، عندما تتحدث آيات الأخرس، عروس المجد التي عطر دمها ثرى بيت المقدس، فطهره من بعض الرجس، رصيفاتها يتمايلن على أرصفة الشوارع، ومنهن الدُّبة وذات القوام الفارع، يعرفن كل كبيرة وصغيرة عن بيير كاردان، وأعلَنّ الحداد لاعتزال إيف سان لوران، وكانت آيات في العشرين، وتعرف أن الأبرار في علّيين، ولم تر ألفا من الشموس مقبلة، لأنها رفضت أن تكون ناقة ضمن القافلة، ولم تعش هناءة الزفاف، ولم يكن في فمها أكثر من هتاف، واختارت أن تموت واقفة، بينما جموعنا تعيش راجفة وزاحفة، ولكن الحديث كله عن اقتحام مقر ياسر عرفات، مع أنه مُقتحَم ومخترق منذ سنوات، لأنه مبني من زجاج، ولا يصمد أمام أي ارتجاج، فهكذا أُريد له أن يكون في أوسلو، وهكذا سيكون طالما أننا نبحث عن الخلاص في مدريد وهونولولو، وأزيدكم من الشعر بيتا، يصب على ناركم زيتا، سيأتي قريبا يوم تترحمون فيه على شارون، الذي تصفونه حاليا بالقاتل والملعون، وسيكون ذلك من قبيل يوم بكيت فيه، فلما مضى بكيت عليه، فالصهاينة يعتقدون أنه ليس مجرما بما فيه الكفاية، لأنه يشعل النار ثم يهرع كلما تعالت الاحتجاجات إلى الطفاية، هم يريدون نتنياهو الذي بأرواح الفلسطينيين يلهو، ولا تهمه أمريكا أو أمنستي، فهو دموي مطبوع وفاشستي، ولا يحترم عهدا ولا ميثاقا وسيشبع الفلسطينيين قتلا ووثاقا!. إذن ما العمل؟ وهل في الأفق بارقة من أمل؟ بصراحة فإن خيار الحرب غير وارد، فجيوشنا قد تغزو زحل وعطارد، ولكن لا قبل لها بذلك المارد، ثم إن قرار الحرب بيد سوريا ولبنان، والقاهرة وعمان، ولا مكان فيهم لجيش خارجي إلا بفرمان، والفرمان أمره هين ولكن ماذا نفعل في الأمريكيين؟ هم يأكلون خيرنا، وينصرون غيرنا، ويتوجب علينا أن نخوض حروبهم، وأن نطبل ونزمر لعيوبهم، فإذا أشبعنا الصهاينة قتلا وتنكيلا، اتهمونا بأننا قطعنا على السلام السبيلا، وألقينا بأجسامنا في طريق الرصاص، وأن هلاكنا كان مصادفة لا مناص، هو منطق عادل إمام، الذي هو أي كلام: ضربني بوشّه على يدي يا بيه، ثم يصيح بلا حياء "أحيه"، هو ذاته منطق أمريكا، الذي لا مكان فيه للعدالة أمام البوليتكا. سأقول لكم كلاما قد يبدو عجيبا، بينما أراه سليما مصيبا، من أراد أن ينال من إسرائيل فعليه بأمريكا، قاطعوا ما تنتجه من الطائرات إلى المزيكا، ولكن لا جدوى من ذلك ما لم يأت من الحكومات، فهي وحدها القادرة على استخدام العصيّ والجزرات، وعلى المستوى الشعبي كفى حلما بالجرين كارد، فخير منها الكريديت كارد وقولوا وداعا لمادونا ويكفيكم "على دلعونا"!. جعفر عباس