شهدت مدينة قبلي أحداث شغب انطلقت منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد لتتواصل تداعياتها إلى حدود مساء يوم الاثنين. وتتمثل هذه الأحداث حسب ما أكده رئيس منطقة الأمن بالجهة عادل قاسم في إقدام مجموعة من الشبان على رشق منطقة الأمن بالمدخل الشمالي لمدينة قبلي بالقنابل المسيلة للدموع والحجارة ثم تخريب العديد من التجهيزات المعدة للنظافة والزينة في طريق عودتهم إلى وسط المدينة. وقد تولت قوات الأمن والشرطة بالجهة مطاردة هذه المجموعة التي لاذ أفرادها بالفرار إلى منطقة النزلة قيل أن يحتموا بمنزل مواطن من تلك المنطقة حيث واصلوا قذف أعوان الأمن بالقنابل المسيلة للدموع والحجارة، وهو ما أثار حسب رئيس منطقة الأمن نوعا من الارتباك والذعر لدى أهالي نهج سوسة بالنزلة فضلا عن حالات اختناق متعددة بالغاز المسيل للدموع أهمها التي تعرض لها طفل يبلغ من العمر أربعة أشهر هو في حالة حرجة بالمستشفى الجهوي. كما أكد رئيس المنطقة أن الأعوان "لم يقدموا على استعمال أية أساليب ردعية في تدخلهم بل اكتفوا بتقييم الحالة والانسحاب" إلا أن هذه الأعمال تجددت طيلة يوم الأحد حيث أقدمت هذه المجموعة من الشبان على الاعتداء على عدد من منازل أعوان الأمن بالجهة وبعض العملة بمراكز الأمن العمومي وقذفها بزجاجات المولوتوف وهو ما اسفر عن أضرار مادية جسيمة نتيجة احتراق بعض محتويات عدد من هذه المنازل فضلا عن تهديد الأعوان. من جهة أخرى، وحسب المصدر، قامت هذه المجموعة يوم الأحد بترصد ضابط امن من الجهة لدى خروجه من منزله واعتدت عليه بالعنف مما تسبب في إصابته بجروح خطيرة بالجمجمة وكسر بالأنف. وقد تم على اثر هذه الأحداث القيام بحملات تمشيطية واسعة للمدينة مستمرة إلى حد الآن تم خلالها إلقاء القبض على 5 شبان هم حاليا في حالة إيقاف لاستكمال الأبحاث معهم. كما تقدمت المنطقة بملف للعدالة من اجل أن يأخذ القانون مجراه وإلقاء القبض على المتسببين في هذه الأحداث. بالمقابل أفاد صاحب المنزل الذي انطلقت منه، حسب رواية الجهات الأمنية، هذه الأحداث بمنطقة النزلة "وات" أن مجموعة من الشبان أقدموا على رشق مقر منطقة الأمن بالحجارة الا انه نفى احتماءهم بمنزله. وبين ان "قوات الأمن قامت ليلة السبت بمداهمة منزله لإلقاء القبض على ابنه دون سواه ممن اتهموا بالاعتداء على منطقة الأمن" مشيرا إلى أن "عملية المداهمة هذه تمت بطريقة بثت الرعب في متساكني البيت والجيران خاصة مع استعمال قوات الأمن المفرط للقوة وللقنابل المسيلة للدموع". وأكد وجود عديد حالات الاختناق خاصة للرضيع البالغ من العمر أربعة أشهر. كما ذكر صاحب المنزل انه كان غائبا لدى وقوع هذه المداهمة إذ كان متواجدا بمقر عمله. وأكد انه "لو طلب منه اقتياد ابنه للتحقيق معه دون استعمال هذه الأساليب المروعة كان سيتعاون مع رجال الأمن ويجلبه بنفسه للمنطقة" نافيا تسبب ابنه في أعمال الشغب المسجلة.
