قررت السلطات المصرية تعليق ترخيص شركة البراهين العالمية، وقنواتها الفضائية بما فيها قناة الناس بدعوى خرق الشركة لاتفاق البث. قرار إغلاق القنوات خلّف انقساما بين التونسيين، ويعترض معظم المشاهدين على الحظر. الإعلامي سفيان الشورابي قال "لا أعتقد أنه كان الحل الأسلم. أنا ضد تكميم الأفواه، كان من الأجدى السماح للقنوات التنويرية والتحررية البثّ فضائيا لفتح المجال أمام المنافسة الشريفة والمتوازنة، ثم يُترك الحكم النهائي لجمهور المشاهدين". وتملك الشركة القنوات الموقوفة "الخليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" و"الناس". وقد عللت السلطات المصرية قرارها "بمخالفة الشركة لشروط الترخيص الممنوح لها، ويستمر الإيقاف لحين توفيق الشركة لأوضاعها وقيامها بإزالة أسباب المخالفة". وزعمت وزارة الإعلام المصرية أنها سبق لها تحذير هذه القنوات في شهر يوليو الماضي "من بثها لمواد وبرامج متطرفة أو طائفية"، وهددت بمراجعة تراخيص القنوات التي تبث على قمر نايل سات الذي تملكه الحكومة المصرية. وحسب الناقد الإعلامي خميس الخياطي الذي ألف كتابا حول القنوات التلفزية الدينية؛ فإن قناة الناس تحوز على نسبة كبيرة من المشاهدين في تونس تعادل 500 ألف متفرج. فوزي ناوي قال "من حيث المبدأ لا يجوزغلق قنوات التعبير، ولو كانت تكرس الرجعية والتخلف والتدجين وهي أسهل ما يقنع عامة الناس، وبالتالي خلق قنوات تعريها أحسن من غلقها". الناشطة في حقوق الإنسان بشرى بلحاج حميدة أدانت المنع. وقالت "هذا ليس حلّاً. من الأفضل الردّ على قنوات الأفكار الرجعيّة والعنصريّة بتشجيع كافة وسائل الإعلام على المناشدة في الحرية وحقوق الإنسان واحترام الفرد". ويدافع العديد من التونسيين عن القنوات مهما كانت قيمها. عزوز لطفي قال لمغاربية إن الشبكات "لا تقدم شيئا إيجابيا للإنسانية بل بالعكس، فهي لا تحترم حق اختلاف الرأي وتعادي للحداثة من حيث المبدأ". وبالرغم من ذلك، قال "يجب علينا الدفاع عن القناة وحقها في البث احتراما لحرية الرأي والتعبير وقيم المساواة والإنسانية، ولا يجوز السقوط في فخ المنع والتقييد وأساليب القهر. فلن ندافع عن الحرية والكرامة بأساليب الجلادين وقاطعي الرؤوس". بدوره زعم أبو ريان أن "القنوات الدينية تخدم أجندة أصولية سياسية مرتبطة بأخطبوط الإرهاب". أما الآنسة نور فقد استنكرت لمغاربية "إن أرادوا غلق القنوات الدينية لضرر يرونه فيها، فلنغلق القنوات الإباحية التي تهدف إلى نشر الرذيلة والقنوات الغنائية التي تحث على التمييع والسطحية، والقنوات الرياضية لممارستها التطرف والهمجية". وأضافت "ولنقفل القنوات الإخبارية لانحيازاتها السياسية وعدم استقلاليتها. بل لنسكّر كل أبواب التلفزة ونجلس مكتوفي الأيادي! أما أن نختار القنوات الدينية دون سواها لصنصرتها فهذا عيب" جمال عرفاوي ( مغاربية)