قدم صباح الخميس السيد صلاح الدين معاوي، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، إلى ممثلي الصحافة التونسية والعربية والعالمية "التقرير السنوي حول البث الفضائي العربي 2009"، الذي تصدره اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية. وأوضح في مستهل ندوته الصحافية أن "التقرير يمثل حوصلة دقيقة لوضع البث الفضائي العربي، الذي يعيش طفرة هائلة وقفزة كمية ونوعية سمحت بتطور كبير في عدد القنوات وبثراء وتنوع المواد المعروضة على المشاهد العربي". وتحدث السيد صلاح الدين معاوي عن اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية، التي يتولى الاتحاد إذاعات الدول العربية أمانتها الفنية، فقال إن هذه اللجنة تمثل الإطار الوحيد الذي يفتح المجال للتلاقي والتشاور والتعاون والتحاور بين الإعلام السمعي البصري الحكومي والخاص في المنطقة العربية". يقدم التقرير قراءة إحصائية ومعلومات ضافية تحصي القنوات وتصنّفها، وتبيّن نظام بثها، ومداه الجغرافي، واللغات التي تستعملها. كما يقدم التقرير قراءة نقديّة لبيان مدى مواكبة البث الفضائي العربي للتطور العالمي للقطاع، والوقوف عند ظاهرة تكاثر القنوات الفضائية وانعكاساتها. ففي مطلع التسعينات من القرن الماضي، كان عدد الفضائيات العربية بين عمومية وخاصة محدودا جدا لا يتعدى العشرين أو الثلاثين، ثم بدأ تكاثر الفضائيات العمومية خلال النصف الأول من التسعينات، ولكن الطفرة الحالية تجسدت بفضل القطاع الخاص. 696 قناة متعددة الأهداف في نهاية سنة (2009) بلغ عدد الهيئات العربية التي ثبت أو تعيد بث قنوات فضائية على شبكاتها حوالي 398 هيئة، منها 26 هيئة حكومية و372 هيئة خاصة، وهي تبث على شبكاتها أو تعيد بث ما يزيد عن 696 قناة متعددة الأهداف والأصناف واللغات، مستعملة في ذلك سبع عشرة قمرا صناعيا وفي مقدمتها الأقمار الصناعية العربية : عرب سات ونايلسات ونور سات، بالإضافة إلى الباقة العربية الموحدة لتغطية كافة مناطق العالم. أما بخصوص أصناف التخصص، فنجد أن الموسيقى والمنوعات تنفرد بأعلى نسبة في مجموع القنوات المتخصصة في البث الفضائي العربي، بحيث يصل عدد هذه القنوات إلى 115 أي بنسبة مرتفعة تصل إلى 23.4%. كما يستأثر قطاع الدراما والسينما والمسلسلات بعدد مرتفع من القنوات يصل إلى 75 قناة. أما قنوات الرياضة فيصل عددها إلى 56 قناة من مجموع القنوات المتخصصة ويبلغ عدد القنوات الإخبارية 34 قناة وتتركز ملكية نلك القنوات بالخصوص بين أيدي أربعة هيئات خاصة من عمالقة البث الفضائي العربي، هي على التوالي: شبكة راديو وتلفزيون العرب (88)، شبكة شوتايم (48)، شبكة أوربيت (33)، تليها شركة المجد للبث الفضائي (13). وإلى جانب النمو العددي فإن القطاع الخاص سجل توسعا في المساحة الجغرافية للبث باستعمال سواتل جديدة بحيث يصل اليوم البث الفضائي العربي إلى جميع جهات المعمورة بما في ذلك استراليا ونيوزيلندا والأمريكيتين. ويأتي البث الفضائي العربي في معظمه باللغة العربية بنسبة 74 بالمائة تقريبا تمثلها 515 قناة. كما يأتي البث باللغة الانقليزية في مرتبة ثانية من خلال 142 قناة. وفي مرتبة ثالثة وبنفس العدد (14 قناة) تأتي اللغتان الفرنسية والهندية. كما يتم البث أيضا باللغة الإيمازيغيّة في أربع قنوات والإسبانية في ثلاث قنوات، والعبرية في قناتين والفارسية في قناتين، والأوردو في قناة واحدة والماليزية في قناة واحدة. وقد أصبحت المنطقة العربية تستقبل العديد من القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية والموجهة خصيصا إلى الجمهور العربي، ومن بينها : قناة BBC Arabic وقناة فرانس 24 وقناة DW الألمانية الناطقة بالعربية وقناة RAI الناطقة بالعربية وقناة روسيا اليوم وقريبا قناة هنا أمستردام الناطقة بالعربية وغيرها، وقد أعرب السيد صلاح الدين معاوي خلال هذه الندوة عن "الأمل في أن يجد الإعلام الراقي والهادف مجالا أوسع في هذا المشهد الواسع والمتحرك بنسق سريع"، معلنا أن بوادر 2010 تشير إلى وجود توجه إيجابي لدى الهيئات العمومية خاصة نحو اختصاصات مفيدة مثل إنشاء عدد أكبر من القنوات الثقافية والتربوية. أما القطاع الخاص، فإنه يميل أكثر إلى مضاعفة القنوات الاقتصادية والقنوات الاجتماعية التي تغرس قيم التضامن والتكافل الاجتماعي.
