الرابطة الأولى: تشكيلة الإتحاد المنستيري في مواجهة الترجي الرياضي    تشكيلة النادي الصفاقسي في مواجهة النجم الساحلي    المهدية تستقبل أكثر من 48 ألف سائح منذ بداية السنة    مختصون يوصون بتجنيب الأطفال مشاهدة ذبح الأضحية    قفصة: الإطاحة بوفاق لترويج المخدرات يقوده موظف    الطبيب البيطري جوهر الفقيه أحمد: هذه مواصفات الأُضحية السّليمة    صدور قرارين بالرائد الرسمي يضبطان الشروط الخاصة لإجراء أعمال الطب عن بعد    نادي الرجاء الرياضي يتوج بطلا للدوري المغربي    وصول أول رحلة للجالية التونسية في هذه الصائفة    بنزرت : حجز 1380 لترا من الزيت النباتي المدعم    بداية من اليوم: تونس تلغي التأشيرة عن الايرانيين والعراقيين    الرابطة الثانية: مرجان طبرقة يلتحق بركب الفرق النازلة إلى الرابطة الثالثة    ذبح الأضاحي : توصيات هامة من المصالح البيطرية    الحرارة في تراجع يوم العيد    خطيب عرفة: "الحج ليس مكانا للشعارات السياسية ولا للتحزبات"    اليوم: فتح شبابيك البنوك والبريد للعموم    كيف سيكون طقس اليوم ؟    النقل في الأعياد: بين فرحة العودة للقاء الأهل و شقاء الانتظار    أكثر من مليوني حاج يقفون بعرفة لأداء ركن الحج    بشرى لمرضى السكري: علماء يبتكرون بديلا للحقن    «لارتيستو»: الفنان محمد السياري ل«الشروق»: الممثل في تونس يعاني ماديا... !    رواق الفنون ببن عروس : «تونس الذاكرة»... في معرض الفنان الفوتوغرافي عمر عبادة حرزالله    المبدعة العربية والمواطنة في ملتقى المبدعات العربيات بسوسة    محقق أمريكي يكشف آخر التحقيقات مع صدام حسين: كانت نظراته مخيفة ... وكان رجلا صادقا !    مجموعة السّبع تؤيد مقترح بايدن بوقف إطلاق النار في غزة    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    رئيس منظمة إرشاد المستهلك ل«الشروق» «لوبي» وراء الترفيع في أسعار لحم الضأن واختفاؤه من «الجزارة» مدبّر    يحذر منها الأطباء: عادات غذائية سيئة في العيد!    مع تأجيل التنفيذ... 6 أشهر سجنا لوزير أملاك الدولة الأسبق حاتم العشي    رئيس الحكومة يلقي كلمة في الجلسة المخصّصة لموضوع ''افريقيا والمتوسط''    حصيلة منتدى تونس للاستثمار TIF 2024 ...أكثر من 500 مليون أورو لمشاريع البنية التحتية والتربية والمؤسسات الصغرى والمتوسّطة    رئيس الحكومة يجري محادثات جانبية مع عدد من الزعماء والقادة    مع تواصل المجازر الصهيونية .. وتعثر المفاوضات ... غزّة تذبح... في العيد    المواجهة تتوسّع شمالا ومخاوف الصهاينة تتزايد...صواريخ حزب الله قد تحسم الحرب    مذكّرات سياسي في «الشروق» (54) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... سفارة تونس بواشنطن واجهة للاتفاقيات المتعدّدة والمتنوّعة    مستودعات للتهريب و تلاعب في الموانئ ...أباطرة «الفريب» يعربدون    الصحة السعودية تدعو الحجاج لاستخدام المظلات للوقاية من ضربات الشمس    غدا: درجات الحرارة في إرتفاع    الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي الدولي : مشاركة أربعة أفلام تونسية منها ثلاثة في المسابقة الرسمية    "عالم العجائب" للفنان التشكيلي حمدة السعيدي : غوص في عالم يمزج بين الواقع والخيال    قفصة : تواصل أشغال تهيئة وتجديد قاعة السينما والعروض بالمركب الثقافي ابن منظور    جامعة تونس المنار ضمن المراتب من 101 الى 200 لأفضل الجامعات في العالم    الرابطة 1 : التعادل يحسم الدربي الصغير بين الملعب التونسي والنادي الافريقي    الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه في أريانة    يوم عرفة .. فضائله وأعماله    وزارة الخارجية تعلن الغاء تأشيرة الدخول الي تونس لحاملي