بدات العائلات بولاية القصرين في صنع الحلويات بمختلف أنواعها، وهي عادة دأبت عليها النسوّة بالجهة تقيدا بعادات وتقاليد الأجداد، ورغبة في الاستمتاع بنكهة الحلويات التقليدية المميزة وباجواء لمة العائلة والجيران. فالخالة خديجة صالحي مثلا، تقول انها، لا تشعر بقدوم العيد إلا "بحلان الحلو"، فهي عملية وان بدت لغيرها بسيطلة وعادية، الا انها تعني بالنسبة لها الكثير لما تحمله في طياتها من معاني وذكريات جميلة، فهي ترحل بها كل سنة الى أيام الزمن الجميل وتملئ بيتها الفسيح بهجة وفرحا بلمّة الأهل والأقارب والأحباب. كما أنه لا يمكنها أن تتلذذ طعم الحلويات إلا اذا تفننت رفقة صديقاتها وقريباتها في صنعها لا سيما الرفيس التونسي والمقروض الدياري والصمصة والقطايف ... وكذلك شأن السيدة ناجية سالمي التي دأبت على هذه العادة منذ نعومة أظافرها مع أمها وجدتها، لذلك فهي تحرص كل الحرص على احياء هذه العادة سنويا لحمايتها من الاندثار وللاستمتاع بكل أجوائها المميزة. ورغم حرص أغلب العائلات بربوع ولاية القصرين على المحافظة على هذه العادة التقليدية، إلا أن عائلات أخرى تخلت عنها تدريجيا لعدة أسباب منها ضيق الوقت وكثرة المشاغل وتفاديا للمصاريف الاضافية في ظل تدهور مقدرتهم الشرائية مقابل الاقتصار على شراء كميات محدودة من الحلويات الجاهزة، وفق ما صرح به عدد من المواطنين. وأضافوا أن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان أنهكت جيوبهم وجعلتهم يتخلون عن هذه العادة التي "تتطلب ميزانية خاصة بها" وفق قولهم، مؤكدين أنها تبقى "عادة طيبة". وبالاضافة الى صنع الحلويات بالمنزل، تشهد الحركية التجارية بأسواق مدينة القصرين خلال النصف الثاني من شهر رمضان انتعاشة كبرى، حيث تسارع الاسر لشراء ملابس العيد للابناء تخوفا من اكتظاظ الايام الاخيرة او ارتفاع الاسعار، وفق ما ذكره عدد من المواطنين، وتتكثف بالمناسبة عمليات المراقبة بهدف التصدي لعمليات الغش بمختلف أنواعها.