أجرى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، يوم الجمعة، سلسلة من اللقاءات مع نظرائه في كل من التشاد والكوت دي فوار وسيراليون، وذلك في إطار مشاركتهم في الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة الشراكة الإفريقية التركية المزمع عقدها غدا 18 ديسمبر 2021 بمدينة اسطنبول. وبحث الجرندي مع نظيره وزير الخارجية التشادي، محمد زين شريف، "واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها نحو آفاق أرحب، لا سيما في ضوء رصيد الثقة والاحترام الذي تحظى به تونس لدى التشاديين، مما يؤهلها للمساهمة بشكل فاعل في البرامج الإنمائية"، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الخارجية. ... وتطرق الوزيران إلى الوضع في ليبيا، وأعربا عن رغبة البلدين المشتركة في أن يستعيد هذ البلد الشقيق استقراره وعافيته في كنف التوافق بما يحفظ أمنه، ويجنب المنطقة مزيدا من الأزمات ويبعد عنها خطر الإرهاب الذي استوطن منطقة الساحل والصحراء، الأمر الذي بات يهدد استقرار الفضاء المتوسطي والإفريقي جنوب الصحراء. كما اتفقا على ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق على المستويات الثنائية والإقليمية، خاصة وأن التشاد تحتضن تجمع الساحل والصحراء الذي يضم عددا هاما من الدول الإفريقية، بما فيها تونس. وتطرق لقاء الجرندي بنظيرته الإيفوارية، "كانديا كامارا"، إلى العلاقات المتميزة التي تجمع بين تونس والكوت ديفوار وسبل دعمها وتطويرها إلى أفضل المراتب استنادا إلى العلاقات الأخوية التي تجمعهما والإمكانيات المتاحة في العديد من المجالات، "خاصة وأن الخبراء التونسيين على دراية كبيرة بالتعاون بين البلدين"، بحسب بلاغ للخارجية. وتم الاتفاق على ضرورة إعادة تنشيط هذه العلاقات، لا سيما بعد فترة الحجر والركود التي فرضتها جائحة كوفيد -19 على العالم بأسره وعلى القارة الإفريقية بصفة خاصة. وتم في هذا السياق استعراض أهم المجالات التي يمكن التركيز عليها، بما في ذلك المجال التجاري والمنتجات التي تحتاجها السوق الإيفوارية، إضافة إلى مجال الخدمات والتقنيات الحديثة والمجال الطبي وصناعة الأدوية. كما تم الاتفاق على عقد مشاورات قطاعية عبر تقنية الفيديو في مرحلة أولى ثم برمجة لجنة مشتركة وإعداد برامج عمل تعود بالنفع على البلدين ومختلف المتعاملين الاقتصاديين فيهما. ومثلت العلاقات الثنائية وإمكانيات التعاون الممكن رصدها لإثراء مجالات هذا التعاون وتعزيزه، أبرز محاور لقاء الجرندي بنظيره وزير خارجية سيراليون، "دافيد فرانسيس". وأبرز الوزير السيراليوني، وفق بلاغ للخارجية، "السمعة المتميزة والمرموقة التي تتمتع بها تونس في إفريقيا"، مؤكدا حرص بلاده على تطوير التعاون مع تونس في مختلف المجالات، ولا سيما مجالات التعليم والطب والخدمات والتجارة. وقد تم الاتفاق على تكثيف الزيارات بين البلدين وتشجيع رجال الأعمال التونسيين على التوجه نحو سيراليون قصد استكشاف فرص التبادل التجاري والاستثماري، بما يعود بالنفع على الشعبين.