وات - "جربة فيو" عنوان مشروع ثقافي رقمي لباعثة شابة امنة بن جدي من جزيرة جربة تعمل فيه على تثمين التراث المادي الثري بالجزيرة منطلقة بالمعلم التاريخي الضخم برج الغازي مصطفى وذلك من خلال عرض افتراضي يعتمد تقنية ثلاثية الابعاد التي تاخذ الزائر الى حقبات تاريخية تجعله يعيشها وكانها جدت في تلك اللحظة ويقوده في جولة افتراضية بمعلم القائد العسكري العثماني خير الدين بربروس الذي يرافق الزائر بصوته. تمتد الجولة بالمعلم لمدة 15 دقيقة تكون كافية فقط بوضع سماعات لمواكبة اطوار معركة الاسبانيين والعثمانيين فتعيد الزائر الى سنة 1560 وتفاصيل الصراع العثماني الاسباني او تلك الحرب الكبيرة التي حسمت لفائدة الاسطول البحري العثماني ضد التحالف المسيحي بقيادة الاسبان. يستوجب نقل مثل هذه الوقائع التاريخية بحثا علميا دقيقا ومراجع كثيرة حتى تكون الاحداث بكل ما يرافقها ويؤثثها من شخصيات وديكور وملابس وموسيقى واسلحة وغيرها حقيقية وصحيحة تتماشى وتلك الفترة التاريخية وفق صاحبة المشروع امنة التي تنكب حاليا على القيام بهذه العملية في تواصل مع المعهد الوطني للتراث للبحث حول شخصية خير الدين بربروس وحول الجيش الانكشاري وغيرهم. تعتبر امنة ان الغوص في التاريخ وفي التراث وطرحه يتطلب مجهودا بحثيا كبيرا يستغرق وقتا حتى تكون المادة المقدمة للزائر على درجة عالية من الصحة ولذلك تتوقع ان مشروعها لن يكون جاهزا قبل شهر نوفمبر المقبل معبرة عن شغفها بالبحث في هذا المجال وخاصة البحث حول ارث ثقافي وتاريخي ثري ومتنوع هو مخزون تراثي يستحق كل التثمين ليكسر الصمت الذي يعيشه ظاهرا ويفجر حياتا ينبض بها وروحا تختلجه متجاوزا جدرانه المرممة بعضها والتي تاكل البعض منها بفعل الزمن والطبيعة. وقالت ان هذا الوعي بقيمة التراث اكتسبته في تجربتها في المجتمع المدني صلب جمعية جربة الفريدة فكانت اولى افكارها ان تبعث خارطة رقمية لمواقع تاريخية عبر تقنية ثلاثية الابعاد الا انها في الاخير استقرت على تثمين معلم برج الغازي مصطفى ذلك القلعة العسكرية على السواحل الجنوبية للمتوسط ثم صقلت فكرتها مع مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي الذي اطرها ودعم مشروعها من بين المشاريع الثقافية الرقمية تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية. وستكون امنة ضمن مجموعة من اصحاب المشاريع تضم 18 شابا يوم 28 جانفي بمدينة الثقافة لاختتام الدورة الثانية من المشروع حيث سيتم تقديم نماذج نهائية للمشاريع المحتضنة والتي يتم متابعتها والمشاريع الرقمية التي تقدمت بمطلب لدعم مادي مع بحث سبل تشجيعها واستغلالها وفق المديرة العامة للمركز سلوى عبد الخالق. وقالت المديرة العامة ان المركز رافق امنة في مشروعها وبعثت مؤسسة ناشئة بجربة ويواصل مرافقتها للحصول على المصادقة على المضمون الثقافي وذلك في شراكة مع المعهد الوطني للتراث لتوفير معلومة تاريخية صحيحة وواضحة الى جانب مرافقتها للتسويق للمشروع بعد ان مكنها من كل فرص التكوين عن بعد او بالمركز. واشارت الى ان مشروع "جربة فيو" ومشاريع ثقافية رقمية اخرى يسعى المركز الى الدفع بها للمضي قدما نحو انجاحها على ارض الواقع وتحويل مفهوم الثقافة للثقافة فحسب الى ثقافة اقتصادية رقمية متطورة بافكار متجددة معتبرة ان هذا المشروع لصاحبته امنة مشروع واعد يهتم بتراث غني وثري يدل على تلاقح الحضارات وتعاقبها بالجزيرة وعلى ذلك التسامح والتنوع الثقافي وهو مهم تثمينه بمثل هذه المشاريع للتعريف به وتسويقه الى العالم بدرجة عالية من الحرفية والعلمية وبتقنيات تكنولوجية متطورة. انطلقت امنة في مشروعها بمعلم تاريخي بجربة هو واحد فقط من تراث غزير تزخر به الجزيرة وولاية مدنين وكل الولاياتالتونسية يحتاج الى مبادرات مماثلة او افكار متجددة اخرى حتى لا يبقى تراثا محنطا وجامدا ويدرج في الاقتصاد باشكال استثمار وتوظيف متعددة وفق امنة التي دعت الشباب الى ان يخوضوا في هذا المخزون الثري لكنها كغيرها من الشباب تعوزه الامكانيات المادية فمثل هذا المشروع لامنة قدرته ب110 الاف دينار. أخبار "وات" المنشورة على باب نات، تعود حقوق ملكيتها الكاملة أدبيا وماديا في إطار القانون إلى وكالة تونس افريقيا للأنباء . ولا يجوز استخدام تلك المواد والمنتجات، بأية طريقة كانت. وكل اعتداء على حقوق ملكية الوكالة لمنتوجها، يعرض مقترفه، للتتبعات الجزائية طبقا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل