منجي باكير بداية نعرّفكم ما تجهلون من أنّ أحد متمّمات الإمامة أن يكون المأمومون راضين عن الإمام غير كارهين له ، و لم يثبت أنّ جماعة أبدت امتعاضها من إمامة الشيخ رضا الجوادي ، بل بالعكس فإنّ أعدادهم تزيد و تتضاعف حتّى تتجاوز الآلاف و هم من مختلف فئات و مشارب الشّعب و من كل المستويات الثقافية و العلميّة ، بل منهم من يقطع الأميال و يبكّر لصلاة الجمعة حتّى تمتلأ الساحات الخارجيّة ... ثانيا الشيخ رضا الجوادي و منذ الأيام الأولى للثورة ، و منذ كان الحبل على الغارب بلا رقيب و لا حسيب و لم تكونوا أنتم قد شرّفتم كراسي البرلمان و الذي قلبتم رسالته السامية في تمثيل الشّعب و تبنّي قضاياه إلى – محكمة بلا صفة - تصدر الأحكام بمرجعيّة ( شاهد ما شافش حاجة ) ، منذ ذاك التاريخ وبرغم خلوّ المانع فإنّ الشيخ الجوادي كان معتدل الخطاب ، حريصا على التهدئة و لمّ الشمل ، شديد التأكيد على نزع ألغام الإشاعات و نوازغ الفُرقة ، و ليس من الصّدفة أن تكون كلّ خطب الشيخ مسجلة بالصورة و الصوت و منشورة بمواقع التواصل الإجتماعي على رؤوس الأشهاد ... كما أنّ الشيخ الجوادي يمتلك خطابا راقيا يروم الإصلاح عند الفرد و في المجتمع و يحثّ على نبذ السلوكات المشينة و يدعو إلى الألفة و التسامح والتعاون و هو بذلك يسدّ شغوركم أيها السياسيون و يغطّي كثيرا من عورات نقائصكم في معايشة هموم المواطن ، سياسيون و نوّاب تركتم جوهر ما انتُخبتم عليه و لأجله و – تمترستم – في أبراجكم العاجيّة و على كراسيكم الوثيرة و تناسيتم الشعب و قطعتم حبل الودّ بينكم و بينه ... إنّه من العار أيها النواب – الأفاضل – أن تشحنوا كل هذه الطاقات و تهدروا كل هذا الوقت و تجمعوا كل هذا الجمع لتناكفوا الأئمّة و العلماء ، طاقات و وقت ( هي ملك الشعب ) ، بل كان من الأولى أن تتحمّلوا أماناتكم و تنزلوا إلى المناطق المحرومة و الفئات المستضعفة و أن تعالجوا مشاكل شعبكم في الأرياف و الحضر ..! أيها السياسيون لم و لن ينازعكم أكثر عقلاءنا في امتيازاتكم و ما تتمتّعون به و لن نقاسمكم كثيرا ممّا تتهافتون ليل نهار على تحقيقه من مصالح ،، لكن لا تحشروا أنوفك في ديننا – بلا علم و لا معرفة – كما أننا لن نسمح لكم أن تتخيّروا و تنصّبوا لنا علماءنا و لا أئمّتنا . أيها السياسيون : خذوا الكراسي و المناصب و (خلّولْنا) أئمتنا ، ديننا وما أبقيتم من الوطن .