- بعطور المقامات الموسيقية التونسية وتقاسيم فن الفرانكو آراب، افتحت مساء أمس الجمعة الدورة 24 لتظاهرة "الأكتوبر الموسيقي بقرطاج" بعرض استثنائي فاح فيه عبق الموسيقى التونسية الأصيلة الممزوجة بترانيم الموسيقى الفرنكوفونية، وذلك بفضاء "الأكروبوليوم" بضاحية قرطاج. أمينة الصرارفي التي حافظت منذ انطلاق مسريتها الفنية على طابع الآداء النسوي الخالص في عروضها، اختارت في عرض "مادوموازل" تشريك ثلاثة رجال في فرقتها المتكونة من 20 عنصرا من مغنين وعازفين على آلات الأكرديون والباس والكمنجة والبيانو، وبلباس مستوحى من موضة الثلاثينات رحلت الصرارفي بالجمهور الحاضر إلى عالم الموسيقى التونسية الساحرة والمحملة بشذى موسيقى الزمن الجميل. مختارات غنائية منصهرة مع جمالية عزف مميز على مختلف الآلات الوترية المؤثثة للعرض الذي سجل حضورا لافتا للطفل "هارون" عازف البيانو البارع حيث أثبت موهبته وتمكنه من تقنيات العزف على هذه الآلة بكل إتقان وإبداع، وفي سياق اختيارها المعتاد والمدروس لفقرات عرضها رافقت أمينة الصرارفي جمهورها في جولة موسيقية بين ثنايا اللحن الراقي والكلمات المشحونة بمعاني الحب والحياة فجاءت أغاني "بين البارح واليوم" و"بنات اليوم" و"غيثارة" و"إذا تحبيني" و"كافليارو" و"شيري حبيتك" و"لوليتا" وغيرها من الأغاني المستوحاة من الذاكرة الموسيقية التونسية. وكانت مفاجأة السهرة اعتلاء الفنان التونسي هشام النقاطي للركح وآدائه لألوان موسيقى الفرانكو آراب بأغنية "مادوموازل" و"راحت ليا"، وازدادت أجواء الحفل حماسة بحضور الفنان التونسي كمال رؤوف النقاطي وآدئه لأغنية "ياسمينة" ورغم حالته الصحية المنهكة الا أنه أصر على الوقوف على الركح إلى جانب هشام النقاطي ليمتع لجمهور بغنائه ويشاركهم أجواء البهجة والاحتفال. وكان ختام السهرة بأغنية وطنية أدائها مختلف أعضاء الفرقة ثم اختارت أمينة الصرارفي إنهاء حفلها بأغنية من آدائها ليكون عرض "مادوموازال" عرضا فنيا راقيا بمختلف عناصره الموسيقية والفرجوية. وتتواصل سهرات "الأكتوبر الموسيقي بقرطاج" في دورته الحالية المخصصة لموسيقى الغرفة والتي تشهد مشاركة موسيقيين من 16 بلدا هي المغرب وفرنسا وايطاليا واسبانيا وبلجيكا والنمسا والولايات المتحدة وإيران وبلجيكا وبلغاريا واليابان وبولونيا وتشيكيا والمملكة المتحدة ورومانيا وروسيا الى جانب تونس البلد المنظّم.