جوزارات السفر العراقية والايرانية    رئيس الحكومة يسافر الى إيطاليا لتمثيل تونس في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع    الرابطة 1 : نجم المتلوي ينتزع التعادل من مستقبل سليمان ويضمن بقاءه    جلسة عمل على هامش منتدى الاستثمار تبحث سبل تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الأدوية    تونس : عقود عمل وهمية للسفر نحو دول أجنبية    أنس جابر تتأهّل إلى ربع نهائي بطولة برمينغهام    قرارات المكتب الجامعي البنزرتي مدرّبا للمنتخب الوطني وبن يونس مساعدا له    عاجل/ وزيرة العدل تصدر قرارات هامة..    وزيرة التربية…هذا ما ينتظر المتلبسين بالغش في امتحان الباكلوريا    الحجاج يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية    عيد الاضحى : هؤلاء ممنوعون من أكل اللحوم    يوم التروية.. حجاج بيت الله يتوافدون على مشعر منى    تعيين ربيعة بالفقيرة مكلّفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لهذه الأسباب لن يكون الشاهد ''إمانويل ماكرون'' تونس.. (بروتوس ليس تونسيّا)
نشر في باب نات يوم 21 - 01 - 2018


طارق عمراني
لم يدر بخلد ذلك الشاب الأنيق الذي يرقص بشكل هستيري فرحا بإنتصار زعيم حزبه في الإنتخابات الرئاسية في بناية من بناية البحيرة وهو يردد مع رفاقه أهازيج رياضية تمازجت مع البذاءة اللغوية بشتم منافس سياسي لهم بأقذع النعوت أنه سيصبح يوما ما رئيسا للحكومة، لم يكن يتصور أن رحی الحرب بين ثنائية البلدية والسواحلية ستقذف به إلی قلب المعمعة لم يفكر وهو ينطّ رافعا يده إلی الأعلی بنشوة نصر "مولا الباتيندة" انه سيكون الحل الوسط للباجي قايد السبسي لانهاء حرب الشقوق التي اصابت جذع النخلة الندائية،لم يكن يعتقد وهو من كوكبة الصف الخلفي في القيادات الندائية رفقة أنس الحطاب وصبرين القوبنطيني وحسن لعماري أنه سيقفز فوق الجميع من أعمدة الحزب الوازنين و المؤسسين وهو الذي كان يتمنی ان تجمعه بمحسن مرزوق ولزهر العكرمي وغيرهما طاولة اجتماع واحدة ،ربما لم يقرأ حسابات المستقبل بأنه سيحكم مع "النهضة و المؤلفة قلوبهم" قبل أن يكتب فيهم ذلك المنشور الفايسبوكي "الباجي وحش السياسة فتق النهضة والمؤلفة قلوبهم"،
ربما لم يكن اقصی طموحه اكثر من كتابة دولة للصيد البحري في حكومة الحبيب الصيد يشفع له فيها تكوينه الاكاديمي الفلاحي و سيرة ذاتية محترمة ومشوار مهني ختمه كموظف في السفارة الامريكية في خطة خبير فلاحي.
لم يكن يعرف ذلك الشاب الخجول الذي كان من جماعة "صفر فاصل" في انتخابات المجلس التأسيسي 2011 حيث دخل حزبه "طريق الوسط" في إئتلاف إنتخابي مع القطب الديمقراطي الحداثي ، ثم ينصهر معه في الحزب الجمهوري قبل ان يقفز من السفينة الغارقة الی حركة نداء تونس انه سيصبح رقما صعبا في لوغاريتمات السياسة التونسية
الفضل للشيخان
من المؤكد أن يوسف الشاهد يدين للشيخان بماهو عليه اليوم من مكانة سياسية فإذا كان صعوده إلی اعلی هرم في السلطة اليوم هو ناتج عن تزكية واضحة من رئيس الجمهورية والتي تبقی اسباب اصطفاءه له غامضة مع توفر تحليلات سياسية غير مقنعة فإن الشاهد في قرارة نفسه يشكر راشد الغنوشي بعد أن اعطاه قبلة الحياة في شهر أوت 2017 في واقعة "حوار ربطة العنق" الشهير علی قناة نسمة حيث طلب شيخ مونبليزير من رئيس الحكومة الإلتزام بعدم الترشح لإنتخابات 2019 الرئاسية ليعتبره أغلب المراقبين نية واضحة من الغنوشي بلوكه الحداثي الجديد في الترشح لذلك الإستحقاق الإنتخابي ليفكّ الحصار ويكسر الطوق الذي ضرب علی يوسف الشاهد من قبل المعارضة و بعض وسائل الإعلام بالتشكيك في جدّية رئيس الحكومة في محاربة الفساد والطابع الانتقائي الذي تميزت به الحملة...
