صرّح وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أنه من المتوقع أن يصبح الإسلام الدين الثاني في فرنسا رسميًّا خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرا أنّ عدد معتنقيه يزيد عن ستة ملايين مسلم. ونقلت صحيفة نمساوي عن وزير الداخلية قوله: "لدينا بين 2200 و2300 مسجد وقاعات للصلاة في جميع أنحاء البلاد، ويجب على فرنسا وأوروبا أن تعترف أن الإسلام متوافق مع الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة". وشدّد فالس على أن تاريخ البشرية نادرًا ما شهد انتشار دين بهذه الطريقة في مثل هذا الوقت القصير. ووفق آخر الإحصائيات بشأن تعداد المسلمين فإنّ الإسلام يعتبر بالفعل هو الدين الثاني في فرنسا، ويفوق عدد أتباعه الخمسة ملايين، أي بنسبة 8 في المائة أو تزيد، وهم بذلك يشكلون أكبر تجمع للمسلمين في أوروبا، الأمر الذي يثير حفيظة الكثيرين ممن يعتبرون ذلك يشكل خطرًا على هوية الدولة العلمانية، حسب ما جاء في موقع مفكرة الإسلام. وكانت كبرى المؤسسات البحثية في فرنسا وجَّهت تحذيرًا من انتشار الإسلام في أوروبا، وذلك بعد الكشف عن أكبر تقرير يؤكد انتشار الإسلام في عدد من الدول الأوروبية خلال الأعوام العشرة الماضية. وذكرت مؤسسة"IFOP" الحكومية الفرنسية أن نتائج استفتاء الدراسة التي عقدت في معظم دول الاتحاد بعنوان "كيف يرى الأوروبيون الإسلام؟" كشفت تضخم أعداد دخول الأوروبيين في الإسلام. وأوضحت النتائج أن قطاعًا كبيرًا من الشباب أقل من 35 سنة في فرنسا وبريطانيا يرون أن الوجود الإسلامي إثراء للمناخ الثقافي ونقل أوروبا إلى حياة جديدة، بينما شنَّ العديد من شباب هولندا وألمانيا حملة التخوف من توسع الإسلام. وكان المؤتمر العالمي للهيئة البلجيكية "سي إنترناشيونال" - كبرى الهيئات المتخصصة في عمل إحصائيات دولية وخاصة في أوروبا – قد كشف عن ارتفاع الأسلمة في أوروبا خلال العام الماضي 2011 وعام 2010 بنسبة 17 في المائة لتعد أكبر زيادة يسجلها الدين الإسلامي في أوروبا. وبهذه الإحصائية يصل عدد المسلمين إلى 23 مليون مسلم يحملون الجنسيات الأوروبية في 19 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، وينضم إلى هؤلاء الذين ليس لهم إقامات رسمية ويصل عددهم إلى 7 ملايين مسلم. وتقول الدراسة التي كشف عنها يوم 26 فيفري الفارط إنّ هناك أربعة عناصر تدفع إلى أسلمة أوروبا، وهي العقيدة، والديموجرافيا السكانية، والإحساس التاريخي، والثقافة الإسلامية التي تجتاح أوروبا، مضيفة أن أوروبا تشهد تراجعًا دينيًّا يشبه انهيارًا في الديانة "المسيحية" هناك بسبب عدم إيمان الكثير من الأوروبيين بحقيقة الأديان. وأشاد التقرير بالأعمال الإيجابية التي تقوم بها المساجد في أوروبا مثل فتح أبوابها من أجل استقبال المتشردين، وإقامة جاليات مسلمة في كل دولة تقوم على نشر الإسلام، وفتح مدارس، ونشر الثقافة الإسلامية، وعمل صحف وقنوات بكل اللغات لوصول الدين الإسلامي إلى الجميع، ونشرها بصورة يشيد بها الأوروبيون.
