عاش الحاضرون في رحاب القصر الأثري بالفرش من معتمدية غمراسن عشية الجمعة أجواء احتفالية منعشة إيذانا بانطلاق الدورة 33 لشهر التراث في الجهة. وقد اختلطت بالمناسبة الالوان الثقافية والتراثية الاصيلة في هذا الفضاء الاثري باللباس التقليدي الذي انتشر في صفوف الصغار والكبار وبالالوان الغنائية الشعبية والوترية اضافة الى لوحات استعراضية لعدد من فرق الفنون الشعبية المحلية. وقد كانت جمعية اصالة وفنون بالمنستير ضيفة شرف على هذا الاحتفال بالتراث المادي وغير المادي، وشارك عدد من عناصرها النسائية باللباس الساحلي التقليدي وعينات من الاكلة الشعبية المحلية من ذلك "كسكسي العرس" و"تشيشة القديد" و"هريسة القديد" و"عيش الخميرة" و"ملثوث الراس" و"البسيسة" و"الزميطة" و"الطبيخة" و"الخلاصة" و"القلية" إلى جانب عينات من الاكلة المستيرية ومن حلويات الجهتين ضمن عرض متنوع للصناعات التقليدية المحلية في النسيج والابداعات اليدوية الاخرى من انتاج جمعية الحرفيين بغمراسن. وتابع الحاضرون في هذا الاحتفال صورا من عادات وتقاليد متساكني الجهة في الاعراس كالكسوة والجحفة في مختلف المناسبات التي كانت تميز حياة الناس في الريف والصحراء كما تابعوا عروضا للباس الوطني. ... وبالمناسبة اشار علي بودربالة من اطارات المندوبية الجهوية للثقافة في تصريح خص به صحفي وات في الجهة الى ان التراث ملك المجتمعات وهو مراكمة تاريخية لمختلف عادات وتقاليد وازياء وكل ما يتعلق بحياة الانسان وهنا يبرز المجتمع استمراريته في الزمن من خلال ما يحافظ عليه من اصالة وقوة التراث تتاكد من خلال استمراريته في الزمن باستحضار حضاراته والحفاظ على ميزات الاجداد ونجاحاتهم في تحدي صعوبات الزمان والمكان. وقال ان ولاية تطاوين من اهم المناطق في بلادنا التي تزخر بتراث ثري وعميق وكبير جدا مادي وغير مادي من ذلك تنوع وتعدد الفنون الموسيقية والغنائية من عائلة الى اخرى والتي تستمد اصالتها من الاعماق تماما. كما تبرز هذه الاصالة في الغذاء والعادات والتقاليد والمعمار موصيا بان لا يكون تناول التراث سطحيا بل لا بد من البحث في اغواره والحفاظ عليه لقيمته التاريخية والعلمية. واعتبر علي بودربالة أن استثمار الجهة في التراث ضعيف جدا إذ لا نجد دراسات عميقة تهتم بالتراث بل ان الكثير منه يحفظ في صدور ابناء الجهة ويزول بزوالهم لا سيما ذاكرة النساء الثرية جدا فضلا عن التاثير السلبي للثقافات الوافدة عبر الوسائط المعلوماتية والاتصالية الغزيرة والتي من شانها الاساءة الى الاصل وفق تقديره. وأشار الى عامل الزمن الذي اثر كثيرا على المعمار والاثار في الجهة وهي نفائس تندثر في غياب الامكانات اللازمة لصيانتها والحفاظ عليها خاصة وان عددها كبير وقيمتها كبيرة داعيا الاجيال الجديدة الى الاستفادة منها والاستثمار فيها حتى تبقى شاهدا قويا على اصالة الجهة وريادتها عبر العصور. أما البشير الاسود رئيس فرقة "اصحاب الوعد" الموسيقية، فقد ابرز اهتمامه بالتراث واعتزازه بالمشاركة في الاحتفاء بهذا الزخم التراثي في الجهة ودعا الشباب الى مزيد التعريف بهذا المخزون الكبير والاستفادة منه على النطاقين الداخلي والخارجي. واكد، بحكم متابعته لهذا المجال، أن تراثنا يحظى باحترام واهتمام كبيرين في كل مناسبة داخل تونس وخارجها وهو ما لمسه بوضوح في اكثر من مشاركة له في المحافل الدولية. واكد تمسكه الكبير بالتراث لأنه عنوان الاصالة والتفرد بعيدا عن الالوان الجديدة التي لها مجالها وشدد على ان يحافظ كل فرد على التراث في محيطه وتوريثه في اسرته. وبالمناسبة تحدث الرئيس الشرفي لجمعية اصالة وفنون بالمنستير محمد الصطمبولي عن مشاركة جمعيته في هذا الاحتفال (بصفته حرفيا وأحد نشطاء هذه الجمعية التي تسعى بدورها للحفاظ على التراث). وثمن ما يقوم به أبناء الجهة من مجهودات للمحافظة على التراث وعلى تاريخ قصر الفرش الاثري الذي كان يحتضن وفودا سياحية كثيرة والان اصبح مهجورا، داعيا الى استعادة الاهتمام بهذا المكسب واحيائه واستثماره على أفضل وجه شأنه شأن بقية القصور العديدة في هذه الربوع. تابعونا على ڤوڤل للأخبار