وسط تقديرات أولية تشير إلى انخفاض صابة التين الشوكي بولاية القصرين هذا العام، ستعطى عشية اليوم الخميس، بزلفان من معتمدية فوسانة (منطقة إنتاج هذه الثمرة) إشارة إنطلاق موسم الجني، وذلك في إطار فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للتين الشوكي بالقصرين المتواصل على امتداد يومي 25 و26 أوت الجاري. وذكر مدير المهرجان ورئيس الجمعية الوطنية لتثمين التين الشوكي، محمد رشدي بناني، في تصريح ل(وات)، أن صابة التين الشوكي او ما يعرف ب"لهندي" لهذا الموسم تقدر ب250 ألف طن، مسجلة انخفاضا بحوالي 50 الف طن مقارنة بالموسم المنقضي، وذلك بسبب الجفاف (جل مناطق الانتاج بالجهة بعلية وليست سقوية) علما وأن مساحات التين الشوكي بالقصرين تمتد على 100 ألف هكتار منها 30 ألف هكتار توجد بمنطقة زلفان بمعتمدية فوسانة، وهي مساحة معدة للإنتاج التجاري للثمار وتحتل فيه ولاية القصرين سنويا المرتبة الأولى وطنيا من حيث الإنتاج والمساحة. وبيّن بناني أن قطاع التين الشوكي رغم أنه قطاع واعد إلا إنه يواجه جملة من الاشكاليات والصعوبات التي حالت دون تطوره منها إشكاليات متعلقة بالعوامل المناخية الصعبة المتمثلة في قلة التساقطات، وانحباس الأمطار لفترة طويلة، ونزول حجر البرد، مع عدم إعتماد منتجي "الهندي" على تقنية الري التكميلي لحماية المنتوج من الجفاف وتسييره بصفة بعلية، إلى جانب عدم ربط مناطق إنتاج هذه الثمرة بالتيار الكهربائي ثلاثي الأطوار لتشجيع المستثمرين على إحداث مصانع ووحدات تحويل في مناطق الانتاج لتثمين ثمرة التين الشوكي على عين المكان والمساهمة في تشغيل اليد العاملة المحلية . ... وأضاف أن القطاع يشكو أيضا من الغش في المنتوجات المستخرجة منه لاسيما زيت "الهندي" المنتوج التجميلي الأغلى في العالم (ثمن اللتر الواحد 2000 أورو) ، مشدّدا على ضرورة مكافحة هذه الظاهرة في سبيل المحافظة على المواصفات المطلوبة وضمان تسويق المنتوج وطنيا وعالميا. وبيّن، في هذا الإطار، أن المنافسين الرئيسيين لتونس في قطاع التين الشوكي هم المغرب والمكسيك وإيطاليا وجنوب إفريقيا وهي بلدان تعمل كثيرا على استخراج زيت " الهندي " المفيد لمكافحة التجاعيد بإمتياز وعدة منتجات تجميلية وطبية أخرى"، وفق تعبيره. وأكد على ضرورة تدخل الدولة لدعم قطاع التين الشوكي في سبيل تطويره وضمان ترويجه وإكتساحه للأسواق العالمية، وطالب بإنتاج ومضات اشهارية وتقارير وثائقية لما يسميه البعض"سلطان الغلة"، وذلك لمزيد التعريف به على أوسع نطاق مع احداث صندوق لدعم المنتجين ومساعدتهم على مجابهة صعوبات القطاع. وأوضح ذات المصدر، من جهة أخرى، أن من بين المبادرات الجهوية لدعم ترويج وتسويق التين الشوكي في ولاية القصرين والمنتجات المستخرجة منه هو المهرجان الدولي للتين الشوكي الذي انطلق تنظيمه خلال سنة 2019 ببادرة من الجمعية الوطنية لتثمين التين الشوكي بدعم من منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية تقنيا ولوجستيا. ولفت، في ذات الإطار، إلى أن المهرجان توقف سنتي 2020 و2022 بسبب جائحة "كورونا" وعاد هذا العام بفقرات وعروض تنشيطية وفنية متنوعة منها عرض للفروسية مع ندوات علمية، مبرزا أنه سيتم في إطار فعاليات الدورة الثانية لهذه التظاهرة الفلاحية والاقتصادية تنظيم مسابقة لاختيار أفضل كعكة مصنوعة من مربى "الهندي" أو دقيقه، وتتويج الفائزين في المراتب الثلاث الأولى بجوائز قيمة في سبيل دفع المصنعين والمختصين في صناعة المرطبات على استعمال منتوجات التين الشوكي في منتوجاتهم نظرا لفوائدها المتعددة في المجال الغذائي. وأشار المتحدث، في ختام حديثه، إلى أن ثمرة التين الشوكي بالقصرين ذات جودة لا مثيل لها في كامل البلاد التونسية، وفق قوله، معتبرها انه يمكن للقطاع أن يساهم في خلق فرص استثمار جديدة و دفع التنمية الجهوية في صورة تدخلت الدولة وعملت على دعمه. تابعونا على ڤوڤل للأخبار