للتوصل إلى حل توفيقي حول موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي،و الخروج من هذا "المأزق"الذي وجد التونسيون أنفسهم فيه في الأسابيع الأخيرة، يلتقي صباح يوم الأربعاء، السيد الباجي قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة المؤقتة،في قصر المؤتمرات بتونس العاصمة بالشخصيات الوطنية و ممثلي الأحزاب،و ممثلي المجتمع المدني في تونس. و ينتظر أن يتم خلال هذا الاجتماع الاستماع إلى كل وجهات النظر فيما يتصل بموعد الانتخابات،و سيتم إثر الاجتماع الإعلان عن الموعد الذي سيكون محل وفاق كل الحساسيات الوطنية في تونس، فإما 24 جويلية 2011 وهو الموعد الذي حددته الحكومة المؤقتة أو 16 أكتوبر و هو الموعد الذي اقترحته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. و يذكر أن مقترح التأجيل المقدم قد أدى إلى حدوث انشقاقات عديدة بين قابل و رافض، كما أنه لا يزال يثير الكثير من الجدل في أوساط الأحزاب على اختلافها و المجتمع المدني و كل التونسيين عموما،بين مقتنع بأسباب هذا التأجيل و التي قدمها رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في ندوة صحفية عقدها للغرض و بين رافض لها. و يستند الرافضون لمقترح التأجيل إلى ضرورة الخروج من حالة اللاشرعية التي وجدت فيها الحكومة نفسها،و بحاجة البلاد إلى الاستقرار السياسي في هذه المرحلة ،و لتجنب العودة إلى الشارع للمطالبة بهذه الشرعية. كما يستند المقتنعون بجدوى التأجيل إلى ضرورة التروي و التثبت و السير بخطى واثقة نحو إجراء انتخابات ديمقراطية و نزيهة لأول مرة في تاريخ البلاد،و بالتالي فإن ذلك يتطلب تأخير الموعد لإتمام كل الإجراءات المطلوبة لإنجاح هذا الموعد التاريخي. من جهة أخرى و بالنسبة إلى عموم التونسيين، فإن المطلوب في نظرهم و في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة التي تعيشها تونس، هو إضفاء الشرعية على الحكومة المؤقتة و الحاجة إلى عودة الأمن و الاستقرار إلى كل ربوع البلاد ومع عودة النمو الاقتصادي إلى نسقه العادي في هذا الظرف لتكون ثورة تونس ناجحة على كل المستويات و بكل المقاييس. و في انتظار ما ستؤول إليه المناقشات مع الأحزاب و المكونات المجتمع المدني و الشخصيات الوطنية ،من المهم أن نشير إلى أن هذا العدد الهائل من الأحزاب قد انشغل بالشأن السياسي في تونس و بموعد إجراء الانتخابات، و نسي أن الشأن الاجتماعي لا يقل أهمية عنه،أي أن ما حدث في المتلوي في الأيام الأخيرة من الضروري أن يدخل ضمن اهتمامات الأحزاب و أجندات تحركاتها و بالتالي فهي مطالبة بالتدخل للتحسيس و التوعية و الإرشاد و تقريب الرؤى من أجل خير هذا الوطن وهي مسؤولة أيضا على الحفاظ على الثورة التونسية و مكاسبها،و هو مجهود قام به عدد ضئيل جدا من الأحزاب،و بالتالي فإنه من المهم القول إن هذه الأحزاب التي انشغلت لأسابيع بموعد إجراء الانتخابات،هي مطالبة أيضا بالانشغال بكل ما يشغل التونسيين و ما يهدد أمنهم و أمانهم. إذا لم توحد المخاطر التي تهدد ثورة الكرامة و الحرية، الرؤى و الجهود و التدخلات فهل سيوحدها موعد إجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي؟؟