أبو مازن دعشوش البغدادي و رفاقه الدعاشيش الوحوش، قاتلو الأقوام المسالمين دون حق بالسيف والخرطوش، يقيمون دينا جديدا يسمونه إسلاما و نسميه زندقة الممسوس المهروش. يقيمون حدودا على من لم يستتب و يُدعى للإسلام حرّا دون حرب و لا جيوش. حقا إنّها الدعاشيش صناعة إسرائيل و شامير و بوش، غرست في عالمنا الإسلامي وحفرت على جدرانه كالنقوش، دين مستحدث يجمع بين الكلاش و التفجير و السبي والاستعباد بدراهم و قروش، و صلاة يُدعى إليها الناس قسرا فتنالهم السياط و الجروح والخدوش . قد أدمعت أعين لظلم سلطته الدعاشيش عليهم وارتجفت أياد و رموش. يقتلون أرواحا خلقها الله و حفظها لأجلها ويفطرون رمضان و يملئون الكروش، فعبادة "الجهاد" عندهم تسقط الفرائض و الصلاة فيصبح الإسلام عندهم معصية في شكل دين مغشوش. دعك من النسخة الدعشوشة و انظر إلى الأصل، ذلك الداعش الحقيقي الذي يموّلهم بملايين الدولارات و يصنع الأسلحة ويبيعها لصبية البغدادي. فلم يكن للموصل أن تسقط في أيدي الدعاشيش لو أراد صانع القرار الغربي غير ذلك، فيطول عمر الحرب و الدمار و يقسّم العراق الجريح إربا إربا و تستعر الجبهة السورية بظلمي النظام المستبد و الدعاشيش الخوارج. لكنّ الأمر لا يقف عند هذا الحدّ فها نحن ننال من بضع مساوئهم، دراويش تستر بلحية مطلوقة وعمامة أفغانية كذّابة فتدعو لقتل الطاغوت وتنصب الألغام على سفوح الجبال. و لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد إلى عديد المخدوعين بالمظاهر الكذابة الذين يمدونهم بالماء و الكلأ و الدعاء لهم في السرّ والعلن. يحسبون إنّهم يحسنون صنعا وأنهم ينفذون ما أمر الله ولكنهم يفسدون صنعا و ينفذون ما نهاهم الله عنه وقد حرّم قتل النفس وجعل جزاء من فعل ذلك جهنم خالدا فيها، وحرّم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما على الإطلاق، فلا نقيم حدّا ولا نقتصّ إلاّ بإذن حاكم يرتضيه المسلمون جميعا بأي طريقة ارتأوها، فولي الأمر لا ينتصب بأمره فيطلب المبايعة بل يكلّفه عموم المسلمين بذلك ويرتضونه حاكما لهم. لاحظوا بكل بداهة أن ارتفاع شوكة داعش في العراق و انتقامها من المسلمين على اختلاف مذاهبهم والمسيحيين واليزديين و غيرهم من الطوائف جاء بعد أن ارتفع صوت عشائر السنة مطالبة لوضع حد لطغيان المالكي و الدعم اللامتناهي له من قبل القوات الامريكية، وجاء أيضا بعد أن قضى الجيش المصري على ثورة يناير فأوقف زحف الربيع العربي و طمأن دول الخليج و اسرائيل على حد السواء على مستقبل حكمهم. لقد حانت الفرصة لتشويه الإسلام والتيارات الإسلامية بمثل هذه الدعاشيش الآبقة فيبثون سمومهم في أوساط شبابنا العاطل والباحث عن ذاته وهويته و يجذّرون فكرا إرهابيا أضحى مرادفا لكل ما متّ للإسلام بصلة عند الغرب. الحمد لله ان تبيّن جمهور المسلمين في أصقاع الأرض لفكر عنجهي كهذا فأنكروه ولم يستجيبوا له و ما هي إلاّ أيام أو شهور ويندحر كمن سبقه إلى مزبلة التاريخ، ولكنّ الألم يعصف بقلوبنا و بحواسنا كلما سال دم طاهر لأجل حماقة ارتكبها الدعاشيش الذين ينكرون إطلاق لقب الطاغوت على إسرائيل ويرتضونه لبني عمومتهم.