أبو مازن أنعم و أبشرْ، يا من صرّح لراديو الفرنجة والغجر، انّ غريمي لم يجمع أصواته من المؤتمر، بل تبعه المتطرفون و سكان القمر، فأدرك المليون دون عناء و ضجر. أنعم وأبشرْ، يا ساكن قرطاج لسنتين وبضعة أشهر، يا من دعوت شعب النهضة لتنتصر، فجاءوك رجالا وركبانا من القفر. جنوب شاسع صنع الرجال و علّمهم الصبر، فكم ظُلموا لعقود دون كهرباء وماء منهمر، بل شظف و ضيق مستتر، لا تلحظه في محيّاهم فاعتبر، أهل كرم وسخاء لا يُدّخر. لماذا يعجب الجميع مما فعلت القواعد في يوم أغر، اصطفت طوابيرا تنتظر، لتنتخب ما ارتآه ضميرها المتبصر، هذه الثورة في نزال مع من ظلم و تجبّر، ثم تراخى و تسامح ليظفر، لقد اختاروا من أرادوا كيفما شاؤوا فأين الغدر، وهم المخيّرون في حركتهم فماذا كنت تنتظر. لا يقنع الاسلاميون و كل من كان للهوية منتصر، أن الحرية لا تزاوج الاستبداد و ان تقهقر، فهو السوس الذي يسكن العظام و ينخر، وهو الداء الذي يقتل ويقبر. لو تساءل أهل الاستبداد هل هم جادون في حفظ كل ما دُستر، و التمسك بهيئات منبثقة جاءت لاصلاح الخور. قولوا لنا نعم فنفكر ملية ثم نقرر. ان استغرابكم مُستغرَب يا أهل الحضر، فأنتم تعلمون جيدا نتيجة التصويت قبل ذاك الموعد الأغر، فتلك السياسة والكياسة لمن يعتبر، و يعلم الواقع و يدرسه قبل أن يختبر. هذا ابننا الديمقراطي الحقوقي الكاتب المتنور، ينساق للشعب رغم علمنته ولا يتكبر، يخالط القوم ولا يتضجر، و يحزن لهمومهم فتنسكب دموعه و لا تتبخر. له عديد الأخطاء لمّا يحيد عن الصواب ولكنه يعتذر. فاعتذروا مثله للشعب الذي حضنكم و لا يصيبنكم الخيلاء والكبر، و دعوا الاشاعة المغرضة و أطفئوا نار التقسيم التي تستعر. هذه أرضنا من الجنوب الى الشمال توحدنا كجلمود صخر، ينساب على الغازي المعتدي من الجو والبر و البحر، فيحفظ الأهل من صغار وكبار وعجائز تستغفر، ويبني بسواعد العمل بلادا مدنية تسع الجميع ولا تتضجر.