهميش الاعلامية في مسرحية هزليّة .. على امتداد يومي الجمعة والسبت 26 و27 اكتوبر 2018 عاشت مدينة سيدي بوزيد على ايقاع الفرح وعذب الكلام وروعة الصورة من خلال تفتح الباقة الخامسة لصالون القمر الثقافي التابع لجمعية جيران القمر للثقافة والاعلام بسيدي بوزيد برأسة صديقنا الدكتور الاعلامي محمود الحرشاني مدير ومؤسس مجلة مراة الوسط الذي اختار لهذه الدورة المتميزة عنوان ” الصحافة الهزلية والرسم الكاريكاتوري” حيث احتضن فضاء المركب الشبابي 17 ديسمبر بسيدي بوزيد فعاليات هذه الدورة التي واكبها جمهور محترم من أحباء الفعل الثقافي والمنتصرين للمبادرات الهادفة والخلاقة ولعلّ حضور نخبة من رجالات الفكر والثقافة خير ترجمان على نجاح الدورة التي اعطى اشارة افتتاحها الاستاذ عبد الرزاق خليفة المندوب الجهوي للثقافة بسيدي بوزيد رفقة العديد من الضيوف تتقدمهم نخبة من مسؤولي المندوبية الجهوية للثقافة الى جانب حضور كلّ من السادة محسن البراهمي رئيس فرع الجمعية التونسية للسلامة المرورية بسيدي بوزيد والدكتور وليد الزواري رجل قانون ومواكب دائم للمشهد الثقافي وناجح الكريمي مدير المركز الجهوي للتوثيق بقفصة وبسمة بدري رئيسة مصلحة تنشيط ثقافي بالمندوبية الجهوية للثقافة بسيدي بوزيد الى جانب حضور ضيوف الملتقى على غرار كل من السادة كمال الشطي رئيس تحرير سابق بوكالة تونس افريقيا للانباء وكاتب مقامات في الصحافة الهزلية والرسامون رشيد الرحموني وليليا هلّول ومنير الهادفي هذا وقد اعطيت اشارة افتتاح الدورة من خلال تدشين مجموعة من المعارض الابداعية على غرار معرض الصحف الهزلية التي كانت تصدر بالبلاد التونسية زمن ما قبل الاستقلال وعددها 15 عنوانا ساهم في توفيرها وعرضها مشكورا المركز الجهوي للتوثيق بقفصة على غرار – النسناس – الامتاع – الضحك – جحجوح – الممثل – غصن البان – ولد البلاد – السرور- السردوك – جحا – الفرززّو – الوداد- الستار – الآحوال – فكانت بحق مصافحة عذبة مع تاريخ الصحافة الهزلية وبداية نشاتها وما افرزته من تجارب ابداعية محترمة يعود الفضل في بروزها الى مجموعة من روّاد هذا الفن الابداعي المتميز على غرار كل من الادباء الهادي العبيدي وحمادي الجزيري والبشير القوطالي وعلي الدوعاجي والشاذلي بن محمد البلدي وعلي النجار وبنعيسى بن الشيخ احمد وسلومة بن عبد الرزاق وغيهم كثيرون من مؤسسي حركة الصحافة الهزلية بالبلاد التونسية ومن بعد ذلك وقع تدشين مجموعة من معارض الرسوم الكاريكاتورية لكلّ من الرسامين رشيد الرحموني وليليا هلّول ومنير الهادفي الذين اكتشفنا لديهم طاقة ابداعية خلاقة في هذا المجال لما تضمنته صورهم من اشارات وغمزات وتعليقات اهتمت بمختلف مشاغل الناس في حياتنا اليومية كذلك وقع تدشين معرص صور كاريكاتورية من انجازات الرسام المبدع علي عبيد أعده صاحب السطور في لمسة وفاء لابداعات هذا الرجل الفنان والذي يعتبر احد المدارس المرجعية في فنّ الرسم الكاريكاتوري بالبلاد التونسية .. من بعد ذلك افتتح الدكتور محمود الحرشاني مدير الصالون ورئيس الجمعية اشغال الجلسة الاولى فرحّب بجموع الحاضرين متمنيا لهم طيب الاقامة في سيدي بوزيد الدافئة والحالمة على الدوام وملاحظا في الوقت