أبو مازن شكرا لك يا نجيبة، و دمت للصحفيين والإعلاميين نقيبة، إي والله قد فرجت الكرب والمصيبة، فزالت الغمة ليوم من تونس الحبيبة، وكان إضرابك بلسما وكنت يومها الطبيبة. قد هرعت المعارضة لنصرتك فكانت الربيبة، فكشفنا تسييسا مقيتا ترعاه وجوها مريبة، وقدرنا ترابط المصالح وتداخلها دون شك وريبة، فلا حرج عندكم أن تضربوا فنحن من يدفع الضريبة، ثم تنالون أجوركم و تملؤن الجيب والحقيبة. لنا الله في الثقافة و الأخبار فبرامجكم كانت ولازالت رتيبة، و ستدعمون بإضرابكم هذا الجزيرة وقنوات بعيدة وقريبة، فيخفت صوتكم وتختفي تلك الزبيبة، فتذكرون المخلوع و تتحسرون على ما حباكم من شفقة وعطف وطيبة، وقد استثنى رجالا ونساء فشردهم ثم أخرس النقابة والنقيبة. على ما تضربون ؟ وأنتم تكبّرون الصغائر و لكبائر الأمور تحتقرون، ولكم مصادر خاصة بها تفترون، فتربكون الأوضاع وتزرعون اليأس علّكم تفرحون، فكم ازعجتمونا بنحيب على مشادات هنا وهناك وبالنقل المباشر تهرعون، و كم تناسيتم شوارع و مدائن مكتظة كنتم عنها غائبون، وكم من ضحية سحلت وشنقت وانتم لأحداثها منكرون. أضربوا يرحمكم الله فنحن باضرابكم هذا فرحون، ودعوا أهل الكد العمل من زملائكم يعملون، فتلك هي الديمقراطية الحقة لو تعلمون، فشعبنا لا يريدها حرية عرجاء إليها تهرعون، فالخبر مقدس والتعليق حر ولكننكم كثيرا ما تخلطون، فنأسف لحدث أو نفرح لآخر ونحن واهمون، ثم نتبيّن أن ما حدث مجرد إشاعة بها تفترون، فيخبو بريقها بعد أيام وتعدون غيرها يا أهل الفتون.