بقلم : محمد كمال السخيري غريب جدا ما يحدث بإذاعة المنستير تلك الإذاعة العريقة التي أنجبت العديد من الإطارات الإعلامية الكبرى وعرفت بتعرية الحقائق والإصداع بالحق حتى أيام الجمر مما جعلها ضحية لأقبح جريمة إعلامية حدثت في تونس وهي تقليص مدى بثها وأصبح يقتصر على موجات الأف أم فقط بعد أن كان صوتها يعلو صارخا مدويا على أمواج الأثير وموجاتها الإذاعية تغطي كامل أرجاء الوطن التونسي وتمتد إلى أجزاء هامة من ليبيا والجزائر وبعض دول شمال المتوسط وها أن منشطيها اليوم يتعرضون إلى أنواع شتى من المضايقات والتهديدات وأشنعها ما يحصل من قبل إدارة الإذاعة نفسها ، وإن ما حدث صبيحة يوم الجمعة 24 أفريل 2014 للإذاعية المتميزة علياء رحيم صاحبة الخبرة الطويلة زيادة على أنها مبدعة تونسية مناضلة تدافع عن حرية الكلمة منذ سنوات وتفيد حيثيات وقائع الهرسلة والتهديد وحسب مصادر موثوقة لا تقبل الطعن مطلقا أن السيد مدير الإذاعة اشترط على المنشطة بل أجبرها أن يبث برنامجها الصباحي يومها بتقنية الواب كام المستحدثة وحين رفضت ذلك خيرها بين رفع " الستار " عن كاميرا البث أو مغادرة الأستوديو حالا فاختارات المغادرة وعدم إتمام برنامجها ولإن يعتبر البعض ممن بأنفسهم مرض أن هذا التصرف يعد من باب التطاول والعصيان " الإداري " فإن الحقيقة المغيبة مخالفة لذلك تماما وتتمثل أساسا في أن المنشطة المعنية بالأمر تلقت ومازالت إلى اليوم العديد من التهديدات ومن أطراف مختلفة لأنها اختارت النطق بالحقيقة وفضح كل من تسول له نفسه الإساءة لهذا الوطن مهما كان انتماؤه الفكري أو السياسي علما وأن إداراتها على علم بذلك وعوض أن تحميها من مخاطر الغدر تجدها اليوم أول من يجبرها على الظهور في الصورة حتى يسهل " صيدها " أو قنصها " ولكن يبدو وأن إصرار السيد مدير الإذاعة على استعمال هذه التقنية لم تكن محاكاة لما تقوم به الإذاعات الأخرى والأقرب إلى الظن أنه يتجاوز ذلك لتسهيل عميلة المراقبة للمنشطين لديه ولكنه يتراءى وأنه يجهل ريادة إذاعة المنستير في المجال الإعلامي وثراء برامجها أيام الصحوة الفكرية وأدعوه للحفر في أرشيف الإذاعة والنبش في أثر ما تركه رواد منشطيها من برامج معرفية وفكرية (ألوان الضحى – قوس قزح – رؤى ... ) ستتوارثها الأجيال حتى يتأكد من ذلك فعوض أن يعمل على هرسلة الرواد كان عليه أن يعتمد عليهم في الاستشارة والإحاطة بالمذيعين الشبان من أجل النهوض بهذه الإذاعة من القاع ومتابعة حالات التسيب والميوعة واستعمال اللغة الهجينة في برامج أخرى وخاصة ضعف أداء قسم الأخبار وما يقترفه قارئوه من أخطاء لغوية فادحة بل فاضحة وصياغة مهتزة للخبر ثم والأخطر من ذلك أن منسقي البرامج الليلية أغلبهم من المتقاعدين من قطاعات أخرى لا تمت للإعلاميين بصلة وخاصة ليلتي السبت والأحد فأين شباب الإذاعة وموظفوها القارون يا سيادة المدير ...؟؟؟ وإذا كانت هذه المنشطة الوطنية الصادقة والصريحة ذاتها قد نقدت الزعيم بورقيبة مؤسس إذاعة المنستير نفسها وصمدت أمام جبروت سدنة الرئيس السابق بن علي حتى قرر تجميدها تعسفيا من تنشيط برامج الإذاعة بعد انقلاب 7 نوفمبر 1987وذنبها الوحيد وقتها دفاعها المستميت عن مدينتها ومكاسب وطنها تونس فكيف لك اليوم أن تعمل على إكراهها على تمش جديد هي غير مقتنعة به زيادة على أنه قد يهدد حياتها ...؟؟؟ ولكن السؤال الأخطر والذي مازال يبحث عن إجابة مقنعة هو أين نقابة الصحفيين التونسيين من كل ماحدث صبيحة يوم الجمعة الفارط بإذاعة المنستير أم أن موجاتها تبث أيضا عبر الأف أم أيضا ولا تتجاوز حدود العاصمة وضواحيها وإن كان الأمر كذلك فتلك حكاية أخرى ...؟؟ !!!