تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس من 24 إلى 28 أكتوبر الجاري "لقاءات علم الاجتماع الفرنكوفوني" للجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية وذلك لأول مرة في تونس منذ تأسيس هذه الجمعية في 1958، وفق ماأعلن عنهخلال ندوة صحفية احتضنتها الكلية اليوم الجمعة لتسليط الأضواء على هذه التظاهرة الدولية الهامة. ويُنتظر أن يشارك أكثر من 100 باحث وباحثة من 15 دولة ناطقة بالفرنسية في هذا الملتقى المنظم بالشراكة بين مخبر "الدولة والثقافة وتحولات المجتمع" بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس والجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية، وفق ما أفاد به مدير المخبر المذكور الأستاذ فتحي الرقيق. ... وأوضح الرقيق أن مجموعة هامّة من المؤسسات والهياكل ذائعة الصيت انخرطت في تنظيم "لقاءات علم الاجتماع الفرنكوفوني" لسنة 2022 من بينها "معهد مجتمعات متحوّلة في المتوسط" بجامعة "إيكس أون براوفانس" بفرنسا، ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة (تونس)، ومركز تونس للهجرة واللجوء (سوسة، تونس)، والوكالة الجامعية للفرنكوفونية (منطقة شمال إفريقيا). وأشار إلى أن من أبرز الغايات المرسومة للتظاهرة هو التشبيك وتوسيع دائرة التعاون والتبادل المفيد بين كل المتدخلين والباحثين في المجال على صعيد دولي واسع النطاق. من جهته، قال كاتب عام الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الفرنسي، جون إيف لوتالاك، إن الجمعية التي أحدثت من عالم اجتماع فرنسي وعالم اجتماع بلجيكي في 1958 تدافع على التعددية اللغوية والتنوع الثقافي والمنهجي في مستوى المدارس البحثية المختلفة. واعتبر أن دورة 2022 "تعد بشكل ما تكريما لتونس التي ستكون اللقاءات فيها ذات خصوصية من حيث المضمون المقترح ولا سيما علاقات الشمال والجنوب في مجال الفرونكوفونية وعلم الاجتماع الفرنكوفوني وما يمكن أن تفرزه من تبادل وثراء بعيدا عن الطابع التقليدي للمؤتمرات التي دأبت الجمعية تنظيمها مرة كل أربع سنوات". ويقترح الملتقى على المشاركين مضامين ثرية ومتنوعة على مدى 5 أيام كاملة كما "تتجلّى خصوصيته مقارنة بالمؤتمرات المعتادة للجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية على أكثر من مستوى"، على حد تعبير رئيس الجمعية عماد المليتي. (ثاني رئيس تونسي بعد الشاذلي العياري لهذه الجمعية الدولية منذ تأسيسها). وسيتركز الاهتمام خلال "لقاءات 2022" على مبادرات لجان البحث وفرق العمل المنضوية تحت لواء الجمعية الدولية، من خلال سلسلة من حلقات التفكير الحرّ حول ديناميكيتها العلمية وذلك بالتوازي مع فضاءات حوارية مع مكوّنات المجتمع المدني بشأن حزمة من القضايا المجتمعية الحارقة، ولا سيما المسألة البيئية، وقضية النوع الاجتماعي، والفوارق والعدالة الاجتماعية، والهجرة والتطرف العنيف، والاقتصاد الرّيعي وغيرها. وتتمحور "لقاءات 2022" حول ثلاث مكونات رئيسية هي تباعا "المنتدى"، و"مركب لجان البحث وفرق العمل"، و"منتديات الباحثين الشبان". ويطرح "المنتدى"، الذي يُعدّ موعدا دوليا للتفكير المشترك حول الرهانات الحالية والمستقبلية لعلم الاجتماع الفرنكوفوني، على بساط الدرس علاقات الشمال بالجنوب صلب الاختصاص وفي مجال تدريس العلوم الاجتماعية داخل الفضاء الفرنكوفوني، كما يخصّص حيزا هامّا للحوار مع المجتمع المدني الذي تهتم إحدى ورشاته بالمسالة البيئية وتحديدا بأزمة التصرف في النفايات التي لا تزال تؤرّق المواطنين في صفاقس. في المقابل، يتيح "مركب لجان البحث وفرق العمل" المجال أمام هذه الفرق المتخصصة تداول القضايا الراهنة وآفاق تطور مجالات عملها وفق الصيغ والأشكال التي تختارها أكانت مداخلات أو موائد مستديرة أو غيرها. أمّا فضاء "منتديات" الخاص بالباحثين الشبان والحاملين الجدد لشهادات الدكتوراه فسيناقش الجوانب والأبعاد المنهجية والتقنية للبحث في كنف التواصل المفتوح والتبادل البناّء مع الراسخين في البحث، ومن بين الأسئلة التي سيقع طرحها في هذا السياق على سبيل الذكر لا الحصر: كيف يكون استعمال الصورة والفيديو في البحث؟ كيف يمكن وضع تصور لمشروع مجلّة علمية؟ ما هي تقنيات تبسيط نتائج البحث العلمي؟... يذكر أن الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية تعدّ شبكة دولية ذات مرجعية في مجال علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية، وتضمّ أكثر من 2000 عالم اجتماع ومختص في العلوم الاجتماعية ينشطون في أكثر من 60 دولة، وتغطي فرقُها المتكوّنة من لجان بحث ومجموعات عمل مجمل حقول علم الاجتماع واختصاصاته، وهي عضو منخرط في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية والجمعية الدولية لعلم الاجتماع ولها علاقات تعاون مع الجمعيات الوطنية لعلم الاجتماع. تابعونا على ڤوڤل للأخبار