أكد الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أن الذين يقولون بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث سيكونون مضطرين إلى أن يلغوا النظام الإسلامي كاملًا، مشيرًا إلى أن أي عملية إصلاح تقوم على هدم الأسس الإيمانية التي قامت عليها المجتمعات الإسلامية لن يُكتب له النجاح أو الخلود. وقال الشيخ سلمان في حلقة مساء الجمعة من برنامج "الحياة كلمة"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "إرث" : إنه إذا فرضت المساواة في الميراث، فإن ذلك سيلغي نظام الإنفاق وسيلغي المهر، وهذا سيُعتبر إلغاءً للدستور والنظام الإسلامي. وذكر الشيخ سلمان أن القول بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث كان مثار شبهات منذ القدم، مشيرا الى أنه يوجد في عالمنا العربي والإسلامي عدد من المفكرين الذين يتكلمون عما يسمونه بالنظرية التاريخية، والذين يعتبرون القرآن كتابًا تاريخيًا، وأنه يعبر عن واقع المجتمع آنذاك، ولكن ليس له طبيعة الخلود والاستمرار والتعايش مع متغيرات الزمن، أو أنه صالح للحياة البشرية في كل ظروفها، فيعتبرون أن هذا التشريع خاص بالبيئة العربية، في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم. وأضاف أن مثل ذلك تجده حتى من أغرب الأسماء، مشيرا الى أنه سبق أن اطلع على كلام للباحثة "سناء الطاهر بن عاشور"، ابنة الشيخ الإمام المجدد الطاهر بن عاشور، حيث حاولت أن تنتصر لقضية المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث بأكثر من خمسة وعشرين وجهًا، وكتبت مقالًا طويلًا في الصحف التونسية... عندما يتحدث د العودة عن تونس د سليمان العودة: التحرير والتنوير للشيخ بن عاشور من أفضل وأعظم المراجع للحريصين على فهم القرآن الكريم رؤية سناء بن عاشور لتحقيق المساواة بين الجنسين ومواجهة التطرف الديني وأوضح الدكتور العودة أن نظام الميراث في الإسلام هو جزء من منظومة إسلامية متكاملة يجب أن نأخذها بكلها وليس بجزئية من جزئياتها، وهذا عدل الله -سبحانه وتعالى-، والله –عز وجل - يقول: ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا )(البقرة: من الآية229)، وأنه بالنسبة للمؤمن، يقول تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )(الأحزاب: من الآية36). وتابع فضيلته أن هذا أمر قطعي محكم في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، وعليه إجماع الصحابة -رضي الله عنهم-، وإجماع الأئمة والعلماء، وعمل به المسلمون عبر التاريخ، وعلى سبيل المثال، فإنه عندما قام عبد الكريم قاسم في العراق بإلغاء نظام الإرث وفرض قانونًا، فإن هذا القانون لم يستمر سوى ثلاث سنوات، ولم يتم العمل به، لأن الناس كلهم رفضوه، إذ هو مخالف لدينهم وقناعتهم وفطرتهم.