ظاهرة جديدة بدأت تجد رواجا لدى البعض وتحل بديلا لمؤسسة الزواج بكل تقاليدها وقيودها ألا وهي المساكنة . لمن لم يتعرض في حياته لهذا المصطلح أقول إن المساكنة هي أن يعيش طرفين معا دون عقد زواج شرعي يلزم احدهما بالآخر. ولمن يصدم أو يشكك أقول تأكد أن الظاهرة موجودة ليست بنسب كبيرة كما المجتمعات الغربية ولكن إن لم يوضع لها حد فستتفشى. ولعل أهم أسباب اللجوء للمساكنة الهروب من الزواج كقفص ذهبي يحرم الرجل من ميزات كثيرة تمتع بها طيلة فترة العزوبية كاللهو مع الأصدقاء وانعدام المسؤوليات خاصة المادية رغم انه سيتنازل عن الأصحاب وستكثر مصاريفه ولكن شتان بين الإنفاق على العشيقة والزواج. والرابح الأكبر في هذا النظام هو الرجل ولو دققنا في تفاصيل حياتنا لوجدنا أن الرجل عادة ما يكون صاحب الحظ الأوفر. تبدأ الحكاية بغربة تجمع الطرفين ثم حب أحمق من طرف المرأة ورغبة جنسية مكبوتة من طرف الرجل فتستغل الرغبة الحب ويكون الشيطان ضيف شرف والضعف سيد الموقف ويقع المحظور فان كانت الفتاة حديثة العهد بهذه الممارسات فستندب حظها وسرعان ما يطمئنها الحبيب بعبارات مثل" أنت من اليوم زوجتي أمام الله" و"سأفعل المستحيل لأجل أن نرتبط" و"لا تفسدي علينا أروع اللحظات" ... ويستأجر منزل وتصبح علاقة متواصلة لا حسيب ولا رقيب فكلاهما غريب عن المدينة التي تقع فيها أحداث القصة ذات النهاية الحزينة. وقد يقوم البعض بكتابة عقد زواج عرفي يشهد عليه الأصدقاء حتى يطمئن قلبها بتعلة أنها لا تمارس شكلا مقنعا من أشكال الزنا وهذا ما جنته علينا الدراما المصرية. أما إن كانت مطلقة أو أرملة فالمسالة ستختلف لان المساكنة بالنسبة لها زواج دون مسؤوليات كثيرة تثقل كاهلها بل هي حب وممارسة حب لا غير وهي إلى ذلك تجربة مغرية تستحق المجازفة خاصة إذا ما ذاقت الأمرين في الزيجة الأولى. ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن فها أن هذه حامل –ولعل الرقم المهول الذي أتحفتنا به آخر الإحصائيات وهو ولادة أربعة أطفال يوميا خارج اطر الزواج يستحق أكثر من مجرد الانتباه- وها أن تلك تقدم لها فلان وفلان وهي تتمسك بالرفض والحبيب المزعوم يتنصل من المسؤولية وها أن الأخرى تحاصره وتوجه له دعوة للحضور في احد البرامج التلفزية وتطالبه أمام عشرة مليون تونسي بان يعقد قرانه عليها وسط ذهول المشاهدين.... لتتحول المساكنة في النهاية إلى جحيم اكبر من الزواج حيث يصيبها داء المشاكل المادية والغيرة والروتين. - كاتبة تونسية: الرسول لم يحرم زواج المتعة (Forum) - فأر ينجس خابية» في عندي ما نقلك» هنا لا املك إلا أن أطلق صيحة فزع مكتومة بما أن المجتمع يعتبر الحديث في هذه المسائل دعاية مجانية لها وترويج ولكن الصمت والسلبية أيضا لا يصنعان الحل. فالنسب القليلة اليوم إذا لم تجد رادعا ستتضاعف فالسرطان يبدأ ببعض الخلايا وان لم يستأصل الورم منذ البداية استفحل وأصاب باقي الجسد أين يستحيل العلاج.