بقلم الأستاذ بولبابه سالم احتقر النساء لكنهن صوتن له بنسبة محترمة (42% ) كما ان العمال او كما يطلق عليهم اصحاب البدلة الزرقاء حتى انتخبوه حتى داخل الولايات المحسوبة على الجمهوريين ، كيف يصوت الكادحين و متوسطي الدخل للمياردير دونالد ترامب صاحب ثروة تقدر ب5 مليار دولار اي ثلث ميزانية تونس و هو المشهور صحبة عائلته بمملكته العقارات في مختلف انحاء العالم فهو باني ناطحات السحاب و ملاعب الغولف و منظم مسابقات ملكات الجمال المختلفة ؟ كيف ينتخب العمال من يركب الطائرات الخاصة و يملك اليخوت الفخمة ؟ و كيف تختار النساء من اهانهن و اذلهن في تصريحاته و الرجل متهم في قضايا تحرش عديدة منهما ما ذكرته نجمة هوليود سلمى الحايك التي قالت ان ترامب راودها و لما تمنعت اطلق عليها اشاعة انها قصيرة و غير مثيرة ؟ لا ننسى ايضا أنه هاجم المسلمين و كل الاقليات و تبرأ منه حتى مسؤولون داخل الحزب الجمهوري ، لكنه انتصر ،، لماذا انتصر اليميني المتطرف دونالد ترامب ؟ لم يجني العمال شيئا من الديمقراطيين و لم يتحسن مستواهم المعيشي بعد الازمة الاقتصادية لسنة 2009 و الذي أعقبها فوز باراك اوباما ، و لعب الخطاب العنصري لترامب دورا في تعبئة الفئات الوسطى امام تغلغل الاقليات داخل المجتمع الامريكي و اتساع تموقعها فأعاد لغة الخطاب القومي العرقي الفاشي لدولة رعاة البقر و اعادة الاعتبار لأمريكا القوية و المهابة ، و يعرف ترامب جيدا ان كل الاقليات غير قادرة على التأثير في نتائج الانتخابات و لو اتحدت ضده . اما عن النساء فالمعروف عن المراة الامريكية انها تميل الى الرجل المنفعل و القوي ( كثيرا ما يظهر ترامب مزمجرا و منفعلا في اطلالاته التلفزيونية ) و عن مغامراته العاطفية فهن يعتبرنه يشبه اغلب الرجال في هذا السلوك كما أن دونالد ترامب يتعامل بعفوية خارج المؤسسة الامريكية الرسمية التي تصنع الرؤساء فهو رجل متمرد على البروتوكولات و ليس له ماض سياسي يخشى النبش فيه عكس غريمته هيلاري كلينتون ، كما أنه اقترح في برنامجه الانتخابي سن مشروع قانون لمنع الاجهاض وهو يدعم التيار المحافظ للأسرة الامريكية لذلك دعمته اشهر الكنائس . طبعا نظرته الى المراة يعود في جانب كبير منها انه ملياردير تتقرب منه النساء خاصة الطامعات في ثروته .، و عن سبب عزوف الكثير من النساء عن اننخاب هيلاري كلينتون فيعود حسب رايهن الى انها كاذبة و لا يثقن بها ، و النساء عموما لا يثقن في النساء كثيرا . اختار الامريكيون دونالد ترامب لانه شخصية متمردة و خاطب قضاياهم و قلص من اهتمامه بالسياسة الخارجية ، و كثيرون يتوقعون انكماشا في السياسة الخارجية الامريكية في المستقبل لأنهم يريدون شخصا يشعرهم بالامن بعد تفاقم المخاطر الارهابية حيث اتهم منافسته و حزبها بصناعة الجماعات الارهابية ، و من المفارقات ان الرأسمالية تنتج افرادا يحبون الحياة لكنها قد تتطور الى انتاج افراد يخافون على حياتهم . اما العرب الذين ينتظرون الخلاص و الفرج من البيت الابيض فتنتظرهم ايام سوداء لان الأمم القوية لا تحترم الا الأقوياء . طبعا فإن دونالد ترامب لن يحكم لوحده فالولاياتالمتحدة هي دولة المؤسسات و اتخاذ القرارات داخلها معقد جدا . كاتب و محلل سياسي