بقلم حسان لوكيل كانت احتفالات عيد الشغل عنوانا لتوحد التونسسين و وقوفهم جنبا إلى جنب حيث خرج الآلاف على اختلاف انتماءاتهم السياسية رافعين رايات الوطن و من أبرز الشعارات التى رددوها بالروح بالدم نفديك يا علم . جل الساسة و المراقبين عبروا عن سعادتهم بالأجواء الهادئة التى جرت فيها الإحتفالات فكانت الصورة التى تصدرت الصفحة الأولى في جريدة المغرب و التى تظهر فيها فتاتين واحدة متحجبة و أخرى غير متحجبة يضعان اليد في اليد و يحملان علم تونس من أجمل صور الإحتفال بعيد الشغل . للأسف أجواء الوحدة الوطنية و حب الوطن الذي غمر قلوب المحتفلين بعيد الشغل لم ترق للبعض حيث لم يستطع المدعو نور الدين بن تيشة المناضل و المحلل السياسي المزعوم أن يكظم غيضه و غضبه و يخفي حقده و غله على أجواء الوحدة الوطنية التى جرت فيها الإحتفالات . ففي الوقت الذي يدعو فيه النزهاء و الشرفاء من اليمين و اليسار و الوسط و أقصى اليمين و أقصى اليسار وغيرهم إلى التجميع و التوحيد و رص الصفوف نجد نور الدين بن تيشة لا يستحى أن يواصل زرع بذور الفرقة و الفتنة . نور الدين بن تيشة الذي لم يظهر إلا بعد الثورة مرتديا جبة النضال و عباءة المحلل السياسي و الذي يقترن إسمه بإسم برهان بسيس و الذي حسب تصريحات هذا الأخير كان أحد رجالات النظام السابق الذين يعملون في الخفاء تساءل عن سبب تواجد أنصار حركة النهضة في احتفالات عيد الشغل معتبرا أن عيد الشغل احتفال خاص باليساريين . Photo Credits : Journal maghreb نور الدين بن تيشة إذا كما يبدو لم يتأقلم بعد مع مرحلة ما بعد الثورة و لا تزال بوصلته معدلة على نظام بن علي الذي عمل فيه كمخبر " قوّاد" بالعامية أو كبوليس سياسي حسب ما أكده الأمين العام لحزب المؤتمر عبد الرؤوف العيادي . بن تيشة يحن إذا لعهد بن علي الذي اجتث خاصة الإسلاميين و النهضويين ومنعهم من الحياة قبل أن يمنعهم من المشاركة في الحياة السياسية فها هو يدعو كما يفهم من تصريحاته إلى إقصائهم من جديد . قد يكون بن تيشة معارضا للحكومة لأنها تتكون من أغلبية نهضوية لكن ليس له الحق أن يشكك في أحقية الإسلاميين الكادحين والشغالين في الإحتفال بعيد الشغل و يدعو إلى إقصائهم . مهما يكن فإننا لم نعقب على تصريحات بن تيشة لأهميتها أو لعظمة شأنه في الساحة السياسية و الإعلامية بل أردنا فقط التنبيه للحقد و الكراهية و غياب المسؤولية و الوطنية عن شخص يدعى في الظاهر النضال و حب الوطن لكن على بن تيشة أن يتعلم من أخطائه و يتعلم من التونسيين الذين نزلوا الى الشارع و تناسوا انتماءاتهم و غلبوا حب الوطن . في حديث الساعة: محلّل سياسي و فحّام
