أبو مازن قطعوا عليها حزنها بعد أن افتقدت ولدها، لم يروها لعقود وسنين ولم يروا حجم الألم الذي ينخر ريفنا وأقاصي البلاد. جلبوها للاستنطاق كما يجلب المتهم، سألوها وهي في لوعة وحيرة عن رأيها في السياسة والارهاب و الوضع القائم. جعلوها نجمة لتزايد عدد المشاهدين والمتابعين للبرنامج لعل استعطاف النظارة يساهم في نسبة مربحة. أي قوم هؤلاء يبتاعون مآسي الضعفاء، أي قناة هذه التي تفتح فيها الصناديق التي تحوي مئات الآلاف من الدنانير لو حازها دوار السلطانية لأضحى جنة غناء. أي قناة هذه التي تقدم فيها داري ديكور لو اعتنيت بهذه الأكواخ لحولتها الى أضخم الشاليهات الصيفية. ألحّ وأصرّ الوافي أن تبدي زعرة المكلومة رأيها في الارهاب وهي التي لم تعرف القلم والكراس والكتاب، ماذا تنتظريا وافي؟ تحليل العلاني الخبير أم وجهة نظر أهل السياسة الفاشلين. أجابت المسكينة ببساطة ما قالته ربما في مواعيد سابقة لاعلام مناسباتي يستغل ظروف الفقراء: ما اعطونا شيء، ما اعطونا شيء. قد يرتبك أدهى السياسين و الخبراء بتلك الأضواء وذلك الديكور الضخم وتلك الوجوه المنمقة (كومبارس) و تلك الملابس "الممضاة" فماذا كان الوافي ينتظر كاجابة من زعرة أم الشهيد. هي التي تعثر أكثر من مرة في طريقها لجلب الماء وهي التي لو منحت مداخيل تلك الحلقة لغيرت أفق جهتها بأسرها. امك زعرة يا وافي لن تقول لك غير ما ينقصها لسنين وهي صابرة : المال والدعم والعون لها و لأبنائها قبل استشهاد فلذة كبدها وستعيد نفس الكلام على كل المسامع بعد استشهاد المبروك ليس حبا في المال ولا حبا في الغناء ولكن الأمر يتعلق بأبسط مستويات المواطنة المنشودة. ارحموا فقرها وارحموا جرحها ولا تجعلوها كأم الشهيد البوعزيزي الذي سارع السياسيون في أخذ الصور معها و زيارتها و الركوب على الحدث و بعض زوجات شهداء عموما و سارع الاعلام في تقديمهن عبر شاشاته لينال الربح الوفير، فلم يرحموا بساطتهن و لم يستروا فقرهن ثم ... ثم ماذا؟ ثمّ تركن لأمرهن فلم يعد أحد يسأل عن حالهن وأحوالهن. Publié le: 2015-11-23 11:04:39