حاوره أبولبابة سالم بإعلان الجبهة الشعبية, هل يمكن القول أنّه أصبح لليسار تيّار موحّد؟ الجبهة الشعبية ليست تيار للقوى اليسارية فحسب بل تضم أغلب قوى يسارية و تقدمية و قومية , وقد حدّدنا أهدافها وهي خدمة مطالب الشعب التونسي و تحقيق أهداف الثورة . ها لديكم برنامج حكم أم ستكتفون بالمعارضة ؟ لدينا برنامج حكم , و يخطئ من يقول أنّنا نكتفي بالمعارضة , ونحن لا نكتفي بالنقد فقط بل نقدّم البدائل و الحلول للمشاكل الحارقة التي تواجه الشعب التونسي . قدّمنا مقترحات في الشأن الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي. ما تقييمك لأداء الحكومة و للوضع العام في البلاد ؟ بعض الأطراف في حكومة السيد حمادي الجبالي تقول ان المعارضة هي سبب المشاكل و الإحتقان الإجتماعي , هم يواجهون احتجاجات مناطق حرمت من التنمية و هي نفسها التي انطلقت منها الثورة , حكومة السيد حمادي الجبالي في مواجهة مع أهالي سيدي بوزيد و قلالة و تطاوين و... هناك غضب من سياسة تنموية فاشلة و من نموذج تنموي ثبت فشله . نعيش حالة استقطاب حاد بين النهضة و نداء تونس , ما موقفكم من ذلك؟ نحن نرفض من يروّج لهذا الاستقطاب و يغذّيه , البرنامج الاقتصادي للإثنين واحد وهو النموذج الليبرالي الذي قامت عليه الثورة . الجبهة الشعبية تقدم بديلا لتحقيق أهداف ثورة الشعب التونسي الاجتماعية و حقه في التنمية و التشغيل و محاربة الفقر و تحقيق العدالة الاجتماعية. كيف ستدخلون الانتخابات القادمة؟ سندخلها باسم الجبهة الشعبية و ليس تحت اسم حزب العمال , لقد تقدّمنا في الانتخابات السابقة كأحزاب منفردة فكانت أصواتنا مشتتة , لابد من تجاوز النظرة الحزبية الضيقة و العمل ككتلة مع كل من يشاطرنا الأهداف التي رسمناها, و سنقدّم للشعب التونسي برنامجا يخدم ثورته. ما موقفكم من التسميات الأخيرة في مجال الإعلام ؟ سنتصدّى لمحاولات السيطرة على الإعلام و التسميات الأخيرة هي محاولة للتحكّم في المشهد الإعلامي , وهذه التسميات و التدخّلات تريد فرض بعض الأسماء التي دخلت بيت الطاعة , و منهم تجمعيون سابقون . بعد جريمة الإغتصاب , هل هناك خوف على مكاسب المرأة؟ المرأة التونسية ناضلت طويلا و دفعت ثمنا لتضحياتها مثل الرجل و لن نسمح لقوى الردّة أن تنال من حقوقها , و حادثة الإغتصاب تؤكّد أن وزارة الداخلية ينتظرها عمل كبير للقطع مع ممارسات العهد البائد. لم يتسرّب أي شيء عن لقائكم من مدّة مع السيد وزير الداخلية علي لعريض , هل يمكن أن تكشف عن ذلك ؟ لقد التقينا لبحث بعض الأمور آنذاك و الخاصة بملاحقة بعض منتسبي حزب العمال و قضية التنصت على الهواتف. تناقشنا في الموضوع و أكّد لي سعيه لتجاوز كل التجاوزات إن وجدت. نلاحظ ارتفاع شعبية السيد حمه الهمامي في الفترة الأخيرة , هل غيّرتم اسم الحزب لهذا السبب؟ لقد رفضنا من البداية الصراعات الإيديولوجية و قلنا أكثر من مرّة أنّ الإستقطاب الايديولوجي لا يخدم الثورة التي قامت من أجل الحرية و الكرامة و التشغيل . شعبنا له هويته الحضارية العربية الاسلامية . الفقراء والمحرومين لا تهمّهم الصراعات العقائدية . ماهي خارطة الطريق التي تطرحها للمرحلة المقبلة بعد 23 أكتوبر ؟ مازلنا نعيش حالة غموض فأين الهيئة المستقلة للانتخابات و القانون الانتخابي و تاريخ الانتخابات و هيئة القضاء العدلي وشكل النظام السياسي, الحكومة فشلت سياسيا و اقتصاديا. الحل حسب تقديرنا هو تكوين "حكومة أزمة " تسهر على الإعداد للإستحقاقات القادمة و تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية . كلمة أخيرة لجمهور الانترنات ؟ واصلوا النضال من أجل الحرية و الدفاع عن حقوق المرأة و بناء تونس الحرّة و الديمقراطية .