نفسه ما اتاه ” البعض” من رجالات الفكر والاعلام في محاولة للتقليل من اهمّية ورمزية هذه الدورة وذلك من خلال بث الاشاعات حول عدم جدواها ولكن في مقابل ذلك كان الحضور المحترم خير شاهد على نجاحها الشيء الذي حكم بالفشل مسبقا على نوايا أصحاب هذه المسرحية الهزلية في حين انتصر الحضور للصحافة الهزلية التي انتصر لها كذلك الاستاذ عبد الرزاق خليفة المندوب الجهوي للثقافة بسيدي بوزيد الذي ذكر في كلمته الافتتاحية ان الملتقيات الادبية في البلاد التونسية أصبحت تقاس بجدوى اشغالها العملية واثرها الفنّي وليس بقياس اعداد الجمهور المواكب لها داعيا أسرة الصالون الى عدم الالتفاف الى الورارء وبالتالي عدم الوقوف عند نعيق الغربان التي اختارت الجلوس على الربوة وتقييم اعمال الاخرين ثم فسح المجال للمداخلات العلمية التي انطلقت بتقديم مداخلة أولى للاستاذ الاعلامي والكاتب المختص في المقامات الهزلية كمال الشطي الذي قدّم مداخلة في الآدب الهزلي والمقمة الهزلية نموذجا وقد استشهد على ذلك بكتابه المنجز في الغرض تحت عنوان” ضحك كالبكاء ” قبل ان تشفعها مداخلات متتالية في تجارب ابداعية مع الرسم الكاريكاتوري لكلّ من الثلاثي رشيد الرحموني وليليا هلّول ومنير الهادفي مثلما قدمت الاستاذة بسمة بدري رئيسة مصلحة بالمندوبية الجهوية للثقافة بسيدي بوزيد مداخلة في الابداع الفنّي بصفة عامة والتي على اثرها وقع تكريم جميع ضيوف الدورة الخامسة لصالون القمر الثقافي بسيدي بوزيد في حين تضمنت اشغال الفتيرة المسائية لليوم الافتتاحي للصالون امسية شعرية وقع تخصيصها للشاعر المربّي عبد السلام شعيبي الذي غاص بنا في اعنمق اشعاره العذبة فشدّ اليه انتباه الجميع خاصة حين قرا عن الغربة فتحدث من خلالها عن وحشته التي أفنى فيها العمر كنجم مضى سريعا في الغمام وهو الفتى العائد من فجاج الضباب مثلما حدثنا عن غرق الطفل الذي تاهت به السبل في حين تضمنت فقرات اليوم الثاني من أشغال صالون القمر الثقافي بسيدي بوزيد برمجمة لقاء ” المقهى الثقافي” الذي جمع اسرة الصالون بالعديد من رجالات الصحافة والاعلام بهدف صياغة التوصيات العامة لاشغال الصالون والوقوف عند اهمّ تحديات المرحلة القادمة والتفكير المعمّق في مزيد تفعيل وتنشيط المشهد الثقافي بسيدي بوزيد التي تنتظر اليوم وأكثر من اي وقت مضى التفاف جميع ابناءها حول جميع المبارات الفكرية حتى تظل سيدي بوزيد عروسا دائما ترقص على ايقاع الفرح ويحق لها ان تفتخر بذلك مادام في جرابها هناك رجالات صدقوا العهد وامنوا باهمية الحراك والفعل الثقافي شعارهم في ذلك ” أحبّك يا وطني” في حين اختار ” البعض ” منهم الجلوس على الربوة ومحاولة افشال الباقة الخامسة للصالون الثقافي في مسرحية هزلية لم تنطل على ضيوف الصحافة الهزلية . برافو سيد محمود الحرشاني .. شكرا لسيدي بوزيد المضيافة على الدوام والتي ودعت ضيوفها بكل باقات المحبة وعناقيد الياسمين .. شكرا لجميع الساهرين على ادارة المركب الشبابي 17 ديسمبر بسيدي بوزيد ..والشكر موصول الى الثنائي من الشباب المتحمس للفعل الثقافي اسامة محمود الحرشاني ودرصاف هاني التي كانت فراشة حالمة وراقصة على امتداد اشغال الصالون الذي تنوعت به مختلف الفنون .
