يتولى نيكولاس مادورو، رئاسة فنزويلا بعد وفاة "هوغو تشافيز" وسيدير "مادورو ثروة" بلاده النفطية الضخمة، رغم خبرته القليلة في الإدارة الاقتصادية، خاصة أنه كان يعمل سائقاً في مترو كاراكاس. وأعلن وزير خارجية فنزويلا إلياس خاوا تولي "نيكولاس مادورو" نائب الرئيس تشافز الرئاسة مؤقتًا، وإجراء انتخابات رئاسية خلال 30 يوما. وقد شغل نيكولاس مادورو منصب نائب الرئيس الفنزويلي، وأعلن مساء أمس وفاة الرئيس الفنزويلي "هوجو تشافز" بعد معاناة من مرض السرطان. وتمتلك فنزويلا، وفقاً لآخر إحصائيات "أوبك"، احتياطي بترول يبلغ 296.5 مليار برميل، أي نحو خمس بترول العالم البالغ وفقاً ل"أوبك" 1467.01 مليار برميل. ويقول تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادر في شهر مارس 2011، إن إنتاج بترول فنزويلا (الخام والمكثفات وسوائل الغاز) بلغ 2.38 مليون برميل في اليوم عام 2010، فيما ترى شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية أن إنتاج فنزويلا اليومي هو 2.85 مليون برميل بزيادة قدرها 20%. وكانت الصادرات النفطية لفنزويلا قد بلغت 122 مليار دولار عام 2011، حسب آخر الأرقام الرسمية. لمحة عن حياته ويشار إلى أنّ مادورو ولد في كاراكاس في 23 نوفمبر 1962، وكان يشغل منذ سنة 2012 منصب نائب الرئيس في فنزويلا ووزير خارجيتها منذ سنة 2006. وبدأ مادورو مسيرته السياسية عندما كان يعمل سائق حافلة. بعد أن بدأ العمل النقابي غير الرسمي في مترو كاراكاس في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وكان العمل النقابي في المترو محظوراً حينذاك. ويعتبر مادورو أحد مؤسسي حركة الجمهورية الخامسة، وقد ساهم بنشاطه السياسي في الإفراج عن هوغو تشافيز من السجن، ثم عمل منسقاً سياسياً إقليمياً خلال حملته الانتخابية في سنة 1998. تحديات ويواجه مادورو تحديات اقتصادية ضخمة أبرزها تراجع نشاط الشركات المتعددة الجنسية العاملة في فنزويلا وشركات النفط الكبرى، حيث تتوقع خسائر إثر قرار الحكومة خفض قيمة العملة الوطنية البوليفار بأكثر من 30 في المائة، مطلع فيفري الماضي. وتخضع فنزويلا، التي تسجل رسميا تضخما بأكثر من 20 في المائة سنويا، إلى نظام مراقبة متشدد للعملات، وخامس تراجع لسعر العملة خلال السنوات العشر الأخيرة دخل حيز التنفيذ في 13 فيفري، إذ انخفض سعر صرف العملة الفنزويلية من 4.30 إلى 6.30 بوليفار للدولار الواحد. وعلى فنزويلا التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على العائدات النفطية، مواجهة حالات شح متزايدة. وهو ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الواردات التي بلغت قيمتها 56مليار دولار عام 2012 وفق البنك المركزي الفنزويلي. وفي المقابل، بلغت قيمة الصادرات غير النفطية 2.38 مليار دولار فقط.