بقلم: شكري بن عيسى (*) السفير الذي يتسابقون على لقائه.. ويتمسحون على عتبات سفارته لحضور الاحتفالات الاستعلائية التي ينظمها.. ويبذلون كل الجهد لنيل رضاه.. بل للتودد له.. ويظهرون في الصور في وضع الاذلاء امامه.. وهو في وضع موزّع الادوار.. ويأتون خاشعين قبل الوقت حتى لا يضيعوا المواعيد.. ولا يغادرون الا بعد نهاية النهاية.. اليوم تركهم في عيد الجمهورية.. بعد ان حضر.. غادر اثناء القاء بن جعفر كلمته التي ندد فيها بالمجازر الوحشية الصهيونية.. بن جعفر لمن لا يعلم هو رئيس المجلس الوطني التاسيسي الذي يمثل قانونيا وسياسيا ارادة الشعب التونسي وسلطة الدولة.. بقطع النظر عن خلافاتنا الداخلية بشأنه.. تركهم في استهتار واضح بكلماتهم.. واعيادهم.. واحتفالاتهم.. ورموزهم.. ومراسمهم الرسمية جدا.. وبحضور كل "رموز الدولة".. الناطق باسمه صرح بان له "التزاما آخر" وقتها.. بعد ان اغلق هو هاتفه.. وتجاهل كل من استفسر.. او حاول ان يفهم.. وفي كلتا الحالتين سواء كان بسبب "الالتزام" او "تنديدا" واعتراضا على كلمة بن جعفر.. فقد تركهم واستهتر بهم.. والفرق بات جليا بين انحناءاتهم وانبطاحهم لهم لنيل رضاه.. حتى بعد دعم بلده الهمجي للعدوان الوحشي لغزة.. وتكبره وعنهجيته عن مواقفهم في عقر دارهم.. وفي مركز سيادتهم.. العار والخزي سيلاحقكم يا وجوه الجبن والخنوع والذل.. لصقت بكم لعنات التاريخ التي لا تمحى طول حياتكم.. خشعتم وانكسرتم في حضرته كلكم.. واذلكم جميعكم في حشدكم.. ورفع في وجوهكم ورقة الاستنكار لمسكم ربيبة امريكا.. واضح انكم ستتجهون صوبا اليه.. حال انتهاء المراسم.. بكلمات التبرير والاعتذار لحوزة صفحه.. وحتى لا تحل بكم لعناته التي "ستمحقكم"..