انتظمت بمقرّ منظمة الصحة العالمية بتونس صباح اليوم الاثنين 19 أكتوبر 2020، ندوة علمية حول "دور الرعاية الصحية الأساسية والمجتمع المدني في الكشف المبكر عن سرطان الثدي" وذلك بإشراف وزير الصحة الدكتور فوزي مهدي ووزيرة المرأة والأسرة وكبار السن إيمان هويمل وبحضور Yves Souteyrand مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس. ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار احياء شهر أكتوبر الوردي لمكافحة سرطان الثدي في ظل جائحة كوفيد-19. وقد أكد وزير الصحة في كلمة بالمناسبة على أهمية الدور المحوري لمختلف الأطراف المتداخلة من هياكل ومؤسسات رسمية ومنظمات مجتمع مدني في التحسيس بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى المرأة باعتبار أن هذا النوع من السرطان يحتل المرتبة الأولى من مجموع السرطانات التي تصيب المرأة مشيرا إلى أن إكتشاف الأورام في مرحلة متأخرة يثقل مسار التعهد والعلاج ويزيد في نسبة الوفيات. كما ذكر الدكتور فوزي مهدي بدعوته المسؤولين الجهويين للصحة على مواصلة إسداء الخدمات الصحية للمرضى من غير المصابين بكوفيد-19 وتعزيز تقصي سرطان الثدي على مستوى الرعاية الصحية الأساسية مع تطبيق البروتوكولات الصحية وذلك بهدف الحفاظ على سلامة الإطارات الصحية والنساء المستفيدات من الفحص السريري للثدي. وزيرة المرأة : الفحص المبكر هو السبيل إلى التوقي من هذا المرض وأكدت إيمان الزهواني هويمل، وزيرة المرأة والأسرة وكبار السن، أن الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة سرطان الثدي الموافق ل 19 أكتوبر من كل سنة يكتسي هذه السنة طابعا استثنائيا في ظل الظرف الوبائي الناجم عن جائحة كوفيد-19 وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية على النساء والفتيات لا سيما في المناطق الريفية. وأضافت انّ فعاليات النسخة الرابعة من الحملة الوطنية "سليم شاكر" لمكافحة سرطان الثدي تتواصل إلى موفى الشهر الجاري، مشيرة إلى أن انطلاقها تزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة في الوسط الريفي، وهو ما يعكس حرص الدولة على تأمين نفاذ المرأة بالوسط الريفي إلى الخدمات الصحية بما يضمن صحتها وسلامتها الجسدية. وبينت الوزيرة أن الحملة السنوية ترمي بالأساس إلى تعميق الوعي بأكبر عدد ممكن من النساء خاصة اللاّتي تتراوح أعمارهن بين 18 و69 سنة وتحسيسهن بأهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية كالابتعاد عن التدخين وممارسة الرياضة والحفاظ على جسم سليم، مشدّدة على أهمية الفحص المبكر للثدي والسعي نحو مراجعة الطبيب بشكل دوري للتوقي من الإصابة بهذا المرض. وكشفت، في ذات السياق، أنه تم بالمناسبة إعداد برنامج على مستوى الجهات يتضمن أنشطة تحسيسية متنوعة تهدف أساسا إلى التوعية والتحسيس عبر وسائل الإعلام توقيا من تداعيات جائحة كورونا، مع التأكيد على تطبيق مقتضيات البروتوكول الصحي واعتماده عند القيام بالفحوصات لفائدة النساء والفتيات للتقصّي المبكر لسرطان الثدي وفي التظاهرات التحسيسية التي تنظمها المندوبيات الجهوية لشؤون المرأة والأسرة في الغرض. وتضمنت أشغال الندوة، التي نظمتها وزارتا المرأة والأسرة وكبار السن والصحة بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة، مداخلات تمحورت بالخصوص حول دور خدمات الرعاية الأساسية والصحة الإنجابية والجنسية ومساهمة المجتمع المدني أمام الاحتياجات الصحية الطارئة خلال أزمة جائحة كوفيد-19، إلى جانب تسليط الضوء على دور وزارة المرأة والأسرة وكبار السن في اتجاه توفير الخدمات الأساسية للنساء والفتيات خلال فترة الحجر الصحي، وإبراز الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19 على الصحة الأساسية للنساء والفتيات واستقراء الفرص والتحديات ما بعد الجائحة.