وبقدرة قادرة يتحول الشاهد إلی محل اجماع الجميع في موجة مناشدة من الطيف السياسي وحتی الحقوقي والإعلامي جعلته يتصدر كل نتائج سبر الأراء في شهر سبتمبر ليكتسب لقب "ماكرون تونس" حيث إعتبرت بعض التحليلات السياسية في مجلة جون افريك أن رئيس الحكومة التونسي بصدد تكوين حزام سياسي من داخل حكومته وفريق عمل في ما أسمته المجلة الباريسية "دوائر النفوذ المغلقة" التي تقطع مع اللوبيات الكلاسيكية التي تقوم علی الحهويات والبورقيبية والمال والسياسة فقد اعتبرت جون افريك ان الشاهد يتعامل مع دائرة ضيقة ومغلقة نافذة سياسيا ببعض وزراء الحزب الجمهوري سابقا (إياد الدهماني والمهدي بن غربية) ودعم جمعياتي من جمعية نور و مساندة من بعض رجال الاعمال علی غرار قريش بن سالم وتغلغله في القصر الرئاسي عبر المستشار سليم العزابي وبعيدا عن هذه التأويلات والتحليلات السياسية الهيتشكوكية فالواقع السياسي يؤكد أن يوسف الشاهد ليس إلا وزيرا أول يأتمر بتعليمات رئاسة الجمهورية التي تحاول غالبا الإنتصار لتوجهات حافظ قايد السبسي لتثبيته في مركزه في حركة نداء تونس وهو ماتجلی في العديد من التحويرات الوزارية المسقطة التي تحمل بصمة رئيس الجمهورية
بروتوس ليس تونسيا
وهنا يمكن لنا من باب الانصاف ان نقرّ ببعض نقاط التشابه بين يوسف الشاهد و الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علی المستوی الفيزولوجي والعمري والبدايات السياسية والتكوين الأكاديمي ولكن يوسف الشاهد ليس بالشجاعة حتی يكمل في طريق إمانويل ماكرون الذي يلقب ببروتوس (فيلسوف انقلب علی الإمبراطور الروماني وشارك في قتله) بعد أن انقلب علی فرونسوا هولاند الذي وضع فيه ثقته من خلال تسليم مفاتيح وزارة الإقتصاد قبل ان يستقيل منها ماكرون في 2016 ويؤسس حركة "إلی الامام" التي تمكن من خلالها في ظرف قياسي من الوصول إلی قصر الايليزيه كأصغر رئيس في تاريخ فرنسا ولكن الصورة مختلفة في تونس فلا ديمقراطيتنا راسخة رسوخ نظيرتها الفرنسية ولا هولاند هو الباجي ولا ماكرون هو الشاهد
فخطة الأخير التي تقوم علی تكوين فريق سياسي وجمعياتي كما يشاع لن تنجح في تونس التي تقوم تجربتها علی الاستقطاب السياسي وكل مغامر يغرد خارج السرب الحزبي التقليدي سيكون مصيره الفشل خاصة ان الكلمة الفصل تبقی للماكينات الإنتخابية الحزبية و هو ما يفسّر تذبذب يوسف الشاهد فهو يريد الخروج من جلباب الباجي و ما لفّ لفه من جهة والقطع مع الفكرة النمطية من خلال بعض القرارات التي توحي بمحاولة تمرد سياسي وهوما تكذّبه تصريحاته الإعلامية من جهة أخری فقد جدّد البيعة لرئيس الجمهورية في حوار إعلامي في الأسابيع الفارطة مقدما فروض الطاعة والولاء والمساندة اللامشروطة للباجي قايد السبسي في صورة ترشحه للإنتخابات الرئاسية القادمة وعلی الأقل سيحاول الشاهد أن يواصل علی رأس الحكومة حتی الإنتخابات البلدية ليضاف هذا الإنجاز إلی ملف ترشحه للإنتخابات الرئاسية قبل ان يتخذ قراره والذي سيكون حتما بمواصلة التحليق تحت جناح الباجي قايد السبسي والذي تبقی فرضية ترشحه للانتخابات الرئاسية ضعيفة ومع غياب شخصية كاريزماتية وشعبية سيكون الشاهد مرشح النداء الذي لن يرفض فرصة ثانية بدخول التاريخ بأصغر رئيس جمهورية في تاريخ تونس مثل ما دخله سلفه كأكبر رئيس في العالم سنّا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.