بقلم / منجي باكير *** أَيُّها الشَّعْبُ ليتني كنتُ حطَّاباً فأهوي على الجذوعِ بفأسي ** أَنْتَ روحٌ غَبِيَّةٌ تكره النُّور وتقضي الدُّهُور في ليل مَلْسِ أَنْتَ لا تدركُ الحقائقَ إن طافتْ حواليكَ دون مسٍّ وجَبَّسِ *** فيض من الغضب و الحنق ضمّنه شاعرنا أبوالقاسم الشّابّي رحمه الله تعالى هذه الأبيات متوجّها إلى جمهور شعبه لمّا كان يرزح تحت نيْر الإستعمار و يعاني ويلاته بدون أن ينبس ببنت شفة و لا يملك قرارا لموجهته و دفع الظّلم عنه ،، الشّابّي رحمه الله لو كتب الله له الحياة بأن يعاصرنا و يعاين حالنا هذه الأيّام لزادت حدّة كلماته و لاستعار تعابير أقوى و ربّما تمرّد على كلّ موازين الشعر و قواعد اللّغة ... حال شعب انصرف أكثره عن أولى اهتماماته و أجلّ حقوقه في تقرير مصيره وفرض اختياراته و تنفيذ رغباته بعد ثورة أسالت الدّم و أزهقت الأرواح ، شعب ركن إلى السّلبيّة و الخنوع و اللاّمبالاة أمام حقّه و واجبه في أخذ زمام الأمور ليترك هذه الأمور تسير على عواهنها و يترك الحبل على الغارب ، شعب سلّم نفسه و مصيره إلى حفنة من أدعياء السياسة و أباطرة المال و ذيول التبعيّة الخارجيّة و بقايا تجمّع الظلم و الظلام ، سلّم مصيره إلى هؤلاء المتسلّطين الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء عليه يتحدّثون باسمه و يقرّرون مكانه ...أدعياء أمّيون في تسيير ذواتهم قبل غيرهم ، لا يفقهون أدنى أبجديّات السّياسة ، تجرّهم حماقاتهم و يوجّههم الدولار قذفت بهم / بركات الثورة / إلى صدارة الأحداث و سرقوا مقاعد الخطابة و الزّعامة بليل و الشعب فاغر فاه ، خيّلت لهم شياطينهم و مستخدموهم بأنّهم رؤوسا بعد أن كانوا ذيولا أيّام كانت الرّجولة تعني قبور السجون أو الموت ، تسلّطوا على مقدّرات الشعب و باعوه أيّام دولة الجنرال و باركوا اغتصاب البلاد و أحلّوا تعذيب و سرقة العباد – وثائق قوقل و اليوتيوب وحدها تكفي لكشف ماضيهم الأسود – ثمّ هم اليوم يدّعون شرف تمثيل هذا الشعب و الذود عنه ..! اختطفوا البلاد و عطّلوا المصالح و قطعوا الطرق و غلّقوا المؤسّسات و ساهموا في فرار الإستثمارات المحليّة و الخارجيّة ، واستعانوا بالأجنبي و لم يتركوا بابا من أبواب الخراب إلاّ و طرقوه في سبيل غاياتهم الدنيئة و رغباتهم الأنانيّة التي يسعون جاهدين لتبييضها باسطوانة – تمثيل الشعب – فهل هجر الشعب دوره و حقّه المشروع و رضي بالإستكانة إلى هذه – البلاوي – المحيطة به من كل صوب و جانب و على مختلف النّغمات ؟ هل فرّط الشعب في زمام الرّيادة و سلّمه إلى هؤلاء المنصّبين أنفسهم بأنفسهم ليقرّروا مصيره و مصير أبناءه و يعبثوا بمقدّراته و استحقاقته و يفصّلوا له على مقاسهم دينه و هويّته وحكمه ؟؟ هل يسمح الشعب لهؤلاء المتجاوزين لإرادته أن يعربدوا في المنابر و يقيّضوا اختياراته ليستبدلوها بما يتيح اعادة إنتاج ماكينة التجمّع المنبوذ في تزاوج هجين مع دعاة التفسّخ و الشذوذ الفكري و الجسدي و سدنة اليسار العلماني المتطرّف ؟ هل أصبح الشعب ساكتا على حقّه و بات شيطانا أخرسا ؟؟؟